تمكنت الشرطة الأسترالية من تحرير الرهائن الذين كان يحتجزهم مسلح إيراني في مقهى بالعاصمة سيدني، بعد أكثر من 17 ساعة من الاحتجاز.
واقتحمت الشرطة الأسترالية المقهى، حيث سمع دوي إطلاق نار كثيف. وبعدها بلحظات شوهد ستة رهائن على الأقل يعدون فرارا
تمكنت الشرطة الأسترالية من تحرير الرهائن الذين كان يحتجزهم مسلح إيراني في مقهى بالعاصمة سيدني، بعد أكثر من 17 ساعة من الاحتجاز.
واقتحمت الشرطة الأسترالية المقهى، حيث سمع دوي إطلاق نار كثيف. وبعدها بلحظات شوهد ستة رهائن على الأقل يعدون فرارا من موقع الاحتجاز.
وكان مسؤول في الشرطة الأسترالية قد اكد امس الاثنين إن لاجئاً إيرانياً أدين بتهمة الاعتداء الجنسي ومعروف عنه أنه يبعث برسائل كراهية لأسر جنود أستراليين قتلوا في الخارج هو المسلح الذي يحتجز عدداً غير معروف من الرهائن في مقهى بسيدني.
ولا يزال اللاجئ الإيراني ويدعى هارون مؤنس متحصناً بالمقهى بعد 17 ساعة من بدء محنة الاحتجاز.
ونُقل في وقت سابق عن محتجز الرهائن في المقهى الواقع في وسط سيدني، أنه طلب من مفاوضيه، علم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ولقاءً مع رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، في وقت استطاع خمسة من الرهائن الفرار من المقهى.
وكانت لا تزال (يوم امس) قوة كبيرة من الشرطة الأسترالية تطوّق مقهى "لينت" في ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي بمدينة سيدني. ورفع اثنان من الرهائن على إحدى نوافذ المقهى، علماً أسود، كُتب عليه بالأبيض عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" بطريقة مشابهة لعلم تنظيم "القاعدة".
وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني، وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية "نيو ساوث ويلز" مايك بيرد والاحتياطي الفيديرالي الأسترالي، إضافة الى مصرف "وستباك" ومصرف "الكومنولث"، التي أعلنت في رسائل أنها أغلقت لدوافع أمنية.
وكانت الشرطة الأسترالية أعلنت أن مسلحاً واحداً يحتجز عدداً غير محدد من الرهائن داخل المقهى، في حين قال مسؤول في شركة "لينت" للشوكولا، مالكة المقهى، إن حوالي عشرة موظفين موجودون فيه إضافة إلى "30 زبوناً على الأرجح".
غير أن الصحافي في القناة السابعة كريس ريسون الذي سمحت له الشرطة بالبقاء في غرفة الأخبار التي يستطيع منها رؤية داخل المقهى، إن عدد الرهائن 15 وهم خليط من النساء والرجال من دون وجود لأطفال. وكتب على حسابه على "تويتر" "نستطيع رؤية المسلّح يجبر الرهائن على الوقوف ووجوههم إلى النوافذ، أحياناً لساعتين".
ولاحقاً أظهرت لقطات تلفزيونية ثلاثة من الرهائن يركضون خارج المقهى قبل ساعة من هروب موظفتين في المقهى، وذلك بعد حوالي ست ساعات على بدء عملية احتجاز الرهائن فيه.
وكشفت القناة العاشرة في التلفزيون الأسترالي أن اثنين من الرهائن أبلغاها أن محتجزهم طلب لقاءً مع رئيس الوزراء توني أبوت، وقالت في تغريدة إن الرهينتين "أفادا عن وجود أربع عبوات اثنتان في مقهى لينت في ساحة مارتن، واثنتان في وسط الأعمال في سيدني". وأشار مصدر في مجلس الأئمة الوطني الأسترالي في تصريح لصحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد"، إلى أن المحتجز طلب علم "الدولة الإسلامية" مقابل تحرير عدد من الرهائن.
ورفضت كاثرين بيرن، نائب مفوض شرطة "نيو ساوث ويلز" تحديد عدد المحتجزين داخل المقهى لكنها قالت إن عددهم "لا يصل إلى 30". وأكدت أن الشرطة تتفاوض مع محتجز الرهائن، لكنها رفضت التكهن بدوافعه المحتملة.
وقالت بيرن إن المقاربة التي تتبعها الشرطة تقوم على التعامل مع الوضع في شكل سلمي، مقرّة بأن الأمر "قد يستغرق بعض الوقت ولكن هذه مقاربتنا. وسنعمل خلال الليل إذا استمر الوضع على حاله وسنبحث في ترتيبات ليوم غد" (اليوم الاثنين).
ودعا رئيس الوزراء الأسترالي إلى اجتماع للجنة الأمن القومي، التي تضم أعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين القضايا الأمنية لمواجهة الوضع
وقال أبوت: "لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم إذا كان يتصرف لدواع سياسية ولكن بالتأكيد هناك عناصر في هذا الاتجاه". وأضاف أن "هدف العنف السياسي هو إخافة الناس. أستراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي أن يغير ذلك ولهذا السبب أطلب من الأستراليين أن ينصرفوا الى أعمالهم الاعتيادية".
وأعلنت حالة الإنذار القصوى في أستراليا، بعدما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكان عودة مواطنين قادرين على شن هجمات، بعدما قاتلوا في صفوف تنظيمات "مسلحة" متطرفة في العراق وسوريا.
وأصدرت القنصلية الأميركية تحذيراً طارئاً للرعايا الأميركيين في سيدني، وحثتهم على "البقاء في حالة يقظة قصوى واتخاذ الخطوات الملائمة لتعزيز أمنكم الشخصي". وقالت الناطقة باسم القنصلية إن اثنين من الموظفين الأساسيين ظلوا بالقنصلية، ولكن كل الآخرين أعيدوا إلى منازلهم.
ويقاتل أكثر من سبعين أسترالياً في صفوف "المسلحين" في العراق وسوريا. وقتل عشرون على الأقل من هؤلاء مع تصاعد المخاوف من تطرف عدد متزايد من الشبان وإمكان شنهم هجمات لدى عودتهم الى بلادهم. واستنكر مجلس الأئمة الوطني الأسترالي من جانبه الحادث، معلناً في تعليق إنه "يدين هذا العمل الإجرامي في شكل صريح ". وقال بيان مشترك أصدره مع مفتي أستراليا إن "مثل هذه الأعمال مدانة جزئياً وكلياً في الإسلام"، مشيراً إلى انتظارهم مزيداً من المعلومات عن هوية ودوافع مرتكبي هذا العمل.