الأخبار على الفضائيات، مثل الرسائل والمكالمات الهاتفية، قد تأتيك بما يحزنك او يسرّك. وأحيانا تجعلك تفرّ أذنيك لا تفهم منها شيئا. اظن ان حصتنا، نحن العراقيين، من تلك التي تُحزِن او لا تُفهَم تفوق حصص بلدان الدنيا مجتمعة. انا مثلا، يئست من ان يأتيني خبر مفرح على مدى ثماني سنوات على الأقل. مع هذا أتنطر الأخبار من باب عسى ولعل. كأني في ذلك مثل سميرة توفيق:
كل يوم أگول اليوم باچر يبينون
وانطـي للمبشريـــــــن بوسه من العيون
وربّك ما يگطع، كما يقولون، اذ عندما فتحت التلفزيون،صباح أمس، كانت اول جملة على لسان المذيعة تقول "القوات العراقية توجه صفعة جديدة لداعش في بيجي". ايتها المذيعة الجميلة، لا بل ايتها الأجمل هذا الصباح، وددت لو انك قلتها بالعراقي: العراقيون يسطرون داعش مرة أخرى. انها حقا احلى سطرة وأحلى راشدي وأحلى عجل.
ما لهذا الخيال يتصاعد بشكل عجيب عند الفرح؟ لم تلح لي الصفعة على الخد بيد مبسوطة، كما تفسرها القواميس، بل لاحت أمامي "علباة" داعش وهي تتلقى السطرات العراقية الموجعة. حييييييييييل، كما يقولها صديقنا أحمد الهاشم عند"الشماتة".
بصراحة ما كنت احسب ان للخير صفعات بل ظننتها صفحات مثلا. والصفعات قد تأتي "مادية" كهذه التي تلقتها داعش في جرف الصخر ومن ثم في بيجي. وأخرى "معنوية"تأتي عن طريق "احاچيچ يا بنتي واسمع يا چنتي". فمثلا، استقبال المرجعية لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ومن بعدهما رئيس مجلس النواب، أما تلوح لكم من خلاله صفعة لـ "ذاك الرجال"؟
ثم ألا تلاحظون ان هناك من ينتظر ان تأتيه صفعة "امعدّله"أن فعلا حقق مجلس النواب في أسباب سقوط الموصل؟ ولو فعلها المجلس عندها ستكون الفرحة بفرحتين.
أودعكم بانتظار الفرحة الكبرى يوم تتحول الصفعة الى "چلاّق" عراقي أصلي ينهي وجود الدواعش ومن مهدّ لهم الدخول للموصل بدافع من الغطرسة او الغباء او التقصير المتعمد. يا الله.
أحلـى راشـدي
[post-views]
نشر في: 18 نوفمبر, 2014: 09:01 م