كل إنسان له اهتمامات وشؤون يومية إلا العراقي، ليس له من الشؤون إلا حديث الطائفية.. وكلما فكرت في ما يجري اليوم على ارض الرافدين تذكرت قول عمنا الراحل علي الوردي:"إن الوعّاظ المتفرنجين لا يختلفون عن الوعاظ المعمّمين إلا بمظاهرهم الخارجية ومصطلحاتهم التي يتمشدقون بها. هؤلاء يصيحون: (الدين... الطائفة... يا عباد الله) وأولئك يصيحون يهتفون: إلى الأمام.. إلى الأمام، وهؤلاء يهتفون: إلى الوراء.. ولعلهم يفعلون ذلك لكي يخدرّوا الناس ويشغلوا أذهانهم عن النظر في مشاكلهم الراهنة التي هي ليست إلى الأمام ولا إلى الوراء".
وكل يوم يعيش العراقيون في ظل خوف مقيم ورعب وتعوذ من اصحاب مصطلح التوازن الطائفي، ومظلومية الشيعة واقصاء السنة.
وأعتذر من القراء جميعا على عنوان ربما يعتبره البعض إساءة لشخصية عراقية قدمت وتقدم الكثير لتغيير صورة العراق في أذهان العالم، من بلاد تغرق في خطب المالكي وتتلهف لرؤية طلعة المطلك، الى بلاد تنجب فنانين ومفكرين بوزن محمد مكية وزها حديد وصادق كمونة وحسب الشيخ جعفر، وقبلهم الرصافي والجواهري وجواد سليم والسياب ونازك الملائكة وعشرات ملأوا حياتنا بهجة ونورا وفرحا.
لقد ضاقت بنا التعابير ايها السادة في ظل حالة تتكرر كل يوم لتنقلنا من من سيئ إلى أسوأ، وكان اخرها ما كتبه الصديق الفنان والإعلامي على المندلاوي في صفحته على الفيسبوك، وقد استأذنته في نشرها لأنني وجدت فيها تلخيصاً لمأساتنا اليومية، بما ترويه من نكبات نعيشها في ظل أمراء فقد كتب الصديق علي المندلاوي:
"كان لي عمل فني مجلة الشبكة العراقية، واستمر كم شهر، ولأسباب اجهلها وجدت بان المجلة اوقفت نشر رسومي، وبعد التي واللتيا عرفت السبب، اذ تبين ان سبب المنع اني رسمت كم شخصية المعية عراقية لم استفسر مع نفسي ان كانت سنية او شيعية او صابئية او كاكه ئية، فقامت الدنيا ولم تقعد على رأس المجلة لأني دفعت تلك الشخصيات للنشر وهي سنية".
وتحت تأثير الفضول الصحفي الذي يرفض أن يفارقني، تابعت هذا البوست الغريب والعجيب لاكتشف في النهاية ان الشخصيات"السنية"التي اعترضت عليها شبكة الإعلام العراقي، هي زها حديد.. نوري الراوي.. ضياء العزاوي، لان المطلوب من الرسام ان يتبع نظرية السيدة حنان الفتلاوي في التوازن، فينشر صورة لشخصية سنية ثم يلحقها في العدد الذي بعده بشخصية شيعية وهكذا.
أحد عشر عاماً لم نسمع خلالها سوى بيانات ومؤتمرات تندد بالطائفية وتشتم الطائفيين، وكلما أمعنوا في الكلام عن دولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سيعيشها الناس على أيديهم، كانت المصائب والمآسي تصبّ على رؤوس العراقيين، لنصحوَ جميعاً على دولة يعبث فيها فساداً أمراء الطوائف.
عندما ألغوا وزارة إعلام الصحاف استبشرنا خيرا وقلنا إن ساعة فطام العراقيين قد حانت، وأننا أخيرا التحقنا بركب الدول العاقلة وتجاوزنا نزق الإرشاد والتوجيه، إلى مرحلة من النضج يكون فيها الإعلام هو إعلام المواطن وليس إعلام الطوائف، لكن يبدو ان البعض لا يستطيع أن يعيش دون اعلام طائفي ينقل من خلاله بياناته وخطبة فأعاد إلى الحياة وزارة الصحاف تحت مسمى جديد أطلق عليه شبكة الاعلام العراقي، ولكي يمرروا هذه الخطوة أشاعوا أنهم منحوا لهذه الشبكة استقلاليتها، بينما الواقع يقول إننا نعيد إنتاج وزارة إعلام جديدة شعارها:"لا أرى.. لا أسمع لكني ارفض الآخر".
ايها السادة الفساد في العراق يوحّد الطائفيين، ينشر اليأس ويزيد أعداد المستضعفين.. حيث الطائفة هنا ليست أكثر من لافتة يتجمع عندها الانتهازيون والمنتفعون، الذين يتوهمون حرباً بين أبناء البلد الواحد، ليغطّوا عجزهم في الحرب الأساسية لبناء البلاد وإشاعة مفاهيم الدولة المدنية، والسير بالعراقيين جميعا نحو المستقبل.
جميع التعليقات 6
ابو سجاد
المشكلة ان المواطن العادي اصبح طائفيا من حيث يدري او لايدري ومن لم يتحدث بطائفيتهم يتهموه بالتامرعلى مذهبم ولايجوز التحدث معه الى هذا الحد وصلنا اليه بسبب الساسة الطائفيين
بغداد
كان المفروض من الرسام الصحفي يرسم صورة ابو العباعيب عبوب كان ما أوقفوا النشر له ؟! هذا هو عراق اليوم عراق الخزعبلات وعراق الخرنكعيات اما اللي براسة خير الذكي العبقري الوطني المبدع المنتج المفكر الشريف النجيب العفيف المخلص سواء كان سني شيعي مسيحي صابئي
د عادل على
كلام الاستادعلى حسين كله صحيح وهو يحكى عن الماضى بصوره مختصرة وعن الوضع الانى وكلاهما صحيح ولكنه لم يكتب حرفا حول الحلول لهده المساله المعقده جدا-----انا لاريد ان اتهم الطرف السنى او الشيعى بمسئوليه تكوين الوضع الانى الدى يهدد بفناء العراق شعبا وارضا ولاي
قيران المزوري
أستاذي العزيز أتمنى أن تتابع اللقاء التلفزيوني لقناة العراقية مع أحد رموز العراق الثقافية والفنية وأحد كبار العظماء وهو الاستاذ يوسف العاني وكان اللقاء من قبل شخص يتصور بأنه خلق الثقافة وطور الفن و اخترع الاساليب الجديدة للبرامج التلفزيونية وهو قد عاش في
ابو اثير
السيدة المهندسة الفاضلة زها حديد لا تحتاج لعرض ونشر صورها من على صفحات مجلة الشبكة العراقية فبصمات أعمالها الهندسية الراقية منتشرة في كل عواصم الدول المتقدمة في الدول ألأوربية واليابان ويقف مواطنوا هذه المدن منبهرين ومدهوشين بما قدمته هذه ألأنسانة الفاضل
داخل السومري
البرت آينشتاين صاحب النظرية النسبية الخاصة والنظرية النسبية العامة التين هز بهما المفاهيم العلمية حول الكون.تمكن من هذا لانه عاش خارج اجواء المفاهيم التلمودية المتخلفة(وهو يهودي الاصل كما هو معروف)، وكذالك زها حديد معمارية عالمية يشهد لها الجميع،وهي ابدعت