منذ سبعين عاما ، تم اعتقال الشابة آن فرانك من قبل الشرطة الألمانية لتموت في معسكر الاعتقال وتبقى يومياتها وثيقة خالدة عن مقدرتها الخارقة في الكتابة..لقد تحولت يومياتها الى أسطورة وتحفة في عالم الأدب المعاصر لأنها كتبت نصا نابضا بالحياة ومؤثرا حول معا
منذ سبعين عاما ، تم اعتقال الشابة آن فرانك من قبل الشرطة الألمانية لتموت في معسكر الاعتقال وتبقى يومياتها وثيقة خالدة عن مقدرتها الخارقة في الكتابة..لقد تحولت يومياتها الى أسطورة وتحفة في عالم الأدب المعاصر لأنها كتبت نصا نابضا بالحياة ومؤثرا حول معاناتها وأسرتها في معسكرات اعتقال اليهود ..
ولدت آن فرانك في عائلة يهودية في المدينة الألمانية فرانكفورت عام 1929 ..وفي عام 1933 ، غادرت العائلة المانيا الى هولندا هربا من سياسة هتلرالمعادية لليهود وهو العام ذاته الذي تم فيه انتخاب هتلر وتوليه السلطة اذ بدأ بإجبار اليهود على الخروج من البلاد ..
ووفقا للموقع الرسمي لشركة (آن فرانك ) التي تعمل على إدامة ذكرى الفتاة الشابة فان اوتو فرانك –والد الفتاة – وجد منزلا في امستردام وأقام مشروعا تجاريا وارتاد أولاده المدارس وشعرت العائلة بالحرية والأمان ، ولكن اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال هولندا من قبل المانيا في عام 1940 جعل السلطات الألمانية تطبق إجراءات قاسية بحق اليهود بعزلهم عن المجتمع الهولندي ومنعهم من ارتياد دور السينما والمسارح والمقاهي وتمييزهم بإجبارهم على ارتداء نجمة داود ..وفي عام 1942 ، تقرر نقل العائلات اليهودية للعمل في أوروبا الشرقية ومنها عائلة فرانك التي تلقت دعوة للعمل في معسكر الماني في الخامس من تموز عام 1942 ، لكنها حاولت الاختباء في مخبأ سري في شقة تقع خلف شركة والدهم اوتو فرانك وانضمت اليهم عائلة اخرى ، وقام بعض الأصدقاء وزملاء اوتو فرانك بتزويدهم بالأطعمة والاحتياجات الاخرى مجازفين بأرواحهم ..في تلك الفترة ، واصلت الفتاة آن فرانك كتابة يومياتها التي بدأت بكتابتها في هولندا حيث كانت تطمح الى ان تصبح كاتبة صحفية..كانت قد كتبت "ادركت اخيرا بان علي ان انجز واجباتي المدرسية لكي لا أكون جاهلة ولكي انجح في الحياة واصبح صحفية ،لأن هذا ما أريده ولأني ادرك بانني قادرة على الكتابة ، ولكن ، يبقى علي ان اثبت للآخرين امتلاكي موهبة الكتابة حقا " ..
تابعت آن فرانك الكتابة بانتظام حتى الأول من آب عام 1944 حيث تم اعتقال عائلتها ومن كان معهم من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للشرطة الالمانية ( الغوستابو ) بسبب وشاية من مجهول ..وهكذا تم ترحيلهم الى معسكرات الاعتقال حيث توفيت آن عام 1945 وهي بعمر الخامسة عشرة فقط لإصابتها بمرض التيفوس وبعد وفاة شقيقتها مارغو بأشهر ، ثم توفيت والدتها في معسكر آخر ونجا والدها فقط من الموت بعد ان قامت القوات السوفيتية بتحرير الأسرى من المعتقل وعاد الى بولندا ..
بعد اعتقال العائلة ، وجدت السيدة ماب جيز ، وهي واحدة من الأشخاص الذين ساعدوا آل فرانك على الاختباء دفتر يوميات آن الذي تركته في المخبأ ، وبعد معرفتها بوفاة آن ،سلمت الدفتر لوالدها اوتو فرانك فقرر نشر اليوميات ونشرت عام 1947تحت عنوان ( يوميات فتاة شابة ) ليصبح كتاب آن فرانك واحدا من اشهر كتب القرن العشرين ويتمكن الملايين من قراءته اذ ترجم الكتاب لأكثر من خمسين لغة ..
لقد حاول بعض المعادين للسامية اتهام اوتو فرانك بكتابة اليوميات للحصول على الأرباح المادية وانها مزيفة اذ ليس من المعقول ان تقوم فتاة مراهقة بكتابة مذكرات بهذا النضج ، لكن اختبار دفتر اليوميات من قبل خبراء في معهد الدولة الهولندي لتوثيق الحرب عن طريق فحص الحبر المستخدم ومقارنة خط الفتاة بكتابات اخرى لها وبأحدث الطرق التكنولوجية اثبت أصالة اليوميات التي تعبر عن تصوير دقيق للأحداث التي جرت في تلك الفترة عبر مشاعر فتاة نضجت بفعل المعاناة التي واجهتها ...
لقد حققت اليوميات نجاحا ساحقا وحازت على إعجاب كبار الكتاب والنقاد والمشاهير ، فقال عنها الروائي الروسي ايليا اهرنبرغ ( صوت واحد يتحدث باسم ستة ملايين صوت ، وهو صوت فتاة صغيرة لاصوت رجل حكيم او شاعر ) ..وقال عنها الرئيس الأميركي جون كينيدي ( صوت آن فرانك هو الصوت الأكثر قوة من بين العديد من الأصوات التي تحدثت عن الكرامة البشرية في أزمنة العذابات الكبرى والخسائر عبر التاريخ ) ..اما نيلسون مانديلا فقال عنها ( عندما كنت في السجن ، استمددت منها الكثيرمن القوة ) ..اما الفتاة المراهقة التي توفيت قبل ان تدرك انها أصبحت كاتبة شهيرة فقد فازت بالخلود الأدبي وأثبتت انها كانت تمتلك موهبة الكتابة ..
مؤخرا ، تمت إعادة ترجمة الكتاب الى اللغة الفرنسية وقامت دار البان ميشيل بطبعه.
جميع التعليقات 2
nadia
لا شيء
nadia
لا شيء