وإن كنت قد اتهمت الحكومة السابقة ورئاستها بالغباء في إدارة شؤون الدولة على الصعد كافة، إلا أنى اليوم أعدل اتهامي لأعترف بأنها كانت الأذكى بالعالم، في مجال الفساد المالي.
كنت أظن، وربما يشاركني كثيرون، بأن الفساد بالعراق يحدث في مجال الاستثمار أو الاستيراد كما حدث في صفقة السلاح الروسي. أو كما قالت النائبة حنان الفتلاوي يوما معترفة بفخر أنها مثل غيرها استفادت من الكومشنات والمقاولات وغيرها، كنت أحسب ان "ضرب" الأموال أو "لغفها" يكمن في المقاولات وبناء المشاريع الوهمية على طريقة الفتلاوي. للأمانة قد يحدث مثل هذا، ولو بشكل أخف، في دول أخرى لذا نسمع ببعض الفضائح في هذا البلد أو ذاك. لكن أن يتم نهب الميزانية "التشغيلية" فهذه سابقة لم يسبقنا إليها بلد ولا أظن ان أحدا يستطيع تطبيقها في أي مكان بالعالم إلا اذا كان ذا ذكاء خارق حارق.
الميزانية التشغيلية تعني الرواتب والنثريات وما شابهها. فأي عقل جبار هذا الذي استطاع ان يجد منفذا فضائيا لشفط الرواتب بأسماء وهمية حتى أجلس البلد على "الرنكات" كما يقولون؟
وإن كان النهب قد نخر جسد المؤسسة العسكرية بخمسين ألف فضائي فالله وحده يعلم كم هو عدد الفضائيين في الوزارات غير العسكرية. لا بل حتى في الهيئات المستقلة ورواتب التقاعد و"مكرمات" الشهداء والسجناء السياسيين.
من يريد ان يعيد الحياة الكريمة والهيبة للعراق عليه ألاّ يكتفي بالحديث عما تم نهبه بل يجب استرداد الأموال التي سرقت من جلود السارقين فلسا فلسا بدون أدنى رحمة أو شفقة. عذبوهم لأنهم لا ينتمون للعراق لا روحا ولا جسدا. وإني لأقسم بهذا البلد أنهم لو كانوا ينتمون إليه حقا لما فعلوا به ما فعلوا.
الذكاء الثاقب في لغف الرواتب
[post-views]
نشر في: 14 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 5
ام رشا
شكرا أستاذ هاشم على هذا الطرح الموضوع ليس جديدا بل بدأ منذ سنوات فمثلا في احد الأيام بينما كنت اجلس في سيارة أجرة في 2007 لتقلني من منطقه إلى أخرى في بغداد مررنا بنقطة تفتيش وعندما اجتزناها راح السائق يدردم بعدها قال لي خاله شفتي الضابط اللي كان واقف بال
وسام
نعم ! ليسوا عراقيين، غير عراقيين، لاينتمون للعراق وينفذون اجندات قذرة ان لم تكن خارجية حاقدة فهي انتقامية شخصية انانية ذات نظرة متعالية بسبب نقص داخلي فضيع. أين مفكرينا أين علماءنا أين أطباءها؟ منذ سنوات طويلة وبسبب الطغيان اضطروا للسفر واستفاد من خبراته
مصطفى قاسم
والله العظيم الذي يسرق من هذا البلد ليس فقط انهم لاينتمون لهذا البلد بل هم اولاد حرام لان الذي ياكل الحرام من قوت هذا الشعب المغلوي على امره هو ابن حرام وللاخ الكاتب عظيم الاحترام والتقدير وارجوا من الله ان يحفظ كل عراقي شريف
مغترب
استاذ هاشم انت تعرف و نحن نعرف جيداً ان مرض المال الحرام لم يصب الطبقة السياسية حسب انما اصاب طبقات كاملة من المجتمع العراقي الا ما حفظ ربي (ان خليت قلبت). الفرق الوحيد ان هؤلاء وجدوا فرصة للسرقة فسرقوا. بالله عليك ماذا تسمي من يسكن هنا في السويد و يستلم
عبدالواحد أحمد
استاذ هاشم المحترم ... ربما اكون مخالفا لك في الكثير من الامور .. ولكنني أوافقك على الذكاء الخارق لهؤلاء الذين أفرغوا خزائن البلد مسرقوا ميزانية عام كامل .. بلد دون ميزانية عام .. يا لمسخرة القدر .. الذي أول هؤلاء الى سدة الحكم ... سؤالي .. هل تركوا للشيط