بداية أقول لا صلة لريشارد شتراوس المقصود بعائلة شتراوس النمساوية التي أنجبت عدداً من الموسيقيين بل هو مؤلف ألماني ابن أحد أشهر عازفي الهورن الفرنسي في ألمانيا في القرن التاسع عشر. ولد في ميونيخ عاصمة بافاريا سنة 1864 وحصل على تعليم موسيقي مبكر، وبدأ
بداية أقول لا صلة لريشارد شتراوس المقصود بعائلة شتراوس النمساوية التي أنجبت عدداً من الموسيقيين بل هو مؤلف ألماني ابن أحد أشهر عازفي الهورن الفرنسي في ألمانيا في القرن التاسع عشر. ولد في ميونيخ عاصمة بافاريا سنة 1864 وحصل على تعليم موسيقي مبكر، وبدأ التأليف في شبابه، بحيث ألف سيمفونيته الثانية عندما كان في العشرين من عمره، بعد تأليف عدد كبير من أعمال البيانو والأغاني. عمل مساعداً لقائد الاوركسترا الكبير هانس فون بيلوف في قيادة فرقة مانهايم، وحل محله بعد تقاعده سنة 1885. في تلك الفترة تعرف على برامز شخصياً وتأثر اسلوبه بموسيقى برامز وشومان، قبل أن يتعرف على عازف الكمان الكساندر ريتر زوج ابنة عم فاغنر، فبدأ يميل إلى اسلوب فاغنر البارع في التأليف الاوركسترالي وتأثر باسلوب فرانس ليست في بناء القصيدة السيمفونية، ولازمه هذا الاسلوب الجديد حتى وفاته في 1949. أطلق على أعماله اسم قصيدة موسيقية بدلاً من قصيدة سيمفونية كما كان الحال عند ليست، وهي في الحالتين نوع من الموسيقى البرنامجية التي تصف حدثاً أو عملاً أدبياً بشكل موسيقى. ولاقى عمله "الموت والتجلي" نجاحاً كبيراً بعد عدد من المحاولات، تبعه بعمله الشهير "هكذا تكلم زرادشت" في 1896 استناداً إلى عمل فريدريش نيتشه بنفس العنوان. وأسهم فيلم "2001: اوديسا الفضاء" (1968) الشهير في نشر موسيقى شتراوس، حيث استعمل في مشهد بزوغ الشمس مقطعاً من هكذا تكلم زرادشت تبدأه الترومبيت بمساعدة التيمباني (الطبول).
كتب الشاعر النمساوي هوغو فون هوفمانشتال نص عدد من أعماله مثل اوبراه الكترا (1909)، ثم فارس الوردة (1910)، ووصل قمته في اوبرا "السيدة من دون ظل" (1919). تعاون مع هوفمانشتال والمخرج النمساوي ماكس راينهارت في إطلاق مهرجان زالتسبورغ الصيفي الشهير بعد الحرب العالمية الاولى، ولا يزال يعد هذا المهرجان من أهم النشاطات العالمية في عالم الموسيقى والأوبرا والمسرح حتى اليوم.
كتب نص اوبرا "السيدة الصامتة" (1935) النمساوي شتفان تسفايغ أثناء الحكم النازي، وأصر شتراوس على ذكر اسم المؤلف في العرض الأول رغم اعتبار النازيين تسفايغ شخصاً غير مرغوب فيه بسبب يهوديته. لكن العمل منع بعد العرض الثاني، واجبر شتراوس على الاستقالة من منصب رئيس غرفة موسيقيي الامبراطورية الألمانية سنة 1935، وهو منصب استغله سابقاً لمساعدة موسيقيين يهود، وتأييد تقديم أعمال مندلسون ومالر حظرها النازيون. ولم يكن تعيينه في هذا المنصب سنة 1933 قد تم بمعرفته أو موافقته.