قام " مسرح ذخائر سان خوسيه San Jose Repertory " في سان فرانسِسكو مؤخراً بمسرحة "الوجبة الكبيرة" للكاتب المسرحي دان ليفرانك، على مدى 90 دقيقة معقدة الإنشاء، تغطي خمسة أجيال و عقود عديدة من الزمن، كما تقول جودي ريشتر في عرضها هذا.

و يقع الحدث كله في مطعم ــ ليس هو نفسه بالضرورة على مر السنين ــ حيث تبدأ القصة بلقاء سام، و هو زبون، مع نيكول. و بعد تقلبات أحوال، يتزوجان و يكون لهما أولاد، و أحفاد، بل و أحفاد أحفاد. و على مدى ذلك هناك زيجات، ووفيات، ومشاحنات، ودعابة، وحس أساسي بالرعاية. 

و يسيِّر الحدث أربعة أزواج من الممثلين و الممثلات : طفلان، و بالغان شابان، و بالغان في منتصف العمر، و مواطنان أكبر سناً. و يقوم الصغيران صوفيا غريس كاثبيرت و نيكولاس غارسيا بكل أدوار الأطفال. أما البالغون فيصورون سام و نيكول في مراحل متنوعة من حياتيهما. 

فحين يشاهَد سام و نيكول على المسرح للمرة الأولى، يكون اللذان يقومان بدوريهما آرون ويلتون و جيسيكا لين كارول. و عندما تنضج الشخصيتان، يقوم بدوريهما كاري باف و مارك أندرسون فيليبس. و أخيراً، فإن كاثرين ماكنيل و ريشارد فاريل، اللذين يشاهدان على المسرح أول مرة باعتبارهما والدي سام، يصبحان سام و نيكول. و يقوم الممثلون مع تقدم المسرحية بتصوير شخصيات أخرى. فويلتون و كارول، البالغان الشابان، مثلاً، يصبحان الصغيرين البالغين لسام و نيكول، و هما روبي و مادي. و مع استمرار المسرحية، يكون من الصعب أحياناً مجاراة كل واحد من هؤلاء.

و يجدر بالذكر أن المخرجة كريستين براند تحرك الحدث بخفّة و نشاط. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يخرج أحد الممثلين كشخصية و يعود مباشرةً كشخصية أخرى. و قبل أن تموت شخصية، تتناول وجبة أخيرة ( تُحضرها يدٌ مسرحية غير محددة )، ثم تخرج بهدوء.

و في أحد المشاهد الأخيرة، نرى سام و نيكول ( ماكنيل و فاريل ) كبيرين في السن. و لأن سام هنا لديه اختلال عقلي، ربما الزهايمر، فإن نيكول تُطعمه في ود قبل أن يخرج. و هي لحظة مؤثرة حقاً.

و يمكن القول أخيراً إن جميع الطاقم التمثيلي قد أحسنوا العمل. و تعكس المسرحية نفسها التغيرات الحاصلة في ديناميات العائلة التي تحدث على مر الزمن. و لا شك في أن بعض المشاهدين يمكن أن يتعرفوا من خلال ذلك على مشاهد من حياتهم العائلية.

 عن: AISLE SAY San Francisco