TOP

جريدة المدى > سينما > واقع مؤثر في الفن.. "أميركا تقود الطريقة بالرقص"..في فيلم "Stepping High" للمخرج هنري شار

واقع مؤثر في الفن.. "أميركا تقود الطريقة بالرقص"..في فيلم "Stepping High" للمخرج هنري شار

نشر في: 26 نوفمبر, 2014: 09:01 م

" اذا هذه المدرسة الجديدة هي من ايران ، ويبدو أنه لديها اجندنها الخاصة، هذا سخف. اجل ما تعلمه هنا ليس ما عليه ان يكون عليه المرء، بولروم الباليه" . بهذه اللهجة خاطب الأسقف أهالي التلاميذ في الجامعة التي تدرس فيها " سيما" . الخطوات الراقصة المؤثرة في

" اذا هذه المدرسة الجديدة هي من ايران ، ويبدو أنه لديها اجندنها الخاصة، هذا سخف. اجل ما تعلمه هنا ليس ما عليه ان يكون عليه المرء، بولروم الباليه" . بهذه اللهجة خاطب الأسقف أهالي التلاميذ في الجامعة التي تدرس فيها " سيما" . الخطوات الراقصة المؤثرة في الفن، وهجوم الأسقف عليها ترك لها مساحة واسعة للرد عليه ولكن بلهجة الفن المؤثر " لو لم نقدر الفن من حول العالم لم يكن ليكون لدينا الباليه او الهيب هوب . اميركا تقود الطريقة بالرقص . لانه كمجتمع حر نجمع كل ما هو فريد من حول العالم.؟
يحاول كاتب فيلم الخطوة العالية ( Stepping High) " سكريسكاندا " Sreescanda) ) رواية قصة " سيما" وهي امرأة ايرانية تعيش في اميركا، حيث الحرية البعيدة عن قوانين الاسرة وهي التي عاشت مع عائلة تمتلك الجنسية الاميركية. تعشق الرقص وتتمرد على عاداتها الاسرية الشرقية . الا انها بلغت من العمر اثنتين وثلاثين سنة، وهذا منعها من ممارسة أحلامها في الاشتراك بمسابقات الرقص او الانضمام لفرق عالمية للرقص، فاتجهت الى تدريس الرقص في جامعة حيث تعيش في المدينة ذاتها مع أهلها .تمارس " سيما " الرقص كترجمة انفعالية عن الغضب العارم المتمثل بتغيرات اجتماعية تحاول الوصول اليها لتنتفض على التقاليد الاجتماعية حتى في الجامعة التي تدرس فيها حيث يراها الأسقف، وهي تقوم بتمارين رقص شرقية لطلاب اميركان معتبرا بذلك انها ارهابية لانها تؤثر على عقول طلابها بكونها عربية الاصل ومن ايران.
يعالج الفيلم بجدلية فنية شبيهة بفيلم step up ) (او " الخطوات الساخنة" قضية الحادي عشر من سبتمبر، وتأثيراتها على الغرب او بالأحرى على بعض العقول الغربية، والتعصب الأعمى الذي يقود البعض الى رفض غير مبرر دون اللجوء الى المنطق او الى التحليل الذاتي. الا ان الفيلم ايضا يضع المرأة أمام مواجهات مختلفة، وبمقارنات بين العرب والغرب كحقوق امرأة مثل سيما التي بلغت الثانية والثلاثين، ولم تيأس كونها أصبحت بعمر لا يسمح لها بمشاركات في الرقص، وايضا برفضها للزواج التقليدي المفروض عليها من قبل والدها. وبوالدة تلميذتها التي تضرب من زوجها في بلد يحافظ على حقوق المرأة، وحق الدفاع عن النفس . كما حصل مع " سيما" أمام مجلس الأهل حين ارتفعت الأصوات بطردها بعد معرفة أصولها العربية، مما اضطرها للرد بأسلوب مهنتها التعبيرية او اللغة التي تتقنها " سيما" .
ان الخيوط المتشابكة في الفيلم وبتفاوت مضموني بين اصولية عربية وجنسية اميركية، وعادات اجتماعية عائلية لاسرة عربية تحافظ على هويتها في أميركا لم يشفع لسيما بالتوقف عن مساعيها للحصول بالزواج على الرجل الذي تحب من أهلها خصوصا ان الشاب الأميركي مرفوض من والدها المصر على تزويجها من شاب ايراني ، فالرؤية نوعا ما تخلخلت في القصة التي كتبتها " سكريسكاندا " ( Sreescanda) من حيث التطرق لموضوع الحادي عشر من سبتمبر ونظرة الإرهاب الشمولية عن العرب وارتباطها بلغة الرقص المؤثرة في النفس، فالعادات والتقاليد في الرقص مرتبطة بالشعوب. اذا يؤثر الرقص التعبيري كنص بصري حركي مقروء حسيا من خلال الإيقاع والمفهوم على التلاميذ ، وعلى المتفرج وفي هذا نظرة عالمية صامتة يستطيع العقل التطلع عليها من خلال الحركة وترجمتها ،وهذا ما عالجه الفيلم بطريقة دون السعي لإبراز المنطق السينمائي المثير بقوة حيث لم تتواز الموضوعية والذاتية بين المواضيع الثانوية المطروحة بكلاسيكية باردة مع المواضيع والأسس التي أراد كل من المؤلف والمخرج تسليط الضوء عليها ، وهي سياسة أميركا الانفتاحية واعتذارها المتواضع ان اخطأت مع التشديد على قيادة العالم من نواحي مختلفة كالانفتاح والعدل والمساواة ، وكان المخرج او المؤلف يقدم برنامجه الانتخابي بلغة فن سينمائية تترجمها خطوات رقص تقوم بها امرأة من أصول إيرانية وجنسية أميركية.
يحمل فن الرقص في طياته معاني ثورية وانتفاضات قوية في معناها الايحائي والفكري، فهو تفريغ لشحنات النفس بكافة ميولها التعبيرية، وهو ليس مجرد خطوات عابرة لا معنى لها وعبثية في تصميماتها. كما انه لغة يتقنها الجسد، وبليونة تحتاج لصقل ثقافي وجمالي دائم . اذ ارتبط الرقص بالتعبير عن كل ما يخالج الذات، فهي لغة قادرة على اختراق حواجز اللغات، لهذا حمل الفيلم عنوانه الخطوة العالية. ليدمج بذلك المعنى مع المضمون بأسلوب راقص يتوج أميركا على سيادة الشعوب كافة، وهذا ما نادى فيه الفيلم عبر مشاهد متعددة منها المحاكمة ، ومنها الاعتذار من مديرة الجامعة لسيما التي استطاعت الدفاع عن نفسها برقصة قام بها التلاميذ جمعت من خلالها أنواع الرقص من كافة البلدان . لتقول على المسرح :هذه هي اميركا.
كوريغرافيا لم تستطع منح المشاهد في الرقصات جمالية تفرّد بها الفيلم بمعنى الإبداع وإثارة الدهشة . اذ بدت الرقصات ضعيفة اسلوبيا بمقارنة مع المعنى الذي يريد إيصاله الفيلم لفكر المشاهد والمبطن بعدة مفاهيم يعالجها بايحاءات ضمنية . لهذا لم تكن الخطوات مدروسة بشكل جمالي متوازن لان الفيلم لا يهدف الى الرقص فقط . كما ان الديكور واللباس والفكرة لم تنسجم مع الرؤية بشكل عام. ان الفيلم في ظاهره يحمل معاناة " سيما " ليضعها ضمن برنامجها الراقص في الحياة . اما في باطنه فهو يعالج موضوع سيادة اميركا، ومثاليتها في التسامح والعدل، ومنح الانسان احتراما يتمثل في كينونته وحريته وهو الحر في الدفاع عن ذاته وبرهنة ان الانسان القادر على الحياة وهو المتبني لأفكار تتبع من توجهاته الإنسانية وبشكل خاص في أميركا دون كبت يمار سه البعض عليه او انتهاكات يتم السكوت عنها واخيرا احترام المرأة بشكل خاص.
تهيمن على الفيلم نزعة كلاسيكية من حيث النهاية المحملة بروتين ختام ينضح باستنتاجات لا تمنح المتلقي دهشة تكفي لاثارته ذهنيا ، بل! وضعته امام معادلة التأليف والإخراج بموضوع قصصي لم يعالج بديناميكية حارة تمسك بالمتلقي وبشغفه من البداية وحتى النهاية. بل! تركته ضمن فواصل يحتاج الى تجميعها، ليستعيد المواضيع الثانوية المتعددة، وكانه فن معاصر يهدف الى إرساء قاعدة فكرية عن اميركية عبر فيلم تجاري هيمنت عليه فكرة التعصب بعد انفجارات الحادي عشر من ايلول. الا ان الموسيقى التصويرية وضعت المشاهدة حسيا في تتبع سمعي يدرك من خلالها قيمة المشهد، فالتصوير ايضا توسع في الضوء ضمن المشاهد الداخلية مع انعكاسات كان يمكن لها ان تؤدى بشكل فني مريح للعين ، فالسمع وحده كان بمثابة العين المبصرة على التتابع الحركي والتسلسلي في الرقصات والانفعالات التمثيلية المرسومة على الوجوه احيانا.
مدة الفيلم ساعة و38 دقيقة للمخرج هنري شار ( Henri Charr) بطولة امير كورانجي ( Amir M. Korangy ) براندون بلتران Brandon Beltran) ) رايان راميريز ( Ryan Ramirez).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram