ينفق العالم كل عام ما قيمته 2 تريليون دولار على البدانة، وهو بالحسابات مبلغ يكفي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق"داعش" لمدة 10 سنوات، أو يعادل كل ما ينفقه العالم على الإرهاب والحروب المسلحة والصراعات. وكان تقرير أصدرته مؤسسة "ماكنزي" يتوقع أ
ينفق العالم كل عام ما قيمته 2 تريليون دولار على البدانة، وهو بالحسابات مبلغ يكفي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق"داعش" لمدة 10 سنوات، أو يعادل كل ما ينفقه العالم على الإرهاب والحروب المسلحة والصراعات.
وكان تقرير أصدرته مؤسسة "ماكنزي" يتوقع أن تصيب السمنة نصف سكان الكرة الأرضية بحلول عام 2030، كما أن هذا التقرير توقع فشل كل محاولات القضاء على البدانة.
وعند حساب هذا الموضوع بالأرقام يقول التقرير أن العالم ينفق نحوا 2 تريليون دولار على التدخين والأمراض التي يسببها كل عام، ونفس المبلغ ينفق على الصراعات والحروب المسلحة حول العالم، في حين أن تكلفة الحرب على داعش سوف تصل إلى 550 مليار دولار في 5 سنوات، أي أن العالم سينفق على البدانة ما قيمته 20 ضعف ما ينفقه على الحرب ضد داعش. أما خطورة البدانة فتتمثل في حجم الوفيات الناجمة عنها كل عام والتي تبلغ 5 بالمئة من نسبة الوفيات في العالم.
وتؤدي البدانة إلى أمراض تنتج عنها خسارة في أيام العمل وفي الناتج العام.
وتشير الدراسة إلى الحاجة لبحث عدد من السياسات الطموحة، وايجاد حلول منتظمة مستمرة وليست جزئية للمشكلة.
ماهي البدانة؟
يعد الشخص بدينا إذا كان زائد الوزن بدرجة كبيرة مع وجود قدر كبير من الدهون في جسمه.
والطريقة الأوسع انتشارا لتقدير ما اذا كان شخص ما بدينا، هي المعروفة باسم مؤشر كتلة الجسم (BMI بي أم أي)، وتتم فيها قسمة الوزن بالكيلو على الطول بالمتر.
واذا كان ناتج تلك العملية أكثر من 25، تكون عندئذ يكون الشخص زائد الوزن. أما إذا كان الناتج بين 30 – 40 فهذا يعني أن الشخص بدين. وإذا كان الناتج أكثر من 40 فهذا يعني شديد البدانة. أما إذا كان الرقم أقل من 18.5 فهذا يشير إلى شخص اقل من الوزن المناسب.
التدخل المناسب
ويقول التقرير "ستحتاج تلك المبادرات إلى الاعتماد بدرجة أقل على المسؤولية الفردية، وبدرجة أكبر على إدخال تغييرات على البيئة المحيطة".
ويضيف التقرير أن اتخاذ الاجراءات الصحيحة يمكن أن يوفر 760 مليون جنية استرليني في العام من ميزانية هيئة الخدمات الصحية الوطنية (ان اتش اس) في بريطانيا.
وضمن المبادرات التي أجرى الباحثون تقييما لها، التحكم في حجم الوجبات الغذائية المعلبة، وإعادة النظر في تكوين الوجبات السريعة والمصنعة.
من جانب اخر تبذل الولايات المتحدة جهودا مستميتة لمواجهة مشكلة البدانة، حيث يعاني أكثر من ثلث سكانها زيادة الوزن.
لا عجب في ذلك، فقنابل السعرات الحرارية، مثل المشروبات الخفيفة وسندوتشات البورغر السمينة، تمثل جزءا أساسيا من ثقافة الطعام في أميركا.
ولكن ذلك يتغير شيئا فشيئا، حيث بدأت شركات المشروبات ترد بمبادرات على هذا الواقع.
كانت التغذية تعد في أميركا ولفترة طويلة، أمرا خاصا بالذوق الشخصي الذي يختلف من شخص لآخر، أما الآن فقد انقلب الحال؛ إذ أصبحت قلة لياقة جزء واسع من الأميركيين عبئا هائلا على أكبر اقتصاد في العالم.
وحسب تقديرات رجال الاقتصاد، فإن نظام الرعاية الصحية في أميركا يتحمل نحو 200 مليار دولار سنويا جراء البدانة.