عندما تساءلت، في عمود سابق، عن سبب زيارة "الحجي" لبيروت، ما وضعت ببالي ان أحدا من القراء الكرام سيشغل نفسه بها. اليوم وصلتني رسالة تفصيلية من احد أصدقاء فيسبوك جمع فيها كل ما كتب وقيل عن تلك الزيارة. بدءا من حيرة صاحبنا "بفليسات حميّد" الى إصداره فتوى بالجهاد المقدس للدفاع عن إيران وليس العراق. ختم المرسل رسالته بخلاصة مفادها ان المالكي ذهب هناك ليعلك الشر وليحرج العبادي ويقطع الطريق على سعيه لإصلاح علاقات العراق مع جيرانه.
بصراحة، بعض معلومات هذا الصديق ما تخشّ بالعقل كما يقولون. بحثت كي أتأكد ويا ليتني بقيت عند شكي لكان الأمر أهون. نعم انه يدعونا للجهاد المقدس، لا من أجل الدفاع عن إيران، حسب، بل وعن ولبنان أيضا! ففي إقليم التفاح بجنوب لبنان غرد "الحاج" يوم الأحد الفائت وبعالي الصوت أن المؤامرة غايتها "استهداف لبنان وإيران"، مؤكداً أن "الدفاع عن كل هذه البلدان واجب مقدس بالنسبة لنا". والموصل حجي؟ وسنجار؟ وسبايكر؟ والصكلاوية؟ والمصيبة السودة اللي ذبيتها علينا؟ يا عمي لو ظال حاير بس "بزرعات حميّد" أشوى. يالله "يا أهل العمارة .. هاي أجمل بشارة". شدوا حزمكم من جديد ودافعوا عن إيران ومنّاك على لبنان والعراق اله الله.
وهاي هم تهون يزوبع، بس ان يأتي حجي نوري كامل محمد حسن المالكي بنفسه ويقول ان دماءنا رخيصة، فبصراحة هاي ما ينلبس عليها ثوب وما عندي غير ان أقول له انهجم بيتك على هالنفخ. من يسمعه يقول ان كل ولده وولد اخواته واخوته استشهدوا. وكان حضرته لازم سيفه ورايته وواكف على الحدود بطرك صدره يقاوم داعش. تفضلوا لتروا انه قال في اليوم ذاته: ان "الوعي، وعودة الروح الجهادية التي أحيتها الحركات الإسلامية، التي دعمتها الجمهورية الإسلامية، أثبتت كثيراً أن روح الجهاد وعرق الجهاد ينبض، ولا زالت دماؤنا رخيصة في الدفاع عن مقدساتنا وكرامتنا".
بصراحة وصلت حدها عندي وسأنهي كلامي تاركا المجال لمن لديه قدرة أفضل مني على"التقسيم" العراقي الأصيل.
دماؤنا الر خيصة!
[post-views]
نشر في: 6 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
د.صالح هادي
بارك الله فيك استادهاشم العقابي