TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يكولون عوف المالكي

يكولون عوف المالكي

نشر في: 19 نوفمبر, 2014: 09:01 م

الذين يطالبوننا ان نعوف المالكي قد يصح حصرهم بأربعة أنواع:
الأول، يناصر المالكي ويعتبر ان الله لم يمنّ بنعمة على العراق مثل ما منّ به. لذا فانتقاده عندهم أقرب للكفر "بالمذهب" منه الى أي شيء آخر. الثاني، على عكس الأول تماما، يرى انه انتقام وقع كالزلزلة على البلد وقد دفع العراق، بفعل غطرسته وقلة درايته بأبسط شؤون الحكم والامن، من الخراب والدم والدمار ما لم يدفعه تحت ظل أي حاكم قبله. لذلك يطالبوننا بانتقاده حتى ولو بعد 100 عام لأنه شكل ظاهرة مأساوية مدمرة. الثالث يرى ان الرجل قد غادر منصب رئاسة الحكومة وعليه فمن فات فات، ومن مات مات. أما الرابع فيرى أصلا انه لا يستحق ان نعطيه هذا الاهتمام وان نشغل أنفسنا بما هو أفضل للعراق وأهله.
لست بصدد مناقشة تلك الآراء. لكن جلّ ما أريد قوله هنا، هو انني في اليوم الذي قال فيه المالكي، بعد ان سحب ترشيحه للولاية الثالثة: "لا أريد أي منصب وإن منصبي ثقتكم بي وهو منصب لا أرقى ولا أشرف منه"، هيأت نفسي لكتابة عمود اشيد به وأودعه بلطف ومحبة.
هاجس ما دفعني للتريث سببه أنى لاحظته صار يكثر من الحضور لاجتماعات مجلس النواب في أيام توزيع المناصب. سابقة لم نعهدها به من قبل اذ كان الرجل يتطيّر من حضور أي جلسة نيابية. عندها قلت لنفسي صبرا ولنلحق العيّار لباب الدار، كما يقولون. مجرد أيام، واذا به يسعى للمنصب سعيا محموما حتى حصّله.
من يرتقي منصبا حكوميا تحت باب "الدرجات الخاصة" مهما علا او هبط، فانه اشترى بنفسه ان يكون محط انتقاد ومحاسبة لا بل وشتم أيضا. لماذا؟ لأنه حتى "ريوكَه" يدفع من أموال النفط وان كان جالسا في بيته. هاي ما تجي بلاش. لذلك سمّوا المسؤول "شخصية عامة". ومصدرها لا يعني انها "شعبية" انما لأنها تعيش على المال العام.
المهم، يا سادة يا كرام هو اني وصلت الى قرار لعله يرضي المعترضين والموافقين. سأعطي الرجل عطوة، لكنها مع "تَرَمْ"، ومعناه "شرط" حسب المصطلحات العشائرية. يبدو انه مأخوذ من term الإنجليزية:
إن التهى الرجل بعمله وان لا يصرح بما "يلچم" جراحنا، التي أقلها حسب الأمم المتحدة، 10 آلاف قتيل و20 الف جريح و 1.9 مليون مشرّد منذ بداية هذا العام فقط وكلها بسببه، فراح نعيفه. أما اذا لم يسكت فسنعود، والسلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. محمد توفيق

    الكاتب على حق ونحن معه.. المالكي ذهب ( وعينه على ال....) ولم يذهب ، له ألف ذراع وذراع من الطبالين والمادحين قام بزرعهم طيلة ثماني سنوات في أجهزة الدولة ، وهم يحاولون وضع العصي في دواليب حكومة العبادي وإفشالها. إن بقت المليشيات تصول وتجول وتقتل الناس وهي م

  2. سعاد هندي

    بل عليك ان تنتقده حتى لو لم يعمل شيئ سلبي او ايجابي ..ففي كلنا الحالتين عليناان نحاسبه لانه في موقع المسوْول ويتقاضى راتبا لهذه المسوْوليه وعليه ان يقدم الخدمات المفيده للبلد والمجتمع والا سيحاسب كل مسوْول لم يقدم خدمه للبلد..!!شكرا مع التحيات لكاتب المق

  3. ابوسجاد

    لاياخي والله ستعود الى هذا المختار كونه شيطان الفتنه وانه يصول ويجول ويهيا الى امور ستحرق الحرث والنسل اكثر مما حرق ودمر

  4. حيدر العوادي

    الشخصيات الوطنية في كل الشعوب والامم يكون تقييمها حاضرا في النفوس -نفوس المنصفين - لا نفوس الامعات المحسوبين على الثقافة وهي منهم براء وليس لذيول البعثيين ان يقيموا الوطنيون وليس للعرباين التي يدفعونها كيف شاءوا ومتى شاءوا ان يفعلوا ذلك فرحم الله امرىء ع

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram