تبنى رئيس كاتالونيا ارتور ماس المنبثق عن التيار القومي المعتدل في البورجوازية الكاتالانية، قضية الدفاع عن الاستقلال متأخرا لكنه اصبح يراهن بمستقبله السياسي في المواجهة مع مدريد بتنظيم اقتراع حول الانفصال عن اسبانيا.وقد أمرت المحكمة الدستورية مرتين بن

تبنى رئيس كاتالونيا ارتور ماس المنبثق عن التيار القومي المعتدل في البورجوازية الكاتالانية، قضية الدفاع عن الاستقلال متأخرا لكنه اصبح يراهن بمستقبله السياسي في المواجهة مع مدريد بتنظيم اقتراع حول الانفصال عن اسبانيا.
وقد أمرت المحكمة الدستورية مرتين بناء على طعن من الحكومة الإسبانية بتعليق هذا الاستفتاء الرمزي. لكن ارتور ماس لم يعبأ بذلك وشدد لهجة خطابه مؤكدا ان "الدولة الإسبانية هي الخصم".
وقد دعا سكان المقاطعة الى الاقتراع امس الاحد "بلا خوف وممارسة حق شعب برمته في الدفاع المشروع عن النفس". غير ان ذلك الرجل صاحب الابتسامة المتواضع والنظرة الحازمة والشعر البني والذي تولى الحكم في 2010، لم يكن يبحث سوى عن حكم ذاتي واسع لإقليمه. لكن المحكمة الدستورية عدلت وضع الحكم الذاتي الذي كان يعتبر كاتالونيا "أمة" ما اثار التظاهرات الانفصالية.
وبعد سنتين رفض رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي التفاوض معه حول مزيد من الحكم الذاتي الضريبي لاقليم كاتالونيا القوي الذي يمثل انتاجه بمفرده خمس الثروة الوطنية لكنه يعاني من الديون.
ودفع به تعنت مدريد الى الانضمام الى الحملة الانفصالية التي شهدتها شوارع مدن المقاطعة في 11 ايلول 2012 بمناسبة يوم كاتالونيا وأوضح في كتاب تضمن تصريحات مع الفيلسوفة تيريسا بوس "سمعت عن تعبئة شعب لأول مرة بشكل واضح من اجل ممارسة حقه في التقرير".ونظم انتخابات اقليمية واعدا بتنظيم استفتاء حول الحكم الذاتي رغم معارضة مدريد التي قالت ان الدستور لا يجيز لاقليم ان يبت بمفرده في مسألة تخص مستقبل البلاد.
وفاز حزبه "اتفاق واتحاد" (كونفرخنسيا اي يونيو) في الانتخابات لكنه خسر 12 مقعدا، فتعين على ارتور ماس المحروم من الاغلبية المطلقة التحالف مع الانفصاليين الراديكاليين في حزب اليسار الجمهوري الكاتالوني (ايسكيرا ريبوبليكانا كاتالانا).
وبدأ يتحدث صراحة عن الاستقلال موضحا ان بامكان كاتالونيا ان "تكون أمة في اوروبا بحجم النمسا او الدنمارك" وفي كانون الاول 2013 اعلن صراحة انه سيصوت مع الانفصال عن اسبانيا.
لكن هذا الخطيب البارع ما زال يستعمل عبارات غامضة مثل "العملية الانتقالية الوطنية" ويؤكد ان الاقتراع "لن تكون له نتائج قانونية فورية".
ويثير هذا الغموض ريبة حلفائه من اليسار الجمهوري الكاتالوني في حين يتهمه خصومه في بقية انحاء اسبانيا بانه "يقترب من التمرد".
وقد دخل هذا الرجل وهو حفيد بحار وابن مقاول ولد في 31 كانون الثاني 1956، ودرس في الثانوية الفرنسية وتخرج في الاقتصاد، الساحة السياسية متأخرا ولم ينخرط في حزبه الا في 1987. وارتقى في الحزب الى جانب الرئيس السابق لهذه المنطقة جوردي بوجول (1980-2003) الذي جعل منه مساعده. واضعفت الفضيحة التي كشفت الصيف الماضي وادت الى اعتراف جوردي بوجول بانه اخفى ميراثا على مصلحة الضرائب، سلفه.
ويمارس حلفاؤه الانفصاليون عليه ضغطا من اجل تنظيم انتخابات مبكرة بعد اقتراع الاحد بينما يفضل هو مواصلة مهامه حتى نهاية ولايته، مراهنا على ما يبدو على ما افادته الاستطلاعات من ارتفاع اصوات الانفصاليين مجددا بفضل تحديه مدريد.
وقد وضع هذا الرجل الشغوف بالمراكب الشراعية، وهو اب ثلاثة ابناء، في مكتبه الرئاسي موجه قيادة زوارق أهداه له ابوه وكتبت عليه توصيات "ضبط النفس والشجاعة والحزم والثبات".