TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > ربع الساعة الأخيرة في مفاوضات الملف النووي الإيراني

ربع الساعة الأخيرة في مفاوضات الملف النووي الإيراني

نشر في: 18 نوفمبر, 2014: 09:01 م

بدأ امس الثلاثاء استئناف المفاوضات النووية مع ايران التي كانت محطتها الأخيرة الأسبوع الماضي في مسقط وتتواصل الان في فيينا الى يوم 24 الجاري وهو الموعد النهائي لإعلان الاتفاق المرتقب ان نجحت بالطبع وليس هناك ما يرجح مثل هذه النتيجة بعد اكثر من 10 سنوا

بدأ امس الثلاثاء استئناف المفاوضات النووية مع ايران التي كانت محطتها الأخيرة الأسبوع الماضي في مسقط وتتواصل الان في فيينا الى يوم 24 الجاري وهو الموعد النهائي لإعلان الاتفاق المرتقب ان نجحت بالطبع وليس هناك ما يرجح مثل هذه النتيجة بعد اكثر من 10 سنوات من المباحثات المتعثرة على الرغم من جريدة ( الغارديان) اكدت ان 95% من العمل قد انجز وبقي القرار السياسي الذي يجب ان تتخذه العواصم الغربية حول الحدود المسموح بها للقدرات الايرانية لتخصيب اليورانيوم خلال السنوات المقبلة.

وتتضارب التصريحات الصادرة عن واشنطن و طهران حول ما وصلت اليه مفاوضات مسقط حول الملف النووي ومعها تتناسخ الترجيحات و التكهنات و التوقعات حول ماذا كان 24 نوفمبر المقبل سيكون يوما تاريخيا بإنهاء هذا الملف الذي تعتقد إدارة أوباما ان الاتفاق نهائيا حوله سيساعد على حل الكثير من المعضلات الجدية، ويساعد على تسوية النزاعات المسلحة الجارية بالوكالة في الشرق الاوسط. ولكن العديد من المحللين الغربيين يرجحون " ان لا انهيارات في المفاوضات ولا تتويج لها ايضا بالاتفاقية المنشودة مع حلول ذلك التاريخ". وتحدثت مصادر دبلوماسية أوروبية مطلعة عن أربعة مصاعب أساسية تواجه التوصل الى اتفاق ،اولها "ان الأميركيين ابلغوا الإيرانيين انهم لن يعلقوا او يلغوا قرارات مجلس الأمن الدولي ضد طهران لأنها لم تصدر فقط بسبب البرنامج" ،وثانيهما" ان رفع العقوبات الأميركية أحادية الجانب ليست من صلاحيات البيت الأبيض ، وانما الكونغرس الذي ستسعى الإدارة الى إقناعه بإلغائها في حال حصول الاتفاق " إضافة الى " ان الإدارة الأميركية ستبدأ بالمناقشات مع الكونغرس لرفعها بعد سنتين من إبرام الاتفاق للتأكد من تطبيق بنوده" ،وثالثهما" ان الاتحاد الأوروبي ابلغ ايضا انه سينهي العقوبات فقط عند توقيع الاتفاق النهائي" ،ورابعهما" ان واشنطن تزمع إلغاء العقوبات التي تستهدف مؤسسات دولية تتعامل معها ايران ،ولكن العقوبات التي تمنع الشركات الأميركية من الإتجار معها ستبقى سارية".
تمديد حتمي
وهذا بالتحديد هو ما أتاح للمراقبين و المحللين الجزم بعدم التوصل الى اتفاق في الوقت المحدد ،ما سيفرض تمديد المفاوضات لأربعة اشهر اخرى، الا ان هذا لا يعني استحالة إمكانية إعلان اتفاق ما ،على اطار اتفاقية وليس الاتفاقية نفسها، ويحذر الإسرائيليون المتوجسون من المراوغة الإيرانية من تحول المفاوضات الى غطاء الأمر الواقع للتقدم النووي في ايران". رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو يواصل بين الفينة و الأخرى دق طبول قصف المنشآت النووية الإيرانية".
ان الفشل او حتى التمديد الثاني للمفاوضات سيكون له تداعياته، كما للنجاح إفرازاته ،وهو ما ينطبق ايضا على حالة اللافشل و اللانجاح ،وهذه التداعيات او الإفرازات لن تكون مقتصرة على العلاقة الثنائية الأميركية – الإيرانية او مواصلة ايران سعيها النووي ،ولا بالاقتصاد الإيراني ومستقبله ،بل ايضا مستقبل الحرب على ( داعش)،ومصير سوريا و العراق ولبنان و اليمن ،والعلاقة الأميركية –الخليجية ،وبالتحديد السعودية".
فجوة واسعة
ويتفق المراقبون على ان الفجوة بين الغرب و ايران مازالت واسعة للغاية ،فطهران تريد الاحتفاظ بالأدوات التي تمكنها من ان تتحول الى دولة نووية، وهي حتى و ان وافقت على تجميد قدراتها ،لا تظهر اي قبول للتخلي عن الأدوات التي توصلها الى النووي، وهي لا تقتصر على التخصيب ونسبته ،وانما تشمل الصواريخ التي تصر واشنطن على ان تكون احد بنود الاتفاق. ونقلت ( رويترز) عن مسؤول أميركي قوله" ان أوباما لا يستطيع ان يقدم لخامنئي ما يريده ولن يتمكن من تمرير اتفاقية تبقي ايران قريبة من تصنيع القنبلة النووية".وهذا بالتأكيد ما حاول الرئيس اوباما اظهاره لخامنئي في رسالته الاخيرة التي اثارت ضجة في الاوساط الدولية عبر إبراز أهمية الفرصة التاريخية المتاحة الان لتحقيق هذا الإنجاز".ولكن طهران قابلت هذه المبادرة بالالتفاف على مفاوضات مسقط لتعود من موسكو بصفقة نووية جعلت الغرب في موضع شك اكبر حول مصداقية القيادة الإيرانية ومدى جديتها في التوصل الى تسوية لأكثر الملفات جدلا خلال السنوات الاخيرة. واعتبرت مصادر دبلوماسية غربية ان اتفاق إنشاء مفاعلين نووين جديين مع روسيا سينسف كل المساعي الرامية لإضعاف ايران نوويا، وسيقوض التسوية السياسية". ويرجح الخبير الأقدم في المركز البريطاني – الإسرائيلي للاتصالات و الأبحاث " بيكوم" مايكل هيرتسوغ" عدم التوصل الى اتفاق بسبب او لابقاء الخلاف حول تخصيب اليورانيوم الذي يريد الغرب من ايران ان تقلل من عدد اجهزة الطرد المركزي التي يبلغ عددها الان نحو 10 الاف الى 1500 ،وربما حتى السماح بتشغيل 4500 جهاز،وهو ترفضه طهران وتطالب بالسماح لها بعد سنوات بتوسيع ترسانتها من هذه الاجهزة الى 19 الفا، وثانيا الخلاف حول الاطار الزمني الذي يريد الغرب ان تكون مدته 20 عاما ،فيما ايران اقل من 10 سنوات".
وتعارض اسرائيل اي اتفاق مع ايران وتشكك بمدى جدية و التزام الجمهورية الإسلامية بالتعهدات التي سيتضمنها الاتفاق المرتقب ،وهي ترى " ان عدم إبرام اتفاق افضل من ابرام اتفاق سيء" ،وهو ما يثير تساؤلات في اوساط المراقبين حول" ماهية الاتفاق الجيد والاتفاق السئ".وتقول اسرائيل " ان الاتفاق الجيد يترك ايران من دون اي قدرة على تخصيب اليورانيوم على اراضيها ،ومن دون اجهزة الطرد المركزي ومن دون مخزون اليورانيوم بحيث تحصل على ما تحتاجه من الخارج" وهذا غير مقبول تماما من طهران
تشاؤم ورغبات
وتسود حالة من التشاؤم في اوساط الغربية والخليجية ،ومخاوف جدية مما تسميه سياسة ( الافعى) التي تمارسها الجمهورية الايرانية، وكشفت النشرة الإلكترونية ( فوكس) عن مسؤولين أميركيين قولهم" ان ايران رفضت خمس مرات السماح بدخول خبير مفرقعات اميركي يعمل بالوكالة الدولية للطاقة الذرية البلاد ضمن فريق يحقق في انشطتها النووية".وقال هيرتسوغ " ان النقاش الان يتركز على المنطقة الوسط بين ما هو اتفاق سيئ لا يترك سوى وقت قصير جدا قبل تجاوز العتبة النووي ،وبين اتفاق جيد دون وجود اجهزة طرد مركزي ومن دون تخرين اليورانيوم على الارض الايرانية".ونشر المرشد الاعلى خامنئي على حسابه في "تويتر تغريدات اعتبرت إحداها أن «كمية ضخمة من الحاجات المستقبلية للبلاد من الطاقة ستؤمنها الطاقة النووية، وإلا اضطرت إيران إلى تسوّل الكهرباء،فيما أشارت أخرى إلى أن "العلوم النووية هي إنجاز ضخم للبشرية يمكن ويجب أن تُستخدم في سبيل رفاهية الشعوب وتنمية كل المجتمعات البشرية".و أظهر استطلاع للرأي أعدّه موقع «خبر أونلاين» القريب من رئيس البرلمان علي لاريجاني، أن 58 % من الإيرانيين يؤيدون اتفاقاً "نووياً" مع الدول الست،في المقابل يدعم 42 % اتفاقاً شاملاً يحفظ مصالح إيران، ورأى 16 % أنهم ضاقوا ذرعاً بالمفاوضات النووية، معتبرين أن أي اتفاق سيكون أفضل من الوضع الحالي. في المقابل، طالب 22 % من الوفد المفاوض أن "يقاوم قوى الاستكبار"، معتبرين أن المفاوضات" هي مجرد ذريعة للغرب لتقويض استقلال إيران."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

متابعة/ المدى أفادت تقارير صحفية أمريكية، بأن العراق قد يتعرض إلى خسارة التعاون الأمن مع إدارة ترامب، في حال فشلت بغداد في حل فصائل المقاومة.تقرير “فوكس نيوز”، الأمريكية أشار وفق خبراء في شؤون الشرق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram