تواصلت العروض والنشاطات المصاحبة للدورة الحادية عشرة للمهرجان ، وشهدت صالات العرض العديد من الأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان .المخرج رشيد مشهراوي يعود مرة أخرى للمشاركة في المهرجان بفيلمه الجديد (رسائل من اليرموك) في المسابقة الرسمية " المهر الطويل "  ، بعد ان شارك في الدورة الماضية للمهرجان بفيلم (فلسطين ستريو).

 

ويسلط الفيلم الضوء على جزء من معاناه عشرات الاف الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك ويوثق يوميات حياتهم في ظل الحصار والجوع والموت والحب والأمل من خلال الشخصيات الرئيسية في الفيلم.

وعن الفيلم يقول المخرج رشيد مشهراوي: "هي رسائل مخيم التُقطت في لحظات بالغة التعقيد، رسائل إنحازت للحياة في مواجهة الموت، لحظات حب في زمن الحرب، وانشغالات اللاجئين بسؤال الوطن والمنفى. هي حكاية في حكاية مازالت تروى من خلال صورثابتة وأخرى متحركة، مرّة محكية، ومرّة مرئية، مليئة بهم وعنهم، مرسومة بالأمل في حياة أفضل. رسائل يكتبها شريط سينمائي بلغة وثائقية تشبه الحياة. 

وفاجأ المخرج الإماراتي وليد الشحّي جمهور المهرجان بفيلمه الروائي الاول (دلافين ) الذي شرع الشحي في إنجازه طوال العام الماضي، بعد يوم واحد من إعلان فوزه بجائزة "آيدبليوسي للمخرجين" خلال الدورة العاشرة من "دبي السينمائي" العام الماضي. واستمتع عشاق السينما بالعرض العالمي الأول لفيلم "دلافين"،الذي حظى أيضاً بدعم من برنامج "إنجاز" التابع للمهرجان قبل إدراجه ضمن القائمة النهائية لمشاريع سيناريوهات الأفلام التي تنافست على جائزة "آيدبليوسي للمخرجين" في 2013. 

وحضر العرض إلى جوار الشحي، كل من مؤلف سيناريو فيلم "دلافين"؛أحمد سالمين، ونجوم العمل؛مرعي الحليان وخالد أمين وريما رحمة وأشجان وإبراهيم المنصوري وأحمد الجرن وجمال إقبال ومحمد سرفراز.

يروي الفيلم قصة من ثلاثة مسارات، تمتد إلى نهاياتها المفتوحة على مدى أربع وعشرين ساعة، في ثلاثة عوالم منفصلة ظاهرياً، لكنها متشابكة في العمق: الأنوثة، والذكورة، والطفولة، وفي نسيج اجتماعي واحد، ومن خلال ثلاث قصص منفصلة.

ويتنافس "دلافين" هذا العام إلى جوار مجموعة من الأفلام من أعمال مخرجين كبار على نيل جائزة المهر للأفلام الطويلة، التي تأسست عام 2006 لدعم وتكريم التميز في صناعة السينما العربية. وسيتم الإعلان عن أسماء الأعمال الفائزة خلال الحفل الختامي للدورة الحادية عشرة من "دبي السينمائي" (10-17 ديسمبر-كانون الاول).

( السلام على دجلة – حرب العراق وعشر سنوات من العيش في بغداد) هو عنوان الفيلم الياباني الوثائقي الطويل ( 108 دقائق ) الذي عرضه المهرجان في مسابقة ليالي عربية. الفيلم يرصد الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب في العراق على حياة سكان بغداد، وهو حصيلة تسجيل توثيقي امتد لأكثر من عشر سنوات، أمضاها المخرج الصحافي تاكيهاروواتاي في توثيق وقائع تلك الحرب، وقد بدأ ذلك قبل أسبوعين من بدء غزو العراق في مارس-آذار 2003. سيعود المخرج في مارس 2013 ليزور من عرفهم من سكان بغداد على مدى كل تلك السنين، ولا يحمل في يده إلا الصور. الفيلم تصوير واخراج تاكيهاروواتايو مونتاج كيوشيتاسوجي وانتاج هاروكوكونيشي.

وكما في كل الدورة فان الأفلام المشاركة في مسابقة (ليال عربية ) تحمل تجارب متعدّدة لمخرجين عرب يعيشون خارج العالم العربي، أو مخرجين من غير العرب، تقارب موضوعات على اتصال بالراهن العربي على مستويات متعدّدة، وعبر رؤى سينمائية معنية بالحياة والواقع العربيين، إضافة للجاليات العربية في المهجر.

وقال المدير الفني لـ"مهرجان دبي السينمائي الدولي" مسعود أمر الله آل علي: " يتيح برنامج "ليالٍ عربية" معاينة مقاربات سينمائية لما يعيشه الإنسان العربي داخل العالم العربي أو خارجه، وتقديم رواية موازية للراهن، لها رؤيتها وعوالمها وقصصها بما يجعل من البرنامج فرصة خاصة لرصد المتغّير في الشخصية العربية، وفقاً للمتغير حولها، من دون أن يفوتنا استدعاء ذلك لطرق وأساليب فنية تتناغم مع كل موضوع تتناوله الأفلام أو أية حكاية ترويها."

وهكذا يقدّم المخرج الإماراتي علي مصطفى، بعد أن عُرِف بفيلمه "دار الحي"، جديده "من ألف إلى باء" راوياً حكاية أصدقاء من الطفولة، تفرق بينهم السنون؛ فيجتمعوا مجدّداً ليمضوا في رحلة تأخذهم براً من أبوظبي إلى بيروت لزيارة ضريح صديقهما الذي انتقل إليها قبل خمسة أعوام، ولقي حتفه فيها أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان في يوليو/تموز 2006.

كما يعرض البرنامج فيلم المخرج الهولندي جان ويليم فان ايويك "الأطلنطي." الذي يحكي عن صياد شاب اسمه "فتاح" تربطه علاقة صداقة براكبي أمواج أوروبيين يقصدون قريته الصغيرة الواقعة على شواطئ المحيط الأطلنطي. لقد اكتسب "فتاح" نمط حياة أصدقائه وأمسى راكب أمواج، مستخدماً أدواتهم التي يخلفونها وراءهم عند رحيلهم. في أحد فصول الصيف، يقع "فتاح" في غرام سائحة هولندية اسمها "الكسندرا"، ورغم يقينه بأنها لن تكون بمتناوله، فإن رحيلها يدمي قلبه، وتمسي قريته سجناً، فيمضي في رحلة ملحمية بمحاذاة شواطئ الأطلنطي على متن لوح ركوب الأمواج وحقيبة صغيرة على كتفيه، ووجهته أوروبا.

وترصد المخرجة اللبنانية نادين نعوس في فيلمها "هوم سويت هوم" رحلة عودتها إلى لبنان بعد أن عَلمت بالمصاعب المالية التي يواجهها والدها، الذي يعمل مدير مدرسة تقدّمية في ضاحية بيروت الجنوبية. يشكّل بيت العائلة في الفيلم مساحة خاصة لأحاديث ونقاشات تسودها الحيوية، ولا تخلو من الفكاهة والطرافة، مسلطةً الضوء على ما شهده لبنان من أحداث تاريخية في الآونة الأخيرة، وكيف ساهمت المتغيرات السياسية في عودة المجتمع إلى الوراء. وبكلمات مخرجة الفيلم: "سمعت بما حلّ بوالدي، فقدت توازني، وقد كنت دائماً ابنة مدير "مدرسة الرابية اللبنانية"، وما تبادر إلى ذهني ألا أكون كذلك، فقرّرت العودة إلى الوطن."