من؟ من المسؤولين منذ أيام السقوط ولحد اليوم ، يدرك او يدري شيئا عن الدمار الشنيع المحدق بالبلد من جميع الجهات ، والمتمثل بالهدر المعلن والخفي والمتمثل : بالأنفس والأموال (الإنسان والموارد )
قلة قليلة من واتته الجرأة ، وفضح المستور ، ولكن صراخه ضاع كما صرخة في واد ، من المسؤولين يدري كم هي الكميات المصدرة من النفط يوميا ؟ وعمن بيده مفاتيح وأقفال الصهاريج والآبار المستباحة ؟
يقولون في الأمثال : الأجوبة عمياء ، الأسئلة وحدها المبصرة.
من لا يملك زمام الأجوبة ، هل يهمل سطوة الأسئلة ؟
من يمتلك مفاتيح الخزائن في بلاد ما بين القهرين ؟ بلاد الجوع والتخمة ، بلاد العطش الفاضح والرواء المفضوح.
في بلاد ما بين القهرين ، من يمنح ومن يمنع ؟ من يستلب بالقناطير ومن يعطى - متفضلا - بالمثاقيل ؟ من يسفح الأخضر والأصفر على الموائد الخضراء والليالي الحمراء ، ومن يستجدي لقمة لسد الرمق ؟
قليلة هي الهمسات بصوت عال ، تتناهى بين الحين والحين ، لهذا المسؤول او ذاك ، او هذا الراعي او تلك . ولكن سرعان ما ينطفئ وهجها ، ويبهت بريقها ، ويخفت منها الصوت تحت إملاءات شتى ، الكل يعرفها ، والكل يخشى فضحها ويتهيب من نتائج افتضاحها .
دعك من النهب والهدر الخفي — الذي أودى بالخزينة للإفلاس — وتعال لتشهد الهدر المعلن والذي تتواتر أخباره عبر وسائل الإعلام وعلى ألسنة البعض من المسؤولين ، الذين ظل في عروقهم رمق من حمية وشجاعة ،
وزير تخطيط أسبق، أوجعه قرع ضميره و وأتته الشجاعة ليعلن على الملأ عبر احدى وسائل الإعلام عن أسرار لم تعد أسرارا :
# عدد حمايات المسؤولين تجاوز المئات ، برواتبهم العالية ومخصصات الخطورة المرصودة لهم ، والسيارات المخصصة لتنقلاتهم ، ونفقات إيفادهم المدفوعة بالدولار.
# امتيازات من كانت له الحظوة بالعمل في الرئاسات الثلاث ( رئاسة الجمهورية ، رئاسة مجلس الوزراء ، مجلس النواب ) : هناك أكثر من (٢٥٠٠) موظف وأجير ومستخدم في مجلس نواب لا يتجاوز عد أعضائه ( ،،،،،، ) نائب . هناك (١٤ ) أربعة عشر الف منتسب ، للحماية !! هذي الحمايات ، تكلف ما لا يقل عن (٥٢٪) أي (١٦٥) مليار دينار ، من آصل ( ٣١٥)مليار دينار ، وهي الميزانية المالية المعلنة لمجلس النواب لعام ٢٠١٤).
# عدد السيارات قيد الاستخدام ، والمخصصة للمسؤولين في المجلس يبلغ ( ٥٥٠) سيارة حديثة ، مكرسة لخدمة الأعضاء ، كلفتها حوالي (٢) مليار دينار سنويا .
# تخصيص ( ٦٠٠ ) دولار ، أكرر ستمائة دولار يوميا للموفد العادي خارج العراق( دعنا من تخصيصات الكبار ) فضلا عن نفقات الإقامة وأجور التنقل ….
# الرواتب التقاعدية لقاء خدمة سنوات اربع ، لا تضاهيها رواتب المسؤولين والنواب في أكثر الدول تقدما وديموقراطية .……..
لا تسل عن راتب موظف متقاعد خدم الدولة أكثر من ربع قرن ، ولئن ألحفت بالسؤال ، فالمبلغ لا يتجار ال ( ٣٤٠ ) الف دينار ، يعني بالعربي الأميركي الفصيح : أقل من ثلاثمائة دولار بالشهر.
أين العدالة في بلد الشرائع والقوانين ؟
همسة في سوق هرج
[post-views]
نشر في: 14 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو سجاد
نحن نعرف كل شيْ ياسيدي ولكن نحن بحاجة الى ثورة ولسنا بحاجة كتابة الكثير من الكتاب تكتب والعصابات تقرا وترمي في سلة المهملات ولربما يضحكوا بملاْ افوناههم