TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > هل دفع هيغل ثمن الخلاف في الإدارة الأميركية حول مصير الأسد

هل دفع هيغل ثمن الخلاف في الإدارة الأميركية حول مصير الأسد

نشر في: 25 نوفمبر, 2014: 09:01 م

قرار" أوباما إقالة هيغل جاء اعترافا منه بأن التعامل مع التهديد الذي يمثله التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "داعش" يحتاج إلى قدرات مختلفة عن تلك التي يتميز بها الوزير "المقال. لفت محللون إلى أن الخلاف حول الموقف من طريقة التعامل مع النظام السوري وتحديد

قرار" أوباما إقالة هيغل جاء اعترافا منه بأن التعامل مع التهديد الذي يمثله التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "داعش" يحتاج إلى قدرات مختلفة عن تلك التي يتميز بها الوزير "المقال.

لفت محللون إلى أن الخلاف حول الموقف من طريقة التعامل مع النظام السوري وتحديد مصيره قد يكون من بين النقاط التي أدت في النهاية إلى رحيل وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، عن منصبه، مشيرين إلى أن الوزير كان يعيش حالة من الصراع مع كبار قادته.
وقال المقدم المتقاعد في الجيش الأمريكي، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية لدى CNN، إن الوزير هيغل "لم يكن يسير على نفس الخط مع سائر القادة في وزارة الدفاع، وقد قاومه الكثير من الضباط في الوزارة."
وتابع فرانكونا بالقول: "رأينا خلال الأشهر الماضية أن فجوة قد ظهرت بينه وبين قائد الأركان، الجنرال مارتن ديمبسي، الذي كان قد أصبح فعليا هو الشخص الذي يدير الوزارة، وكانت قضية مغادرة هيغل لمنصبه مسألة وقت يضطر بعدها إلى الاستقالة أو يتعرض للإقالة."ورأى فرانكونا أن الملف هو توقيت الخطوة التي جاءت بعد الانتخابات الجزئية في الكونغرس، ما يعني أن الرئيس باراك أوباما "يريد أن يكون له صوت أكبر في وزارة الدفاع" وأضاف: "هناك الكثير من المشاكل حاليا على صعيد الأمن القومي، منها المفاوضات المستمرة مع إيران والحرب على داعش، وكان من الضروري إحداث تعديل في وزارة الدفاع."
وحول الخلافات التي خرجت إلى العلن بين الوزير والرئيس، وتركزت على تشبث هيغل برأيه عن وجوب حل معضلة النظام السوري في سياق الحرب على داعش قال فرانكونا: "وظيفة الوزير هي توفير النصائح العسكرية للرئيس ومنحه الخيارات المناسبة، الرئيس لم يكن موافقا على ضرورة إيجاد مقاربة للتعامل مع نظام الأسد، رغم أن الوزير كان محقا على هذا الصعيد."
وختم بالقول: "هيغل كان يعكس رأي كبار الضباط في وزارته الذين يرون أنه من الضروري الرد على داعش في سوريا واعتبار نشاطاتها في ذلك البلد مشابهة لنشاطاتها في العراق وأظن أن الرئيس يريد وجود شخص يشاركه الرؤية نفسها في وزارة الدفاع.
وهذا أول تغيير كبير بإدارة أوباما منذ هزيمة حزبه الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس قبل ثلاثة أسابيع، ويتطلع الجمهوريون الذين هيمنوا على مجلس الشيوخ وباتوا يسيطرون الآن على مجلسي الكونغرس لإجراء تغييرات. وقال مصدر مطلع على الموقف إن هيغل عبر لزملائه في أحاديث خاصة عن إحباطه من ستراتيجية الإدارة إزاء العراق وسوريا ومن عدم وجود أي تأثير له على عملية صنع القرار. وأشار مسؤولون أميركيون علانية إلى إن القرار جاء بالتراضي لكن آخرين قالوا في تصريحات غير رسمية إنه أرغم على الاستقالة. وقال مسؤول مطلع "ما من شك في إنه أقيل." وعين هيغل قبل أقل من عامين عندما كان أوباما يتحرك باتجاه إنهاء الحربين في أفغانستان والعراق وهو التحرك الذي توقف هذا العام مع عودة الولايات المتحدة للقيام بعمليات عسكرية في العراق وزيادة التعاون العسكري مع كابول. إلى ذلك، رأى محرر أخبار أميركا الشمالية (بي بي سي) أن هيغل لم يستقل ولم تتم إقالته من منصبه ولكن الأمرين معا ينطبقان على وضعه. ويقول إن هيغل تم تعيينه في بداية الولاية الثانية لأوباما ليقوم بتنظيم عملية إعادة الجنود الأميركيين من أفغانستان وإعادة خطط البنتاغون المالية بعد فرض استقطاعات كبيرة عليها. وبرز في تلك المرحلة تهديد تنظيم "داعش"، وهو ما يتطلب إعادة الحسابات الأميركية بشكل كبير. ويبدو أن أوباما بحاجة إلى نصر عسكري ليرفع من شعبية الحزب الديمقراطي بعد الهزيمة الكبيرة التي مني بها في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ، الأمر الذي ساهم أيضا في قراره تغيير أكبر قيادة عسكرية في البلاد. يشار الى أن لدى هاغل شكوكا حول ستراتيجية أوباما تجاه سوريا عبر عنها في مذكرة داخلية من صفحتين كتبها وتم تسريبها هذا الخريف. وحذر هاغل في المذكرة من أن سياسة أوباما معرضة للفشل بسبب عدم وضوح نواياها في ما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد. ولكن الرئيس أوباما أصر على أن بإمكان الولايات المتحدة ملاحقة متشددي تنظيم داعش دون أن تتعامل مع الأسد الذي ترغب واشنطن في رحيله عن السلطة. وعلى صعيد متصل، قال السناتور جون ماكين الذي بات في طريقه ليصبح رئيسا للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ والتي يجب ان تصدق على وزير الدفاع الجديد انه يأمل أن يرشح أوباما شخصا يتحلى "بقوة الشخصية والحكم الصائب والاستقلالية". وحسب تقرير لـ(رويترز) دعا مكين إلى حدوث تغييرات في نهج أوباما في ما يتعلق بالدفاع. ويشار الى ان ماكين من أشد المنتقدين للرئيس شأنه شأن رئيس مجلس النواب جون بينر. وقال مسؤول رفيع في حكومة أوباما "سيتم تعيين خلف لهاجل سريعا لكن الوزير هاغل سيبقى وزيرا للدفاع حتى يؤكد مجلس الشيوخ الأميركي تعيين من سيخلفه." وذكرت مصادر في الكونغرس أن من المؤكد عدم حدوث ذلك قبل يناير/ كانون الثاني عندما يتولى الجمهوريون قيادة مجلس الشيوخ ويتحكمون في عملية إقرار التعيينات. وقال بينر "هذا التغيير في الأفراد يجب ان يكون جزءا من إعادة تفكير على نطاق أكبر لستراتيجيتنا للتصدي للتهديدات التي نواجهها في الخارج خاصة التهديد من تنظيم داعش. وختم رئيس مجلس النواب في بيان "لا يمكن أن نهزم هذا العدو بدون جهد موسع ومنسق ومدروس جيدا يحظى بتأييد قوي من الشعب الأميركي. لم تستطع هذه الإدارة بلوغ ذلك حتى الآن".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

متابعة/ المدى أفادت تقارير صحفية أمريكية، بأن العراق قد يتعرض إلى خسارة التعاون الأمن مع إدارة ترامب، في حال فشلت بغداد في حل فصائل المقاومة.تقرير “فوكس نيوز”، الأمريكية أشار وفق خبراء في شؤون الشرق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram