وإن كنت قد كتبت عن "الحسچة" ومعناها في أكثر من عمود، لكني فقط أذكّر هنا بخطأ حصر معناها بأنها نوع من التورية في الكلام، أي ان تقول شيئا وتقصد شيئا آخر. الحقيقة إنها تظهر في الأفعال أيضا. وقد يمارسها المتمكن منها في فتوى أو ضحكة أو ابتسامة أو بإشارة من يديه أو عينيه أو شفتيه. باختصار شديد لا يجيد "الحسچة" إلا من كان على درجة عالية من الذكاء والحكمة والفطنة.
عندمااعلن سماحة المرجع الديني الأعلى الجهاد الكفائي، أخبرني صاحب من داخل الخضراء، بيت الداء، ان شيخا يعمل مستشارا "مذهبيا" للمالكي حين سمع بالفتوى وضع يده على لحيته وقال: هاي مو خوش! ثم سألني الصاحب: ليش عود هذا ضاج؟ أجبته لأن في الفتوى "حسچة" تعني بأن المالكي طار. شلون؟
في اليوم التالي كتبت رسالة إلى سماحة المرجع الأعلى ونشرتها في أكثر من موقع على الإنترنت كي أتأكد من توقعي. ذكرت لسماحته ان كتب الشيعة تضع شروطا على من يقود جموع المتطوعين من بينها ان يكون "عارفا بتسريب العساكر وتدريب الحرب، وان لم يكن إماما": كما جاء في أجوبة مسائل جار الله" لآية الله السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي وفي الصفحة 64، وكذلك في كتاب "كشف الغطاء" لسماحة الشيخ جعفر كاشف الغطاء الصفحة 381. ثم سألت سماحته: هل السيد المالكي يمتلك قابلية السياسة وتدبير الحروب وهو الذي سيرأس جحافل المتطوعين؟ أم انه ليس كذلك مما يعني ان شروط الجهاد تفرض استبداله بمن هو أكفأ وأجدر؟
في الحقيقة لم يصلني الجواب مكتوبا بل وصل بقرار صريح لذوي الشأن. قرأه الشيخ المستشار فعاد ليضع يده على لحيته مرة أخرى ولسان حاله يقول: هذا الخفت منّه طحت بيه!
"حسچة" المرجعية
[post-views]
نشر في: 14 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 3
د عادل على
الحسجه تعنى ظاهرا التكلم بالاشارات اما باليد او العين او بالجسم كله وهدا لايحتاج ان يكون الانسان عبقريا بل ان يكون ثعلبا مثل نورى
سعد الموسوي
مع التحيه اعتقد ان الحسجه كانت ان الجيش والحكومه لم يعد لها وجود وعلى الشعب ان يتدبر امره بنفسه
غريب الدار
أستاذ هاشم بوصفك مطلّع على تاريخ الافتاء كما يتضح من سياق ما أوردت.. هل لفتوى الجهاد الكفائي حد زمني يرتبط بزوال الخطر عن مناطق حيوية كبغداد وسامراء أم هو مفتوح لأولاد الخايبة في حين جماعة الروخونية كل واحد حاط ولده على كًلبه ومنتجي؟ .. ثم وين الحسجة يعني