ظهرت رايات ورموز "الدولة الإسلامية" ( داعش) في مناطق مختلفة من باكستان ،وفي الأحياء الفقيرة من العاصمة إسلام آباد ،وكذلك في معاقل طالبان ،وأعلنت جماعات ميليشياوية إسلامية بيعتها لابي بكر البغدادي، في وقت بدأت تتبلور مخاوف جدية من تنامي نفوذ التنظيم ع
ظهرت رايات ورموز "الدولة الإسلامية" ( داعش) في مناطق مختلفة من باكستان ،وفي الأحياء الفقيرة من العاصمة إسلام آباد ،وكذلك في معاقل طالبان ،وأعلنت جماعات ميليشياوية إسلامية بيعتها لابي بكر البغدادي، في وقت بدأت تتبلور مخاوف جدية من تنامي نفوذ التنظيم عكستها تحذيرات متكررة اطلقتها السلطات الباكستانية التي تواجه تهديدات جدية تشكلها طالبان باكستان وفرع تنظيم ( القاعدة) في شبه القارة الهندية ،والعصبيات القومية المتناحرة. ويشير الخبير في شؤون الجماعات المتشددة ديلان وولش " ان انتصارات داعش في سوريا و العراق انعشت و ألهمت المليشيات التي انهكتها المعارك مع الجيش الباكستاني" وقال" ان مجرد رفع شعار هذا التنظيم بات يساعد في جمع المال وتجنيد الشباب للجهاد". وقال مدير معهد باكستان لدراسات السلام محمد امير رانا" لم يؤسس التنظيم بعد وجودا او هيكلا تنظيما بعد ،ولكن يكفي انه بدل مشهد الجماعات المسلحة بتغييره الديناميكية الميليشياوية، اذ بعد ان كانت هذه الجماعات تعيش أزمة حقيقية ،توفر لها الان اطار عمل قوي لابد ان يدفع الأوضاع باتجاه معطيات و متغيرات جذرية في العمل التكتيكي و الستراتيجي".
الجيش و تهديدات داعش
ويستبعد الجيش الباكستاني ان يكون ( داعش) قد تحول الى تهديد لأمن البلاد القومي، وقال المتحدث باسمه الجنرال عاصم باجوا" ان هناك جماعات مسلحة نسبت نفسها الى (داعش) في الفترة الأخيرة، وتحاول ان ترفع وتنشر ريات التنظيم، الان هذا لايعني ان له وجودا تنظيميا بشكل فعلي".الا ان مراقبين ومحللين يرصدون مؤشرات بوجود التنظيم فعلا في الباكستان، حيث يعمل الان لإقامة و إنشاء كيان تابع له ليس في باكستان وحدها ،بل في كل المنطقة. وسربت مصادر أمنية باكستانية معلومات تتحدث عن رسالة وجهتها الحكومة المحلية في اقليم بلوشستان الى وزارة الداخلية الباكستانية تتضمن تفاصيل سرية عن انخراط الاف من مقاتلي الجماعات المسلحة من الأقاليم القبلية الباكستانية في صفوف التنظيم ،بشكل مترافق مع اعلان حركة ( جند الله) ان وفدا من ( داعش) زار الباكستان ترأسه ابو الزبير الكويتي وعقد اجتماعات مع قيادة الحركة التي قال المتحدث باسمها فهد مروت" ان الهدف من الزيارة هو العمل على توحيد صفوف الجماعات المسلحة". وأفادت وسائل إعلام باكستانية " ان داعش شكل فرعا له في المنطقة اطلق عليه اسم ( فرع خراسان) ويشمل الباكستان و افغانستان ومناطق من الهند وايران ودول آسيا الوسطى ،وتم تعيين المولوي عبد الرحيم وهو عالم دين افغاني اميرا له". وكان المولوي الذي ينتمي الى الفكر السلفي قضى فترة من حياته في سجون باكستان قبل ان يتم نقله الى غوانتانامو بتهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة ،وافرج عنه العام 2005 ،حيث اصدر بعد ذلك كتابا بعنوان " القيود المحطمة". وفي هذا السياق قال زعيم ( الحركة القومية المتحدة) إلطاف حسين " ان وجود داعش في الباكستان امر لا يمكن إنكاره " ،داعيا الحكومة الى " ان تسرع برسم خطة ،وتوحد صفوف القوى السياسية و الدينية لمواجهة هذا الخطر". وتشير تقارير متعددة الى " ان عناصر تابعة ل" داعش": تركز على جذب عناصر مقاتلة من ميليشيات طائفية في مناطق معينة، وقال مؤلف كتاب ( ذنب العقرب) الذي يتناول صعود الجماعات الإسلامية المسلحة في الباكستان زاهد حسين" ان ( داعش) كلفت قائد فرعها في اوزبكستان عبيد كاهوت ،وهو كان قائدا لميليشيا تتخذ من راولبندي مقرا لها بمهمة جذب المجموعات الباكستانية لانضمام الى التنظيم". وخرجت جريدة( الفجر) الصادرة بالإنكليزية بمقال افتتاحي حذرت فيه حكومة إسلام آباد قائلة" اذا لم تقرأوا المؤشرات جيدا ،ولم تعترفوا بأن ل( داعش) امتدادا في الباكستان ،فأنه لن يمر وقت طويل قبل ان يصبح هذا التنظيم " أم" كل التنظيمات العنفية المسلحة في البلاد".