TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة .. وطني محض حقيبة!

السطور الأخيرة .. وطني محض حقيبة!

نشر في: 3 ديسمبر, 2014: 09:01 م

أتابع بحزن كظيم - كما يتابع الملايين غيري - أخبار النهيبة من الترليونات المسفوحة والمهربة هنا وهناك - على يد هذا وذاك ، من المؤتمنين على مصير ومقدرات البلد ، وأستحضر بيتا من قصيدة لمحمود درويش: وطني ليس حقيبة - وأنا لست مسافر ، وأحوره ليغدو : وطني محض حقيبة - وانا محض مسافر .
……….
يكذب من يدعي - في عالم اليوم - ان الرغبة بتولي مسؤولية الحكم محض رغبة بخدمة الناس وإعلاء شأن الوطن ، وإشاعة الأمن والاستقرار والرفاهية بين أفراده دون تمييز او تحيز ،،، تلك المعزوفة المشبوهة التي يعزفها البعض كلما سعى ساع لتسلم ناصية الحكم ، والتربع على الكرسي الملغوم بالدسائس المعبأة بصرر المال والمغانم .
…….
ما من نزاهة مطلقة حتى في أكثر الدول العريقة ، ولكن بدرجات معقولة لا تبلغ حد السرقة العلنية ، معظم الساسة ( في العالم أجمع ) الذي يستقتلون لنيل موطئ قدم في بلاط السلطة تحدوهم رغبة دفينة — بالاستحواذ بأنواعه ومسمياته المتعددة ، ابرزها : الرغبة في التملك ( المال والعقار والنساء ومغانم السلطة )، الرغبة في الأبهة والوجاهة ( لفاقديها )، الرغبة في سد النقص لمن يعاني من العقدة !، الرغبة في دخول التاريخ من أضيق أبوابه ،الرغبة في خدمة الناس وتصحيح مسار الانحراف السائد وإعلاء شأن الوطن. إلخ.
من بين الرهط الأخير في القائمة المبتسرة ( أعلاه ) كان الزعيم عبد الكريم قاسم ، رغم جميع أخطائه وخطاياه ، أقرأ في كتاب ( ثورة ١٤ تموز بقلم سكرتير الزعيم ، العميد الركن جاسم العزاوي ) ولا تفاجئني حقيقة نزر ما كان يتقاضاه من راتب لا يزيد دينارا عما يتقاضاه أقرانه ومن هم في مثل رتبته . ولكن تفاجئني رغبته بعدم تسلمه الراتب الذى يستحقه وفق رتبته الأخيرة ( فريق ركن ) .
كان راتب عبد الكريم قاسم بوصفه رئيسا للوزراء مع المخصصات يبلغ ( ٤٤٠)دينارا فقط ولم يكن يتسلمه نقدا باليد ، فقد كان محاسب مجلس الوزراء يأتي في نهاية كل شهر، ومعه قائمة الراتب ، وظرف يحوي الراتب الشهري ، يتناول القائمة ويوقع على كشف الراتب ، ويسلمني الظرف لأودعه في الخزانة الحديدية……. يتبع .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram