TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > استجواب بالساطور

استجواب بالساطور

نشر في: 17 نوفمبر, 2014: 09:01 م

الدستور العراقي اكد الفصل بين السلطات ومنح السلطة التشريعية حق استجواب المسؤولين كجزء من دور البرلمان الرقابي على الحكومة وأدائها ، ومحاسبة المقصرين ، وإحالتهم الى القضاء عندما يصل أعضاء مجلس النواب الى قناعة بان المسؤول الفلاني سرق المال العام ، واستخدم موقعه في تحقيق مصالح ومكاسب شخصية ، وعلى مدى الدورات التشريعية السابقة ، خضع مسؤولون للاستجواب ومنهم وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني من قبل النائب صباح الساعدي ، على خلفية قضايا فساد تتعلق باستيراد مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك البشري ، وانتهت "المسرحية" بإقالة الوزير من منصبه ، ثم غادر البلاد متوجها الى بريطانيا ، وتخلص من الملاحقة القضائية ، مستفيدا من جنسيته الثانية في منحه حصانة ، لها القوة والقدرة على منع حتى عزرائيل من تنفيذ اية خطوة ضد صاحب المعالي .
دور البرلمان الرقابي مقارنة بحجم الفساد المستشري في البلاد واحتلال العراق مراتب متقدمة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم ، يكاد يكون منعدما ، لإصرار بعض الكتل النيابية والقوى السياسية على اعتماد قاعدة "انصر اخاك ظالما ومظلوما " فتراجع الدور الرقابي ، واكتسبت السلطة التنفيذية نفوذا واسعا فرضته على السلطتين التشريعية والقضائية ، بمباركة اعضاء في مجلس النواب ، بعضهم دعا الى استنساخ رئيس الحكومة السابق بوصفه منقذ الأمة من الأزمات والنكبات ، وبطل التحرير ، وصاحب الصولة التاريخية في إجبار الغزاة قوات الاحتلال الأميركي على الرحيل من العراق في يوم السيادة .
نائب رئيس الوزراء صالح المطلك رئيس اللجنة العليا لإغاثة النازحين ، سخر فضائيته البابلية للرد على متهميه بهدر المال العام وتبديد أموال النازحين ، والرجل له كل الحق في الدفاع عن نفسه عبر وسائل الإعلام ، وهو اعلن في اكثر من مناسبة بأن الحملة ضده تستهدف مستقبله السياسي ، تقف وراءها شخصيات معروفة بانها تعوم في مستنقع الفساد ، ومتورطة بسرقة المال وتمتلك علاقات مينية مع الجماعات الإرهابية .
المسؤول العراقي لديه حساسية مفرطة من الاستجواب ، فهو يتصور بانه سيكون تحت رحمة "السواطير " وفي مرمى نيران العدو ، وسيفقد سمعته السياسية و قاعدة التأييد الشعبية عندما تعرض الجلسة عبر وسائل الإعلام، ولا شك في ان المسؤول الواثق من نفسه سواء كان المطلك او غيره ، بإمكانه الدفاع عن نفسه ، ورد التهم ، وبإمكانه ايضا ان يفضح من يعوم في مستنقع الفساد ، وعقد تحالف مع الضفادع لإثارة ضجة الغرض منها اطلاق الاتهامات ، لتشويه الرموز الوطنية .
نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ومنذ اسبوعين يصيح ويستريح وفضائيته في عمان "قامت بالواجب" ونقلت حتى مقتل الإمام الحسين بصوت الراحل عبد الزهرة الكعبي ،لإنقاذ صاحبها من سواطير الاستجواب ، وخلال الدورات التشريعية السابقة كان استجواب المسؤولين صولة فاشوشية ، لم تصل الى باب المنطقة الخضراء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram