TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عن افلام عاصمة الثقافة

عن افلام عاصمة الثقافة

نشر في: 19 نوفمبر, 2014: 09:01 م

يثار في الوسط الفني الان الحديث وبصوت عالٍ عن افلام مشروع بغداد عاصمة للثقافة، بعد ان كان الحديث عنها لايتعدى الهمس، والايحاء هنا وهناك، من جهة التمويل الكبير الذي خصص لها عن ميزانية المشروع، وما تمخض عن ذلك من نتاج سينمائي هزيل، بل وعن الانتاج اصلاً.
وكنت من الذي تحملوا تبعات الحديث (بصوت عالٍ) عن هذا الموضوع يوم أصرَّ وزير الثقافة السابق بعد ان اكتشف عملي كموظف في احدى دوائر الوزارة، على توجيه العقوبة لي، والسبب لاني انتصرت للروائية العراقية المعروفة لطفية الدليمي التي تعرضت لهجوم من قسم الاعلام في الوزارة وصل الى حد القذف الشخصي، لالسبب الا لانها كتبت عمودا عن خواء هذا المشروع، أما التهمة التي وجهت فهي ماورد في مقالي ذاك من عبارة : (اننا نسمع جعجعة المشروع ولانرى طحيناً له) والتي اعتبرت مسا بشخص الوزير ولم تكتف الوزارة باحالتي الى لجنة تحقيقية بل امتد الموضوع الى حد التهديد عن طريق الهاتف بالملاحقة العشائرية !!! ان لم اقدم اعتذاراً رسمياً للـ (معالي) عن طريق الصفحة التي كتبت فيها الرد.
وعليّ ان اضع امام طاقم الوزارة الجديدة حقيقة اخرى تتعلق بأمر الافلام، وتعود الى بدايات الاستعداد لاقامة هذا المشروع يوم اتصل د. جمال العتابي ليعلمني بورود اسمي ضمن لجنة اختيار النصوص السينمائية التي سيتم تمويلها من ضمن ميزانية المشروع .. وعلى الرغم من اعتماد هذه النصوص وشمولها بالتمويل .. الا انني لم ابلغ بحضور أي اجتماع لهذه اللجنة او التوقيع على أي محضر لها .. وكان يمكن لي والحال هذه ان اشكك بورود اسمي في هذه اللجنة لولا ان احصل فيما بعدعلى نص الامر الوزاري بخصوص هذا الموضوع .
الاسباب التي جعلت هذه القضية تأخذ مجالاً واسعاً من الجدل، بوصفها تجلٍ واضح للفساد في هذا المشروع، تبدأ من حجم المبلغ المخصص لها من ميزانية المشروع والذي ظهر انه لم يتناسب مع طبيعة المنتج وقيمته الفنية .. فضلاً عن كونه – أي مشروع تمويل الافلام – لم يخضع لدراسة علمية جادة تأخذ بآراء واستشارة المعنيين.
وللتأكيد على مشروعية وأحقية الاتهامات التي وجهت للقائمين على هذا المشروع، انه وعلى الرغم من مرور ما يقرب من عام على انجاز هذه الافلام، لم يعرض أي منها ولو على مستوى عرض خاص ناهيك عن التراجع في اقامة مهرجان تعرض فيه هذه الافلام للجمهور .. هذا اذا تغاضينا عن افلام لم تنفذ رغم استيفاء القائمين عليها كامل الميزانية المخصصة لها.
ولعل القنبلة التي فجرها المخرج محمد الدراجي في المسرح الوطني اثناء عرض فيلمه، وتداعياتها التي وصلت الى اروقة المحاكم وهيئة النزاهة تشير الى (فنون) في التلاعب في مبالغ هذه الميزانية، من قبل الاداريين المعنيين بالموضوع من نوع الاشراف العام مثلاً.
ولم يعد الامر والحال هذه مجرد شبهة او اتهام غير مسند بقرينة، بل واضح وضوح الشمس، وهو بحاجة من طاقم الوزارة الجديد الى مراجعة جادة، تضع النقاط على الحروف وتسمي الاشياء باسمائها، كي ننأى بالفن والثقافة عن كل ما يمكن ان يسيء لها.
وهو ما يمنحني الحق الشخصي في ان يرفع الغبن الذي لحق بي من قرار اللجنة المشكلة للتحقيق معي في هذا الموضوع والذي اتخذ بدافع ترضية المسؤولين في الوزارة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. عدي رشيد

    محبتي علاء. نحن؛ السينمائيون الذين نأينا بأنفسنا عن هذا المشروع الفاسد برمته. ننتظر منك؛ وانت الناقد الحاذق، ان تتناول الافلام التي انتجت ــ ليس الروائي الطويل منها فحسب، بل مجموعة هائلة من الافلام القصيرة و الوثائقية) ، وان تبين للقارئ العراقي بان الفساد

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

"دبلوماسية المناخ" ومسؤوليات العراق الدولية

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram