ومازالت الاختلافات بين الطرفين الإيراني و الغربي ترقد في عمق نهر عدم الثقة بينهما، وقال وزير الخارجية الفرنسي " نريد التوصل الى اتفاق ،ولكن ليس اي اتفاق ،ونقاط الاختلاف الرئيسة مع طهران لا تزال قائمة". ولكن مصدر أميركي قال" ان التوصل الى اتفاق ممكن ،

ومازالت الاختلافات بين الطرفين الإيراني و الغربي ترقد في عمق نهر عدم الثقة بينهما، وقال وزير الخارجية الفرنسي " نريد التوصل الى اتفاق ،ولكن ليس اي اتفاق ،ونقاط الاختلاف الرئيسة مع طهران لا تزال قائمة". ولكن مصدر أميركي قال" ان التوصل الى اتفاق ممكن ،ولكنه صعب، وتكمن هذه الصعوبة في ضرورة الاتفاق على كل التفاصيل كي تكون الرزمة نهائية ،وليس مجرد اتفاق مرحلي على العناوين الكبيرة" ،وأوضح " لا أفكار جديدة فيما يتم تداوله ،ولكنها أفكار قديمة تعمقنا في بحثها في مسقط".

ويركز المفاوض الأميركي على انتزاع تنازلات من ايران في ميدان تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم الأكثر تقدما وبالتحديد في منشأة آراك للمياه الثقيلة وهي نفس التقنية التي اتبعتها الولايات المتحدة لتصنيع قنبلتها النووية ويريد الأميركيون تحويلها الى المياه الخفيفة ،وهو ما ترفضه ايران. وسيكون بقدرة هذه المنشأة التي لا تزال تحت التجهيز في حال استكمالها انتاج اليورانيوم المخصب مباشرة ،وعبر تكنولوجيا معقدة اكثر أمانا وتقدما وسرعة من تقنيات الطاردات المركزية.وتدرك الولايات المتحدة و حلفاؤها الأوربيون ان ليس بإمكانهم استبعاد احتمال ان تمتلك ايران بشكل كامل في احد الأيام السلاح الذري ،ولكنها تسعى الى إطالة أمد الفترة اللازمة لامتلاكها هذه القدرة بالحد الأقصى، وكما قالت كبيرة المفاوضين الأميركيين ويندي شيرمان " ان اي محاولة لإيران لامتلك هذه القدرة ستكون واضحة وتستغرق الكثير من الوقت الى حد الا يكون لديها اي فرصة للنجاح".والمشكلة الان هي في مفاعل ( آراك) الذي يعمل بالمياه الثقيلة ،والذي بإمكانه بعد إنجازه ان ينتج البلوتونيوم ،ومواصلة عدد كبير من اجهزة الطرد المركزي المخصصة لتخصيب اليورانيوم .والبلوتونيوم مثله مثل اليورانيوم المخصب بدرجات عالية ( 90%) يمكن ان يستخدم في صنع قنبلة ذرية ،وتسعى القوى الست لجعل تحقيق هذلك مستحيلا عبر إطالة امد المهلة اللازمة لإيران لامتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية. وتصر واشنطن على ان تعتمد ايران في ( آراك) نموذجا لمفاعل يعمل بالمياه الخفيفة ،وان تتخلى نهائيا عن تشغيله بالمياه الثقيلة الذي يتيح انتاج 5-10 كلغم من البلوتونيوم اي الكمية اللازمة لصنع القنبلة النووية.
وتمتلك ايران قدرة على انتاج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب ،وفي حوزتها الان 8 أطنان منه بمعدل 3.5 الى 5% وهي الدرجة المستخدمة في المفاعلات النووية، وهي كانت وافقت على وقف التخصيب مؤقتا بنسبة 20% وهي النسبة المطلوبة للاستخدام الطبي. ويرى الخبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية " ان ايران بحاجة لأقل من اربعة اشهر لانتاج ما يكفي اليورانيوم المخصب بنسبة 90% لصنع القنبلة النووية.
ويقاوم الوفد الايراني الى المفاوضات مطاليب تدعو الى تخفيض ما تمتلكه ايران من اجهزة الطرد المركزي البالغة الان 19 الف الى النصف، وهو ما ترفضه متذرعة باحتياجاتها من الطاقة لمفاعلاتها النووية المستقبلية، ولا توافق على نقل ما تمتلكه من يورانيوم ضعيف التخصيب الى روسيا ،وتعقد مسألة وصول مفتشي وكالة الطاقة النووية الدولية الى منشآتها النووية للتأكد من عدم قيامها بنشاطات محظورة وفي مقدمتها منشأة بارشين العسكرية التي تعتقد الوكالة انها احد مراكز البحوث النووية.

تعقيدات الفشل
يكاد يسود اقتناع تام لدى الأميركيين و الأوروبيين بأن الفشل سيعقد الأمور في المنطقة،،وهناك حلول مطروحة للخروج بصيغة مرضية للفشل دون إعلانه ،وبراي مراقبين تتوفر أربعة احتمالات: ان لا يتم إعلان اي موقف وعدم الإشارة الى الفشل الذي سيؤدي الى تعقيد الأوضاع في الدول العربية التي تشهد نزاعات مسلحة تغذيها ايران ،واذا تم الإعلان عن الفشل ستكمل ايران مسارها النووي ،وبالتالي تشديد العقوبات القائمة، او التوصل الى نصف اتفاق ،وهذا يعني إطالة أمد الأزمة مع الغرب وتعقد الأزمات الشرق اوسطية، او تمديد التفاوض لأربعة اشهر اخرى واعلان اتفاق اطار. ويشير المحلل الاميركي مايكل سينغ " ان المفاوض الايراني مارس ضغوطا في مسقط من اجل الرفع المبكر للعقوبات الدولية لكي تكون جزءا من اي اتفاق نووي". ولكي يتم التوصل الى تسوية نهائية ينبغي ردم الهوة الكبيرة بين الطرفين فيما يتعلق بتلازم رفع العقوبات الأحادية الجانب الاميركية و الاوروبية والعقوبات الدولية مع بدء العمل بالاتفاق النهائي".وقال مرندي" نحن لا نتكلم على مفاوضات مع مجموعة خمسة زائد واحد ،بل عن مفاوضات بين طهران وواشنطن". وقال " ان الولايات المتحدة تستخدم نتائج الانتخابات النصفية كذريعة للضغط على ايران". وقالت الخبيرة في منظمة ضبط الأسلحة النووية كيلسي دافنبورت " من دون اتفاق سيكون بمقدور ايران زيادة قدراتها النووية الى حد التمكن من انتاج اليورانيوم المخصب بنوعية عسكرية في غضون بضعة ايام"،ولكنها اقرت بأنه حتى لو امتلك المواد الانشطارية اللازمة لصنع القنبلة النووية ،فأنه سيكون عليها ان يكون في حوزتها صواعق ورؤوس نووية ونصبها على صاروخ".وهذا بالتحديد ما يسعى لإثباته مفتشو و خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ سنوات بعد تلقيهم تقارير استخباراتية تتحدث عن تجارب قامت بها ايران لتجهيز صاروخها الباليستي شهاب -3 برأس نووية ،وهو ما تنفيه بشكل قاطع.