ها نحن نطوي ملحقاً رابعاً ضمن اصدارات (المدى) الخاصة بدورات كأس الخليج بكرة القدم بعد أن بدأ مشوارنا في خليجي 19 بمسقط ثم دورة 20 باليمن وبعدها دورة 21 بالمنامة واخيراً وليس آخراً الدورة 22 في الرياض التي تزامنت مع ظروف خاصة بالقسم الرياضي لم تفت في عَضدنا بقبول التحدي مع زميل الموقف الانسان الوفي حيدر مدلول حيث عاهدنا الزملاء في هيئة تحرير الصحيفة على مواصلة الاصدار الخاص بالدورة لتكون (المدى) كعادتها ضمن الصف الأول بين المتنافسين ضمن أفضل تغطية وكذلك المشاركة في مسابقة قناة (الكأس) التي سبق أن نال الملحق جوائز وشهادات اللجان المشرفة على المسابقة بمنتهى الحياد والموضوعية.
إن نكهة دورة كأس الخليج لم تعد تقتصر على مفاجآت منتخباتها في المستطيل الأخضر وفنون لاعبيها الكبار، بل أخذت تستقطب منافسة أخرى لا تقل إثارة عن الأولى ألا وهي تباري الصحف الخليجية والعراق واليمن في ساحة السلطة الرابعة بفنون الحوار والرأي والخبر السبق والعنوان اللافت والصورة الشمولية، التي اصبحت العمود الأساس لتقييم الصحف في اختتام كل دورة آخذين بنظر الحسبان الظروف والتداعيات التي تمرّ بها بعض الدول المشاركة وتأثيرها على نشاط الصُحفي من ناحية تسليم الصحيفة الى الطباعة في موعد محدد يسبق انطلاق المباراة الثانية في كل جولة بعكس ما يحصل في الإمارات مثلاً حيث يُمكن ان تُحدّث الصفحات حتى الساعة الثانية من فجر اليوم التالي.
وبعيداً عن مستوى منتخبنا الوطني الذي تقهقر بفعل فاعل في دورة الرياض، أخذت أزمة المدرب حكيم شاكر تطغي على اهتمامات جميع الصحف المحلية وصراحة أفسدت علينا متعة التعامل مع مشاركة الأسود كما يفترض عبر التحليلات الناجعة والانتقادات المهنية للاستفادة من الدروس مثل كل مرة لكن وجود شاكر على رأس الملاك التدريبي والتصريحات (الغريبة – العجيبة) لخلط أوراقه ومحاولة ايجاد مبررات مسبقة لكبوته كل ذلك أسهم في تأجيج الشارع الرياضي منذ مباراة الكويت وقوّضت آمال الجماهير ودفعت الإعلام الرياضي المحلي للاحتقان الى درجة فقدان سيطرة بعض الزملاء على انفسهم تأثراً باستفزاز المدرب بوصفهم "اصحاب أجندة يرومون تصفية الحساب معه"!! الأمر الذي حوّل اغلب الصحف الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي الى ورشة عمل مهنية للتصدي الى اتهامات هذا الرجل المتعمدة كي يُبعد انظارها عن الفضيحة الفنية داخل الملعب، وبالفعل نجح شاكر وابتلعت الصحافة الطُعم لتناول شؤون شخصية صرفة بطابع مصلحة المنتخب احياناً وسط التجمع الخليجي، فقد أشغل الصحفيين بمصيره وملابسات عقده ومن سيكون خليفته في أمم آسيا ومدى أهلية ملاكه المساعد ولماذا ترك كرارجاسم واحمد حمادي في محرقة الاحتياط وهل عودة ياسر قاسم للدوري الانكليزي كانت محسومة سلفاً بعد الجولة الثانية ؟ والأهم من كل ذلك أنه قتل معنويات الجميع قبل أن تطأ قدماه أرض الدورة بقوله "إصابة يونس كسرت ظهري" بينما تحلى زميله جمال بلماضي بالحكمة بتدبير بدلاء أقوى من المصابين (خلفان وسوريا) وطار بكأس الدورة على جناح البديل الرابح بوعلام!
نثمن جهود الزملاء المساهمين باصدار (المدى) ملحق خليجي 22 لتميزهم في التغطية وبحثهم الدؤوب عن السبق الصحفي برغم الظروف التي منعتهم من التواجد في قلب الدورة لكنهم كانوا يصنعون الحدث هنا عبر الرأي الجريء والحوار الساخن والخبر الحصري المتناغم مع وقائع مباريات الدورة وكواليس اللقاءات الجانبية على خط مهني متوازٍ مع بعثة اتحاد الصحافة الرياضية ورسائلها التي شكلت أطباقاً ساخنة على مائدة الصحافة لدورة الرياض وبالتأكيد كانت البعثة تشكل امتداداً لبعثات صحفية سابقة تشرفت الكرة العراقية بتوثيق مناسباتها بأقلام طواقم مهنية وحريصة على أمانة الكلمة وصدقيتها.
الصحافة تبتلع الطُعم
[post-views]
نشر في: 28 نوفمبر, 2014: 09:01 م