وا أسفاً لما آل إليه مصير أسود الرافدين في دورة كأس الخليج 22 بعد أن تلاشت آمالهم في التأهل إلى المربع الذهبي عقب تعادلهم مع المنتخب العُماني وهي نتيجة محسومة سلفاً نظراً لسياسة اتحاد الكرة في التشبث بمنح الفرصة للمدرب حكيم شاكر برغم علم الجميع انه غير قادر على تحقيق تطور لافت للمنتخب تحت قيادته وتجاهل أسماء تدريبية عدة كانت ستؤثر في عملها بثقة كبيرة.
يحضرني هنا قول للمدرب المحترف في النرويج يونس القطان يوم التقيت به بعد عودة منتخب الشباب من مونديال تركيا مطلع العام الماضي "أن شاكراً ربما ينجح مع الفئات العمرية ، لكنه لن يستطيع تحقيق شيء مع منتخب الرجال "! وها هو بالفعل يرتكب أخطاءً كثيرة بدءاً من اختيار التشكيلة والارتباك في توزيع مراكز اللعب إلى أسلوبه الخاطئ في إدارة دفة المنتخب وعدم توظيف اللاعبين بالصورة التي نطمح إليها برغم إننا نمتلك عدداً لا بأس بهم من النجوم سواء على مستوى الاحتراف أم الدوري المحلي بإمكانهم صنع المعجزات لو اشرف عليهم مدرب كُفء يمتلك عقلية كروية مؤهلة للتواجد في دورة الرياض.
والغريب إننا كنا نتوقع صدور بيان أو تصريح عن البعثة يُطمئن الشارع الرياضي الغاضب ضد المدرب والاتحاد ويشعر الجماهير أن الاتحاد يعمل بإرادة قوية لا تلينها المجاملات والمواقف الشخصية ، وإذا بنا أمام مزايدات مصالح (منتخب مقالاوت) فهذا يشجب انتقادات الإعلام وذاك يحرق دمه لأن البعض طالب بإبعاد المدللين همام طارق وسيف سلمان وآخر يتهم نجوم الكرة السابقين على تقاضيهم الدولارات في القنوات الفضائية لفضح سوء أداء منتخبنا وكأنه يُطالب بتزييف الحقيقة ومخادعة المشاهدين، وأحدهم يلوح بمقاضاة الصحفيين لان المدرب يصاب بـ(الدوار) كلما باغته قلم نزيه لتنبيهه عن خطورة تلاعبه بمقدرات منتخب البلد!
كيف نرتجي التعامل الصريح في أجواء بعثة المنتخب بعد العرض المخيب والحلول العقيمة للمدرب وهناك شخصيات إدارية وفنية اصطحبها اتحاد الكرة للتفاخر بها أمام الخليجيين يخجلون من فضح المستور وتسمية المقصر باسمه والمطالبة بإجراءات ناجعة ؟
ماذا سيكتب التاريخ عن هؤلاء وهم يكتمون قول الحق ويجاملون رئيس اتحاد اللعبة حتى نقلوا له عدوى الخوف من التحدث بجرأة ليعلن عدم رضاه عما يجري بدلاً من مسايرة مشهد البعثة ورئيسها شرار حيدر الذي يصر على عدم تقويم المدرب في الرياض إلا بعد العودة إلى بغداد ويُخلي الساحة له ليتصرف بما يشاء من دون اجتماع عاجل لمناقشته ومحاسبته عن أخطائه ومطالبته بالكشف عن أسباب تجميد لاعبين مؤثرين على دكة الاحتياط بعدما كشف لقاء عُمان عدم جدارة عدد من اللاعبين الأساسيين والبدلاء للفانيلة الدولية؟
ألم نرَ الروحية العالية التي أظهرها المنتخب اليمني الشقيق وتحديه الصعب لبقية الفرق المتنافسة ؟ اليوم أصبح المنتخب اليمني رقماً صعباً في الدورة لما يمتلكه من لاعبين أشداء أسهموا في تحقيق انقلاب ابيض على منتخبي البحرين وقطر عندما خرجوا متعادلين سلبياً معهما وأثبتوا أنهم عائق كبير لتطلعات الآخرين يوم كانوا ينظرون لمواجهتهم فرصة لزيادة رصيدهم من الأهداف والنقاط.
نطالب لاعبي المنتخب بتعويض ما فاتهم في اللقاءين الماضيين أمام الكويت وعُمان لاستعادة الصورة المعروفة عن أسود الرافدين ويحاولون تحقيق فوز على الإمارات غداً الخميس لعله يخدم آمالهم التي باتت محدودة، وليس هذا فحسب، بل عودة هوية منتخبنا الوطني الضائعة كلياً بسبب التشكيل غير المناسب وتعدد الواجبات من دون تخطيط فضلاً عن غياب الحلول العلمية لمجابهة أي متغيّر، فكرة القدم اليوم لم تعد تعتمد الحماسة والاستماع إلى الأغاني الوطنية التي تدخل ضمن استعدادات المنتخبات والتهيؤ نفسياً للمباشرة بالبطولات مثلما يعمل شاكر ويخصص جلّ وقته لتثوير المشاعر سعياً لدفع اللاعبين إلى استذكار ظروف البلد وتوظيف ذلك ضمن إيقاع لعبهم تأهباً لمقارعة المنافسين لكنه نسي إن اللعبة لا تتطور بمعزل عن المقومات الفنية والتحليل والاستقراء، فغيابها يؤدي بنا إلى المزيد من النكبات.
منتخب المقاولات !
[post-views]
نشر في: 18 نوفمبر, 2014: 09:01 م