" الرجل المناسب في المكان المناسب " بهذه العبارة وصفت مجلة " أتلانتك" الأمريكية، وزير الدفاع الأمريكي الجديد آشتون بالدوين كارتر، الذي رشحه الرئيس باراك أوباما، الجمعة، لهذا المنصب خلفًا لتشاك هاغل والذي سيصبح رابع وزير يتولى هذا المنصب خلال فترتي ول
" الرجل المناسب في المكان المناسب " بهذه العبارة وصفت مجلة " أتلانتك" الأمريكية، وزير الدفاع الأمريكي الجديد آشتون بالدوين كارتر، الذي رشحه الرئيس باراك أوباما، الجمعة، لهذا المنصب خلفًا لتشاك هاغل والذي سيصبح رابع وزير يتولى هذا المنصب خلال فترتي ولاية أوباما، وسط توقعات بأنه " سيساعد الرئيس الأمريكي على تطبيق رؤيته دون صدام بين البيت الأبيض والبنتاغون على عكس ما حدث مع هاغل " ، وفقا لرؤية الخبير في شؤون الدفاع أنتوني كوردسمان.
وبحسب «أتلانتك»، يُنظر إلى كارتر، 60 عاما، على أنه " خبير في كواليس البنتاغون" ، لخبرته وتاريخه الطويل في أروقة وزارة الدفاع الأمريكي .
فلقد شغل كارتر منصب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لسياسة الأمن الدولي في ولاية الرئيس بيل كلينتون في الفترة من 1993 إلى 1996.
كما عمل كارتر وكيلا لوزارة الدفاع للمشتريات والتكنولوجيا والخدمات اللوجيستية عامي 2009 و2011، ثم نائبا لوزير كل من وزيري الدفاع ليون بانتيا وهاغل خلال الفترة من 2011 إلى 2013.
ووفقاً لوكالة " أسوشيتدبرس " الأمريكية، فإن كارتر، الذي وصفته بـ«الإداري التكنوقراطي»، لديه علاقات جيدة مع دول الخليج، نظراً لإشرافه على عقد صفقات ضخمة لبيع السلاح لهذه الدول.
وخلال فترة عمله في " البنتاغون " ، تركزت مسؤولية كارتر، خريج جامعة «يال» الأمريكية في تخصص الفيزياء وتاريخ العصور الوسطى، على التعامل مع أسلحة الدمار الشامل في جميع أنحاء العالم، والإشراف على برامج الدفاع الأمريكية الصاروخية والترسانة النووية.
وكان له دور أساسي في إزالة جميع الأسلحة النووية من أوكرانيا وكازاخستان وبيلاروسيا، إضافة لدوره البارز في تأسيس علاقة استخباراتية ودفاعية بين الولايات المتحدة وجميع دول الاتحاد السوفيتي عند انتهاء الحرب الباردة.
وخلال العام الماضي، ساهم كارتر في الحد من انتشار السلاح الكيماوي، وكان له دور أساسي في تطبيق قرار تفكيك الترسانة الكيماوية للنظام السوري.
وخلال فترة التسعينيات، أسس كارتر، الحاصل على شهادة في الفيزياء النظرية من جامعة «أوكسفورد» البريطانية، مع وزير الدفاع حينها ويليام بيري سياسة «الدفاع الوقائي»، إذ تولى مسؤولية الخطة العسكرية أثناء أزمة برنامج كوريا الشمالية للأسلحة النووية عام 1994.
وكان المرشح لمنصب وزير الدفاع الجديد، الزميل لكل من جامعة «روكفلر» الأمريكية، ومعهد «ماساتشوستش»، قد دعا الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن إلى توجيه ما وصفه بـ«ضربة جراحية» لبيونغ يانغ عام 2006، كما يعرف عنه معارضته لامتلاك إيران أسلحة نووية.
ويعد كارتر، مدير مركز العلوم والشؤون الدولية بكلية «جون كينيدي» بجامعة هارفارد، من المفكرين الأكاديميين في مجال الدفاع العسكري، إذ وضع دراسات مطولة عن تطوير قوة الجيوش وتحديثها لتواكب التحديات الجديدة. كما شارك في تأليف حوالي 11 كتاباً، إضافة إلى أكثر من 100 ورقة بحثية في مجالات الفيزياء والتكنولوجيا والأمن القومي والإدارة.
ويُعتبر اختيار كارتر انعكاسا لمدى رغبة البيت الأبيض في تعيين «خبير في إدارة الأزمات الضخمة»، وخاصة في مرحلة «شد الحزام» التي يتبناها الكونغرس، على حد وصف شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية.
ففي تصريحات له في منتدى «آسبن» للأمن في تموز 2013، قال كارتر إن «بلاده على استعداد لتجاوز حربي العراق وأفغانستان والنظر بجدية في التهديدات المستقبلية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية»، وهي التصريحات التي يليها بشهر واحد إعلان أوباما الحرب على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.
على الرغم مما يُثار بأنه لا أحد يريد أن يكون وزيرا لدفاع أقوى دولة في العالم في ظل إدارة أوباما، يرى كثيرون أن كارتر «مؤهل لذلك، رغم افتقاره للخبرة العسكرية الميدانية والكاريزما السياسية البارزة»، حسبما رأت صحيفة «غارديان» البريطانية.
فلقد أكد كاتر، في تصريحات سابقة له، أن «بلاده بحاجة إلى إعادة النظر في بعض القضايا التي غضت عنها الطرف قليلًا خلال العقد الماضي، وعليها أن تعود من جديد إلى الساحة».
وفي أول تعليق لها تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، السيرة الذاتية لوزير الدفاع الأمريكي الجديد "أشتون كارتر" وأوضحت أن الوزير البالغ من العمر 60 عاما هو وزير الدفاع الـ 25 للولايات المتحدة الأمريكية ويحمل لقب دكتوراه في الفيزياء ويختلف عن وزراء الدفاع الذين سبقوه لأنه لم يخدم بالجيش الأمريكي، كما أنه ليس عضوا بالكنيست لكنه خبير في أنظمة الأسلحة النووية والمتطورة.
وأشارت إلى أن كارتر يعد من أقرب الأصدقاء لإسرائيل في البنتاغون، حيث إنه أقنع المسؤولين الأمريكيين في وزارة الدفاع على تمرير صفقة "أف- 35" لإسرائيل. وأضافت الصحيفة أنه وقع بالموافقة على إعطاء إسرائيل 25 طائرة من نوع "أف- 35" رغم معارضة قيادات بالبنتاغون لها، كما أنه مرر مبلغ 3 مليارات دولار لإسرائيل بغرض شراء الطائرات. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن السيناتور الديمقراطى ذي الأصول اليهودية كارل لفيان رئيس لجنة الخدمات التسليحية في الكونغرس الأمريكي أن "كارتر" مناسب جدا لهذا المنصب الحساس في الإدارة الأمريكية. ومن جانبه، قال جون ماكين، السيناتور الجمهوري المعروف، إن أوباما اختار الشخصية التي لا يوجد عليها أية خلافات.
من جانبها نشرت الواشنطن بوست تقريرا عن وزير الدفاع الأمريكي الجديد باعتباره أبرز من ساهم في إزالة الأسلحة النووية بأوكرانيا وكازاخستان حيث قام بالإشراف على التخطيط العسكري خلال الأزمة التي حدثت في عام 1994 حول برنامج الأسلحة النووية في كوريا الشمالية؛ وكان مساهمًا في إزالة كل الأسلحة النووية من أوكرانيا وكازاخستان؛ كما عمل مديرًا لمشروع إنشاء علاقات دفاعية واستخباراتية مع دول الاتحاد السوفيتي السابق عقب نهاية الحرب العالمية الثانية؛ وشارك في المفاوضات التي أسفر عنها نشر قوات روسية كجزء من قوة تنفيذ خطة السلام في البوسنة، كما قام الدكتور كارتر بالإشراف على البرنامج التعاوني الذي رعاه كل من عضوي مجلس الشيوخ النائب سام نون والنائب لايتشارد لوجر "Nunn-Lugar CTR"، والذي بلغت تكلفته مليارات الدولارات للحد من خطر انتشار الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية للاتحاد السوفيتي السابق. حصل "كارتر" مرتين على جائزة ميدالية الخدمة المتميزة من وزارة الدفاع الأمريكية، وهي أعلى جائزة تمنحها الوزارة، كما حصل على ميدالية الاستخبارات الدفاعية، وواصل الدكتور كارتر تقديم خدماته إلى وزارة الدفاع الأمريكية "DOD" مستشاراً لوزير الدفاع وخبيراً استشاريًا للجنة العلوم الدفاعية "DSB"، وأحد أعضاء فريق الدفاع الصاروخي الوطني. شغل آشتون منصب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية من تشرين الأول 2011 إلى كانون الأول 2013، وكان رئيس العمليات في الوزارة حيث كان يدير كل العمليات التي تقوم بها وزارة الدفاع على مدار الساعة، وكان مسؤولاً عن ميزانية قدرها 600 مليار دولار سنويًا و2.4 مليون من العاملين بوزارة الدفاع من المدنيين والعسكريين. ورحب نواب جمهوريون بترشيحه، بينهم جيمس أينهوف، العضو في لجنة الخدمات المسلحة التي ستصوّت على التعيين، واعتبرت جاين هارمان، النائبة السابقة المقرّبة من الاستخبارات وإسرائيل، أن كارتر سيكون مديرًا جيدًا للوزارة، "ينسجم مع تطلّع أوباما إلى ترسيخ موازنة دفاعية أفضل وإغلاق معتقل غوانتانامو قبل انتهاء ولايته الثانية في العام 2016". عمل كارتر في قسم شراء الأسلحة في وزارة الدفاع بين عامَي 2009 و2011، وكان نائباً لوزير الدفاع حتى عام 2013، وسيخلف هيغل الذي استقال الأسبوع الماضي، وسط تكهنات بخلافه مع البيت الأبيض في شأن كيفية التعامل مع ملفَي سوريا وروسيا. ويوصف كارتر، بأنه إداري وتكنوقراطي، إذ أنه معروف بعلاقته الجيدة مع دول في الخليج، كما أشرف على صفقات ضخمة لبيع السلاح، حين كان مسؤولاً عن مشتريات السلاح في الوزارة. وعمِل على ملفات الحد من انتشار السلاح الكيمياوي، وأدى دوراً أساسياً في تطبيق قرار تفكيك الترسانة الكيمياوية للنظام السوري، ويرى الخبير في شؤون الدفاع أنتوني كوردسمان أن كارتر شخصية ستساعد أوباما في السنتين الأخيرتين من ولايته على تطبيق رؤيته، من دون أن يصطدم مع البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، كما حدث مع هيغل. ويرى مراقبون أن تسمية كارتر، وزير الدفاع الرابع خلال عهد أوباما، تعكس اتجاه الرئيس الأميركي إلى تعيين شخصية بيروقراطية لا تصطدم مع البيت الأبيض في صنع القرار السياسي، علمًا أن أحدًا لا يتوقع أن يعرقل الكونغرس قرار تعيينه، والذي سيصوت على تعيينه في غضون أسابيع. ويعتبر كارتر "60 سنة" الذي يحمل شهادة دكتوراه في الفيزياء النظرية من جامعة أوكسفورد، من المفكرين الأكاديميين في الوزارة، إذ وضع دراسات مطوّلة عن تطوير قوة الجيش وتحديثه للتعامل مع التحديات الجديدة، في قضايا المنطقة، يتوقع أن يستكمل العلاقة الدفاعية الجيدة مع دول الخليج، كما أنه يؤيد جهود مكافحة انتشار الأسلحة النوعية، وتحديث قدرات الجيش الأميركي للتعامل مع خطر تنظيم داعش.
وفي أول تصريح له بعد تسلمه منصب وزير الدفاع أكد آشتون ، ، أن بلاده تواجه تحديات "جدية وستراتيجية"، مشيرا إلى أنه قبل ترشيحه لوزارة الدفاع بسبب تلك التحديات.
وقال كارتر في كلمة ألقاها، أمس السبت ، إنه "لمن دواعي فخري وسروري أن أرشح لمنصب وزير الدفاع"، مشيرا إلى "أنني قبلت العرض لأكون وزيرا للدفاع بسبب جدية التحديات الستراتجية التي تواجهنا، ولأنّ هناك فرصا سانحة للأميركيين".
وأضاف كارتر مخاطبا أوباما "نحتاج إلى جعل الشعب الأميركي أكثر أمناً وسلماً ونصوغ مستقبلاً زاهراً"، مشدداً على انه سيعنى كثيراً "بإسداء النصيحة والستراتيجية".