صدر البيت المنسوب للإمام الشافعي والقائل "جزى الله النوائب كل خير" الذي تلقفه شاعرنا الشعبي فصار "جزى الله النوايب علّمني"، فيه دليل على سلامة عقل قائله. فالعاقل، فردا كان أم شعبا، هو من يتّعظ وإلا فلا عقل له. فان وجدتم أمة تخرج من مصيبة وتدخل في أخرى مثلها أو أشد، فتفحصوا عقول قادتها أولا فلعلكم تجدون فيها ما يبطل عجبكم مما يمر به العراق اليوم.
ورغم ان نوائب الدنيا التي مرت على العراق لا تعد، لكن الذي هو اشد وامر أنها تتكرر. لا بل ان نوائب اليوم أشد من الأمس. ها هي نائبة داعش أمامنا ماثلة واحسبوها بحساب العرب أو الترك أو العجم وانظروا كيف نتصرف إزاءها.
أن تتعظ من مصيبة ما، يعني انك تتوقى حدوثها مستقبلا على الأقل. ولربما لو كان الشافعي معنا اليوم لساعدته على ان يفرز بين من هو عدوه وصديقه كما جاء في معنى تكملة بيته الشعري. مشكلتنا المعقدة أننا لا نفتقر إلى القدرة على تشخيص الأعداء بل وحتى الأصدقاء لا بل والإخوة أيضا.
لم تستثن داعش من جرائمها سنيا أو شيعيا أو كرديا أو مسيحيا أو إيزيديا. الكل عدوها وتعاديه. أفما يكفي هذا ان يتوحد هؤلاء قلبا وروحا؟ أبعد كل هذا الذي جرى نجد أصواتا عالية تنادي بالعزل الطائفي والعنصري؟ هل من المعقول أن يخرج مسؤول يعترض على تسليح "البيشمركة أو عشائر السنة مثلا؟
كل نقمة مهما كبرت، إن حاصرتها عقول وضمائر حيّة ستجد فيها نعمة ما. ولا نعمة أفضل من ان يتحد أعداء داعش وأن يغسلوا قلوبهم بماء المحبة ليطهروها من رواسب الكره أو الضغينة أو الحسد. الحب هو ان تفرح لو أتى السلاح ثقيلا أو خفيفا لأخيك الواقف بوجه العدو دون النظر إلى مذهبه أو لغته أو عرقه مادام الهدف أنه سيسدده صوب صدر داعش.
يا أعداء داعش اتّحدوا
[post-views]
نشر في: 28 نوفمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د عادل على
فى العشرينيات كان الاجنبى ياتى بجيشه ويحتل الشرق الاوسط ويقسم البلاد المختلفة القوميات مثلما يحب الفاتح لارض الله ولكن فى العصر الجديد والعولمه لم ياتى المستعمر بجيشه لان التكاليف الماليه عاليه جدا فى هدا الزمان التقشفى---ولدا اضطر العاتح الاجنبى الى تكو