TOP

جريدة المدى > سينما > الدراما التلفازية العراقية.. التخطيط والمتابعة.. شبكة الإعلام العراقي أنموذجاً

الدراما التلفازية العراقية.. التخطيط والمتابعة.. شبكة الإعلام العراقي أنموذجاً

نشر في: 26 نوفمبر, 2014: 09:01 م

(1-2)   تلعب الدراما دورا نبيلا في الحياة الاجتماعية بوصفها احدى الوسائل التثقيفية والتعليمية التي تنشر المعرفة وتخاطب العقل لتنير البصيرة وتبث روح المتعة والجمال بين متابعيها ومتلقيها في أي فضاء تحل فيه  ,ولقد تعودنا ان تطل علينا الأعمال

(1-2)

 

تلعب الدراما دورا نبيلا في الحياة الاجتماعية بوصفها احدى الوسائل التثقيفية والتعليمية التي تنشر المعرفة وتخاطب العقل لتنير البصيرة وتبث روح المتعة والجمال بين متابعيها ومتلقيها في أي فضاء تحل فيه  ,ولقد تعودنا ان تطل علينا الأعمال الدرامية التلفازية وحتى الإذاعية في مواسم محددة من السنة ومنها موسم رمضان اذ تتهيأ أغلب القنوات الفضائية العربية وتحشد كل طاقاتها وامكاناتها وطواقمها لتنجز أعمالا ومسلسلات درامية متنوعة ما بين الاجتماعية والتاريخية والتراثية والمنوعة اضافة الى الأعمال الكوميدية التي تستمد حكاياتها من بطون التأريخ والقصص الشعبي أو التي تنهل من الحياة المعاصرة بكل ما فيها من صراع وتحولات ونقد ساخر للظواهر السلبية والحالات الاجتماعية المرفوضة لصياغة حبكات فيها المتعة والتنوع  ,وكما هو جلي وواضح فان هناك نجوما محددين تكتب لهم المسلسلات ليكونوا محورها ونجومها .

 

وترصد لتلك الأعمال والمسلسلات الأموال الطائلة لانتاجها من قبل تلك الفضائية العربية ذات الانتشار الاعلامي الواسع مثل (أبو ظبي , مجموعة الأم بي سي) اضافة الى وجود شركات داعمة اخرى كالاتصالات وخطوط طيران وشركات إعمار وبناء. وهذا يظهر واضحا من اللوكوات التي تصاحب وتذيل الشريط التلفازي عند عرض تلك المسلسلات الدرامية وقد تتصدى لانتاج تلك الاعمال الدرامية شركات القطاع الخاص بالتعاون وفق شروط مع قطاع الانتاج العام في تقديم اولئك النجوم اللاعبين الاساسيين في المسلسلات الدرامية المقدمة وهي تعلم -اي تلك الشركات والجهات الداعمة - أنها سوف تسترجع اموالها مضافة لها الارباح التي حققها نجاح العمل ورواجه مضاعفا بفعل اسماء وشهرة النجوم الذين نهضوا بتلك الاعمال , ويأتي تسويق هذه المسلسلات ونجاحها وربحها مؤكدا اذ تكتب تلك الاعمال على قياس اولئك النجوم وتخصصهم في الكوميديا او التراجيديا وحسب رغباتهم , اضافة الى وجود عروض اخرى لاعمال درامية تلفازية تعتمد التعاون المشترك على المستوى الفني والمالي ما بين عدد من البلدان العربية ( مصر , سوريا ,الخليج العربي , الكويت , والامارات , قطر ) ,والتهيئة لمثل هذه الاعمال التي تكون في أحيان كثيرة كبيرة ومكلفة كما هو الحال في انتاج المسلسل الديني ( عمر ابن الخطاب ) , وقد تكون أعمالا بإنتاجية معتدلة ولكنها في كل الاحوال تجد سوقا واسعة لاستقبالها ,الاستعدادات والتحضيرات وتوفير الميزانيات المالية يبدأ مع انتهاء الموسم الدرامي الرمضاني ويتم اختيار الاوقات المناسبة لغرض التصوير ولاسيما في الاعمال التأريخية بشقيها الاجتماعي والديني ويكون أغلب الممثلين قد تم الاتفاق معهم مسبقا على اوقات التصوير وفترتها وقيمة الاجور ودفعاتها ,هكذا يجري العمل وهكذا تتواصل الحركة الانتاجية الدرامية وصولا الى موعد مجيء الشهر المبارك وجاهزية تلك الاعمال للبث عبر القنوات الفضائية التي حددت لها وقد سبقتها وهيأت لها الاعلانات والدعايات عبر المرئي والمسموع والمقروء وكذلك النشرات الصورية المتحركة منها والثابتة التي تزين الشوارع والاماكن العامة لتكون أمام المتلقين خالقة حالة من التشويق والترقب والرغبة في المتابعة . وفي العراق ، البلد الذي احتضن اول تلفزيون بثت من خلاله الصور الحية والبرامج الاجتماعية الهادفة ، فإن حال الدراما فيه من حال البيئة المضطربة التي تحيط به والتي ما أن تهدأ حتى تشتعل وتعصف في أركانها السحب والزوابع المتخمة بالمشاكل والأزمات مطيحة بكل ما بني وأعد للانجاز ليفضي ذلك الى اعادة العمل وترتيب الحال وكاننا نبدأ من الصفر في كل مرة مع ما في هذه البداية الجديدة من خسارات مادية وفنية وبشرية . وحال الفنان العراقي المبتلى حال مزر لايسر العدو ولا الصديق فهو في معضلة حقيقية اذ ليس ثمة اهتمام حكومي مسؤول ورعاية اخلاقية ملموسة له بوصفه رسول سلام وجمال وحاملا لابجديات المعرفة والتنوير وداعيا لقيم الخير والمواطنة النبيلة عبر ما يقدم وما ينجز من اعمال وما يقدم من ابداع ,وزاد الامر سوءا ما تعرض له بعد العام 2003 وما جاء به تسونامي الاحتلال الأميركي للعراق من اشاعة لمد ديني ومد اجتماعي متخلف وظلامي ينظر الى الفنون والثقافة بوصفهما رجس من عمل الشيطان وينظر الى الفنان والمثقف نظرته الى مثيري الشغب ومشعلي الحرائق ولاسيما نظرة أولئك الذين جاءت بهم الصدفة الهوجاء وحظ العراق العاثر ونصبتهم وسيدتهم في مواقع وكراسي غرقوا فيها وفاضت عليهم لانهم ليسوا اهلا لها فأخذوا يتحكمون ويهمشون ويقصون كل ذي رأي نير ومعارض وكفوء ممن يشكلون خطرا على حضورهم ويعرون جهلهم وضآلة خبرتهم ولاسيما بعض من تبوأ منهم مناصب في وزارة الثقافة التي تحولت الى وزارة للاستجواب والتحقيق أو في لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان العراقي السابق والذي كان برلمانيوه حاضرين عند توزيع المكاسب والامتيازات وغائبين عند البث في حقوق العراقيين الباحثين عن الأمن والرزق الحلال وعما يحفظ الكرامة ويحمي حدود الوطن وفي هيئة الاتصالات والإعلام.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

السينما كفن كافكاوي

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram