إذا كنت مثلي تقرأ وتسمع أخبار هذه البلاد العجيبة، فإن هناك جيشاً قوامه"50"ألف مقاتل يُطلق عليه اسم"الفضائيين"يعيشون بيننا، وهناك أيضا ضباط كبار يتقاضون رواتب أهل الفضاء هؤلاء ويتقاسمونها بالعدل والقسطاط.. وأنا مثلكم أيضا قرأت وسمعت ما قاله فخامة نائب رئيس الجمهورية، وهو يحطّ رحاله في مطار بيروت من أن هناك رقم 50 جديدا، يا للمصادفة، وقديماً قالوا"أجْملُ الأشياءِ تأتي بالصِّدَف". فقد استطاع فخامته أن يُعيد 50 بالمئة من الأرض التي استولى عليها جنود الخليفة.. هذا إنجاز يجب أن يخط َّ بحروف من ذهب.
وأخبار الموازنة! يقولون هناك انتظار ولقـاء بعد أن يعود النواب من بلدانهم إلى عراق السبايا والمهجّرين.. لا تصدّق أنّ الميزانية خاوية وأنّ الحكومة تضيق صدراً بسبب انخفاض الأسعار! ،من حيث المبدأ، نعرف أن الاموال التي دخلت في خزانة الدولة العراقية منذ اليوم الأول الذي تسنّم"فخامته"صولجان السلطة، كانت قليلة جدا، فماذا يعني أن تبلغ الميزانية عام 2006 فقط 34 مليار دولار.. ثم تنتفخ إلى 42 مليار دولار، وبعدها بعام تصبح 70 مليار دولار، ثم 74 مليار دولار!، وفي ختام الولاية الأولى تقفز إلى 80 مليار دولار، وعام 2011 هي بحدود 84 مليار دولار ، لندخل عام 2012 عصر رواية"مئة مليون من الدولارات"، ثم نتجاوزها الى 110 وأخيراً 130 مليار دولار . لا تسأل أين صُرفت؟ هناك أولويات أهم وانفع من العدل الاجتماعي، ومن الحفاظ على كرامة الناس وأمنهم ومستقبل أبنائهم ، ما ضاع من أراضي هذه البلاد وناسها وأموالها مسألة لاتحتاج الى نظر، ما ينظر هو أن يواصل فخامته ، رحلة الشتاء من الناصرية إلى بيروت، ورحلة الصيف من بابل إلى طهران. هل في الخارطة أماكن أخرى ، ربما فقد نبهتنا الأمم المتحدة مشكورة إلى أن هناك مليوني عراقي نزحوا عن ديارهم يواجهون قساوة الزمن وبلادة الساسة وغياب الضمير..هؤلاء حتما لم يضعهم فخامته على جدول سفرياته، لأن الأمر أبسط من ذلك، فللعراقي منظمة انسانية تحميه ، ودول اوربية تجمع له المعونات وجمعيات خيرية تتولى شؤونه.. اما معاليهم وفخامتهم فهم للاسف منشغلون ة بتقديم المُشترَك على المُختلف مع الاعتذار لخطيب الامة.
لا يعترف الحاكم"الفاشل"بالخطأ ويعتقد أن"الخطأ والصواب"لا علاقة لهما بإدارة الدولة.. حين حوّل المالكي أغنى دولة عربية مثل العراق إلى بلد تعصف به أسعار النفط ، فالأمور لا تتعدى"تجارب تخطئ وتصيب"، وحين تتقدم بغداد سُلَّم العواصم الأكثر فساداً ونهباً للمال العام.. فإن الأمر يدخل أيضا في قائمة"تجارب الهواة".. فلا مشكلة أن يتدرب"الفاشلون"لإدارة مؤسسات الدولة!
اليوم لا يريد لنا فخامته أن نسأل لماذا لا يقدّم الفاسد والمتخاذل للعدالة؟.. هذه الأمور ليست من شأن المواطن.. فما أن تطرح سؤالا حتى يخرج عليك بعض"الصناديد"بدروس عن الأمن الوطني، والمؤامرة التي تتعرض لها البلاد، ولهذا لا يجوز"للرعية"أن تتحدث عن عمليات فساد وفشل أمني، فهذه أمور من اختصاص الزعيمة حنان الفتلاوي التي لاتزال تكتب على صفحتها في الفيسبوك:"أنّ العراق كان يعيش أفضل حالة من الاستقرار والامن في ظل قيادة فخامته".
متى يفهم العراقيون أنها ليست مسألة استبدال منصب رئيس الوزراء بمنصب نائب رئيس الجمهورية على الإطلاق! كل ما هو مطلوب منهم أن يموتوا تحت رحمة الفشل وطوفان فضائيي فخامته!
حظّنا من "فضائيّي" فخامته
[post-views]
نشر في: 1 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 5
abbas mir ali
تحيه الئ الاستاد علي حسين المبدع بطروحاته وحرصه علئ الوطن والمواطن استاد علي الكارثه عندما يتبوء مسول في العراق المسوليه يسوق نفسه للناس هو منقذ ويقرب اليه الفاشلين لكي لايحاججوه بفشله في عهد نظام السابق الفاشلون كانو في الصداره وفي عهد حجي مالكي ايضا الف
ام رشا
العراق لم يكن ينعم بالاستقرار والأمن فقط بل كان يتنعم بقناني الغاز التي شحت بعد رحيل سيادته..الجماعة لا ضمير يحاسب ولا إحساس يستفزهم اللي يهمهم فقط حكم الطائفة التي تحمي اتباعها و تحصنهم حتى لو كان ضدهم ملفات فساد بل العكس يرقى المقصود من معاليه الى فخام
ابو اثير
يقال والعهدة على القائل كما يقول المثل أ لعراقي أن نوري كامل يزور بيروت لغرض ألأطلاع ومشاهد المزرعة أو الضيعة على لسان أهل الشام والتي نصحته بشرائها بملايين الدولارات النائبة المقربة منه السيدة الفتلاوي لأنها هي كذلك أشترت ضيعة في نفس المنطقة والتي تقضي
داخل السومري
انه فعلا بلد العجائب والغرائب،انه بلد الكوارث السياسيه،بلد كوارث السياسيين اللي ماكو منهم حتى في الصومال وبركينوفاسو ولا في نايجيريا ولا حتى في جزر الواق واق.ان اصغر مشكلة تحدث في هذا البلد كافية في دول العالم الاخرى ان تسقط حكومات وتلغي برلمانات،اما في ه
العراق
لنجمع ميزانيات العراق من 2003 . ونضع مقابلها مشاريع وبناء ونخرج الرواتب ونفقات الامن منها . تتوقعون كيف سيكون العراق