اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > ارتفاع جرائم الخطف فـي بغداد .. والأطفال الأكثر استهدافاً

ارتفاع جرائم الخطف فـي بغداد .. والأطفال الأكثر استهدافاً

نشر في: 18 نوفمبر, 2014: 09:01 م

لا توجد احصائيات دقيقة لحالات الخطف التي يتعرض اليها المواطنون وذلك لعدم قيامهم بابلاغ السلطات الامنية وتسجيلهم بلاغا بالحالة في مراكز الشرطة اضافة الى انه لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد العراقيين المختطفين منذ عام 2003، بيد أن التقديرات تؤكد ان الرق

لا توجد احصائيات دقيقة لحالات الخطف التي يتعرض اليها المواطنون وذلك لعدم قيامهم بابلاغ السلطات الامنية وتسجيلهم بلاغا بالحالة في مراكز الشرطة اضافة الى انه لا توجد إحصائيات رسمية حول عدد العراقيين المختطفين منذ عام 2003، بيد أن التقديرات تؤكد ان الرقم دخل في خانة عشرات الآلاف . 

أحداث الخطف عادت الى قاموس العراقيين بقوة هذه الايام بسبب الفوضى الامنية التي اجتاحت البلاد بعد أحداث الموصل .

 

الأب يروي قصة اختطاف ابنه 
الرجل الاربعيني كان حزينا كثيرا لفقدان ابنه البالغ من العمر 15 عاما وتردد في الحديث معنا ، لكننا طلبنا منه ان يساعدنا في معرفة تفاصيل ابنه عبد الله الذي فضل تسميته هكذا بدلا من ذكر اسمه الحقيقي ، ابو عبد الله كانت حسرات تسبق كلامه والالم يعتصر قلبه عندما بدأ يسرد لنا ما حدث ،كل يوم عبد الله يذهب مع خاله الى منطقة العامرية حيث يملك الخال سكلة لبيع المواد الانشائية الخاصة بالبناء ،عبد الله يعود الى دارنا الواقع في منطقة حي الجهاد ليأخذ الغداء الى خاله ،لكن في اليوم المشؤوم تأخر عن الوقت وتكرر اتصال الخال ،فعبد الله كان قد تعلم سياقة السيارة برغم صغر سنه وفجأة الهاتف غلق ولا نعلم اين ذهب؟ وما ان مرت ساعتان خرجت الى الشارع مع اخوته الثلاثة ، وذهبنا الى مكان السكلة لعلنا نجد ما يمكن ان يرشدنا لمكانه ، الأب هنا سكت لوهلة من الوقت واستدرك في حديثه قائلاً: جلسنا ننتظر طوال ليلة كاملة لعل يوجد من يخبرنا عنه شيئا لكن في صبيحة اليوم الثاني من اختفاء عبد الله وفي الساعة الثامنة صباحا رنَّ الموبايل الذي يحمل رقما غريبا ، الاتصال كان على هاتفي الشخصي سمعت صوت رجل يخبرني ان عبد الله خطف وهو لديهم ولابد من دفع فدية مالية قدرها 30 الف دولار اميركي وغلق الهاتف بسرعة حاولت الاتصال لكن الهاتف مغلق ،السيارة التي كان عبد الله يقودها كانت حديثة الموديل وتعود الى الخال وسعرها يتجاوز 17 الف دولار اميركي ، وبعد ساعة اتصل الرجل ذاته بنا واخبرنا بضرورة الاستعجال بتحضير المال واي اتصال بجهة امنية او حتى محاولة الايقاع بهم جثة ابنك تجدها مرمية في اقرب مكان مخصص للنفايات ،طلبت الحديث مع ابني لان والدته اصبحت منهارة واصيبت بهستريا ( تقطع القلب )على بكائها وحسراتها على ابنها وكانت تبكي وتقول ما اشوف بعد ، وفي الاتصال الثالث الذي حدث في الساعة 8 مساء طلبنا منهم تقليل المبلغ لعدم استطاعتنا اكماله بسرعة وبعد التوسلات من قبلنا اصبح (20) الف دولار ! وفي الساعة الخامسة صباحا الهاتف يرن ويطلب مني الخروج الى الشارع القريب من منطقة كراج البياع واقوم بوضع المال على حديدة تستخدم لذبح الاغنام من دون ان التفت خلفي وان يكون قدومي بسيارة تاكسي ساعدني الجار الذي يملك سيارة اجرة وذهبت اليه الى البيت فجرا ووافق الرجل على اصطحابي.
عشرات القصص والقتل 
العد التنازلي لعودة عبد الله بدأ لكن ابن عمه يأتي الينا ظهرا ليبلغنا ان عبد الله وُجد مقتولا برصاصة في رأسه ورميت جثته في احدى الاماكن المخصصة لرمي النفايات في منطقة حي الجهاد مع اثنين آخرين قتلا ايضا بالطريقة ذاتها.
قصة عبدالله وعشرات القصص تتشابه في حالات الخطف لكنها تختلف في مبلغ الفدية الذي يدفعه ذووه خصوصا في الفترة الاخيرة من العام الحالي حيث زادت عمليات الخطف بشكل مريب زرع الخوف داخل اغلب العوائل البغدادية والامر لم يتركز فقط عند هؤلاء الضحايا انما امتد ليشمل التجار والاطباء ! وحالات خطف الأطباء في بغداد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أيلول الماضي، ما جعل العديد منهم يشعرون بالقلق ويغادرون العراق".
القيادي في التيار الصدري السيد حازم الاعرجي قال لـ(المدى): لابد من وجود تعاون بين المواطن والقوات الامنية وايضا على الاجهزة الامنية ان تقوم بدورها بشكل صحيح لحماية الناس من الارهاب ووضع خطط امنية مدروسة لتوفير الحماية لطلاب المدارس لان الموسم الدراسي بدأ اضافة الى زيادة عمل الاجهزة الامنية خصوصا في مدينة الكاظمية المقدسة لحماية مواطنيها من الاختطاف الذي اكد الاعرجي في حديثه انها تتعرض الى من يعمل على تدهورها الأمني لكنه يطلب من القوات الامنية اليقظة والحذر بشكل اكبر لكبت محاولات الارهاب لتنفيذ أي مخطط يمكن ان يزيد الأمر سوءاً وبخاصة حماية الأطباء والتجار في هذه المدنية المقدسة .
 
لابد من كشف الجهات الداعمة 
مصدر أمني رفض ذكر اسمه اكد من خلال تصريح لـ(المدى) ان هناك انواعا عدة من الخطف أولها على الهوية والثاني اجرامي بدافع الفدية والثالث يكون بسبب وجود مشاكل وخلافات بين العشائر وقليل ما تسجل دعاوى الخطف في مراكز الشرطة او حتى اخبار الجهات الامنية المختلفة وهذا يكون بسبب خوف العوائل على أولادهم من الموت ان قاموا بابلاغ الجهات الرسمية أو علم الخاطفين بذلك ، وحقيقة وبكل صراحة الامر هذا لن ينتهي في حالة عدم حصر السلاح بيد الحكومة فقط ومحاسبة من يحمله من أية جهة كانت ولابد من كشف المتورطين بهذه العمليات التي مع الاسف تدخل فيها شخصيات واحزاب لعدم كشف المتورطين ، المصدر الأمني أكد ان هناك من يستغل الوضع الامني ويحاول ان يوهم الناس انه مع القانون لكنه يخطف ويقتل ويبتز المواطنين لتمويل نفسه . 
واضاف المصدر نعم هناك من يرتدي الزي الأمني ويحمل باجات رسمية تابعة للوزارات الامنية ولا يستطيع احد محاسبته او إيقافه ويسمح له بايتزاز المواطنين لذلك حالات الخطف مع الاسف يشارك فيها اناس يستغلون اسم القانون ولا يمكن ان ينتهي هذا الموضوع الا في حالة - كما ذكرت سابقا- كشف المتورطين وسحب السلاح من اية جهة كانت غير منتمية الى وزارتي الداخلية والدفاع وجهازي الأمن الوطني والاستخبارات .
تعددت الحالات بين الكرخ والرصافة 
عضواللجنة الامنية في مجلس محافظة بغداد غالب الزاملي قال في تصريح لـ(المدى):التدهور الامني الاخير الذي شهده العراق خصوصا في محافظتي الانبار ونينوى زاد من عمليات الخطف التي تنوعت بين فئات عدة واعمار مختلفة حيث لم يسلم الطفل او الشاب وحتى كبار السن وخطف الاطباء والتجار ومع الاسف هناك من يقوم بالاستفادة من هذا التدهور الامني ويقوم باستغلال الوضع لصالحه لتمويل عملياته الإرهابية .
واشار الزاملي في حديثه قائلاً: لابد من توحيد الجهود الامنية والاستخبارية للحد من هذه الظاهرة الخطيرة وزرع الطمأنينة في نفوس المواطنين حتى يكون التعاون مشتركا ونشرالامن والامان وعدم وجود خرق امني يستغله الارهابيون لصالحهم في جعل الوضع الامني مرتبكا وهو ما يؤثر على حالة الشارع العراقي بشكل عام حيث وجود ما يقارب 146 عملية خطف في جانب الرصافة ومثلها تقريبا في جانب الكرخ ما يثير الفزع والرعب لدى المواطن البغدادي ومن اهم تلك المناطق التي سجلت فيها عمليات الخطف هي حي أور والشعب، موضحا في حديثه عدم وجود احصائيات دقيقة لحالات الخطف.
 
وزارة الداخلية لا تـرد 
حاولنا الاتصال مرات عدة بالمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية سعد معـن لكن لا يوجد أي رد على الهاتف لمعرفة المعلومات التي يمكن ان يخبرنا بها عن تزايد حالات الاختطاف في العاصمة بغداد . يُذكر ان معن ذكر في تصريح سابق عن وجود توصية من وزير الداخلية ومتابعة من قبل قائد عمليات بغداد تم تشكيل خلية للعمل على الحد من ظاهرة الخطف المتكررة داخل بغداد"، مشيرا الى أن "هناك نشاطات مستمرة لمكافحة ظاهرة الخطف بكل من جانبي الكرخ والرصافة ".وأشاد معن بـ "دور الشرطة الاتحادية والجيش اللذين يعملان للقبض على عدد كبير من عصابات الخطف والتسليب"، موضحا أن "للمواطن دورا فاعلا بمساعدتنا بذلك من خلال إعطاء المعلومات والإخبار عن أية حالة بالتنسيق مع جهاز الامن الوطني للحد من انتشار هذه العصابات والقضاء عليها".وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت، في (19 آب 2014) عن تشكيل خلية مختصة لمتابعة حالات الخطف في العاصمة بالتعاون والتنسيق مع جهاز الأمن الوطني.
عشر حالات من الاختطاف يومياً
اما عضو اللجنة الامنية في محافظة بغداد محمد الربيعي الذي أوضح في تصريح لـ(المدى)قائلاً: زيادة حالات الخطف تحتاج الى اجراءت مشتركة بين القوات الامنية العراقية وقد قام مجلس محافظة بغداد بالتحدث مع عمليات بغداد والقيادة المسلحة لتشكيل فريق عمل مشترك للحد من ظاهرة الخطف في العاصمة لان من يقوم بها هم مجموعة من العصابات المنظمة التي تستغل الوضع الامني وما يمر به البلد من تحديات لمحاربة الارهاب اضافة الى استغلال اسم بعض الفصائل المسلحة في تنفيذ العمليات الاجرامية ومنها الخطف في حين ان هذه الفصائل يقف رجالها في محاربة الارهاب ولا يقبلون بإلحاق الأذى بأي مواطن عراقي ومنهم من أعلن البراءة ممن يقوم باستغلال اسمها. 
واضاف الربيعي في حديثه قائلاً: لابد لوزير الداخلية ان يقوم بضرب بيد من حديد على كل مَن يحاول زعزعة الوضع الامني واستغلال التجار والناس الاغنياء وحتى البسطاء في كسب المال منهم عنوة. 
واكد الربيعي في حديثه : لابد من محاسبة اية جهة كانت تقف وراء عمليات الخطف وكشف اسماء المتورطين فيها والابتعاد عن الضغوطات والمحسوبية التي يستغلها بعض الاحزاب لتغطيها افعال من ينتمي اليها ، فكيف يمكن تسجيل عشر حالات من الاختطاف يوميا في جانبي الكرخ والرصافة وهذه مسجلة ومبلـَّغ عنها في مراكز الشرطة .
زيادة الاختطاف في بابل 
قال المحامي احمد العباسي: لقد نص قانون العقوبات العراقي المرقم 111لسنة 1969على الخطف في المواد 422 الى 427وقد انزل المشرع العراقي اقصى العقوبات بحق الخاطف حيث تصل العقوبة في بعض الاحيان الى الاعدام وتعتبر طرفا مشددا اذا وقع الخاطف بالمجنى عليه او عليها وخصوصا اذا كان عمر المخطوف اقل من 18 سنة والمحاكم مليئة بالدعاوى الخاصة بالخطف وانتشرت في الآونة الاخيرة ظاهرة اختطاف سواق الأجرة في بابل وكانت الغاية مطالبة اهالي المخطوف بفدية تصل الى ملايين الدولارات وقد يُقتل المخطوف اذا لم يحصل الخاطفون على فدية وحصلت حالات في بابل حيث تم العثور على جثث بعض المخطوفين وسُلمت الى الطب العدلي وقد اصدرت محكمة جنايات بابل الكثير من احكام السجن المؤبد والاعدام على الجانين الخاطفين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram