TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > تقرير إخباري: ملف ايران النووي ورقة في الصراع بين الجمهوريين وأوباما

تقرير إخباري: ملف ايران النووي ورقة في الصراع بين الجمهوريين وأوباما

نشر في: 15 ديسمبر, 2014: 09:01 م

بالنسبة الى كثير من المراقبين الغربيين، كان تمديد المفاوضات النووية مع ايران أمراً لابد منه بناء على الوقائع التي سبقته، ولكن ما بعد هذا التمديد ليس كما قبله، فالمعوقات كثيرة والصعوبات قد تزداد صعوبة ، وبرأي الباحث في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادن

بالنسبة الى كثير من المراقبين الغربيين، كان تمديد المفاوضات النووية مع ايران أمراً لابد منه بناء على الوقائع التي سبقته، ولكن ما بعد هذا التمديد ليس كما قبله، فالمعوقات كثيرة والصعوبات قد تزداد صعوبة ، وبرأي الباحث في "معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى" مايكل سينغ فأنه " بناء على ما تقدم ،فان مقومات النجاح غير متوافرة للدبلوماسية الاميركية مع ايران". وفي تصريحات هي الأولى له عن الملف الإيراني منذ انتهاء المحادثات النووية الأخيرة في فيينا في ٢٤ تشرين الثاني الماضي، خفّض أوباما من التوقعات في شأن اتفاق شامل، وقال: «من غير الواضح إن كانت إيران ستنتهز الفرصة في المحادثات النووية»، مشدداً على أن «عدم التوصل إلى صفقة اتفاق أفضل من إبرام صفقة سيئة». لكنه أضاف «أننا سنواصل المحاولة خلال الأشهر العديدة المقبلة".

وقالت جريدة " نيويورك تايمز" التي اعتبرت تمديد المفاوضات افضل بكثير من الاعلان عن فشلها " ان الاشهر السبعة المقبلة قد تكون محفوفة بالمخاطر، فالمفاوضون يسعون للتوصل الى اتفاق استعصى عليهم خلال العام الماضي اضافة الى انهم سيضطرون الى مواجهة المتشددين في الولايات المتحدة وايران واسرائيل الذين حصلوا في هذه الفترة على مزيد من القوة حتى انهم حاليا لديهم الوقت الكافي للقضاء على اي اتفاق". روسيا الداعم الاساسي لايران كان رد فعلها على التمديد هادئا ومرحبا ،حتى ان وزير الخارجية سيرغي لافروف قال" ان التقدم الذي حصل ونأمل، يضمن في غضون ثلاثة او اربعة اشهر وضع وثيقة تتضمن كل المبادئ الاساسية التي سيكون تنفيذها في وقت لاحق موضوع مشاورات وصيغ تقنية". الملاحظ ان موسكو لم تتوقف طويلا امام اسباب فشل الاطراف في الالتزام بالسقف الزمني المحدد ،فهي اصلا لم تكن ترحب بفكرة تحديد سقف للمفاوضات، واعتبرت دائما ان الاهم هو الاتفاق ومضمونة". ويرى يوري فيدريوف عضو مجلس الدراسات السياسية الروسي " ان اسباب الصعوبات في المفاوضات ليست فنية، وانما هي سياسية".

تفاصيل و ترجيحات
ايران كان لها رأى مختلف في مسار المفاوضات ونتائجها، فهي اكدت انها أسقطت مفهوما غربيا مفاده "ان الايرانيين يتفاوضون مثل تجار سجاد، ويقدمون تنازلات في اللحظات الاخيرة". وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف" اقتربنا كثيرا من تحديد اطار الاتفاق ،لنتمكن من كتابة التفاصيل" ،واكد " ان برنامج طهران الذري " سيستمر بكل تفاصيله حتى بلوغه مرحلة صناعية" وقال "ان الاوضاع وصلت الى مرحلة لا تمكن العودة معها الى ما كانت عليه قبل سنة ونصف" ،راصدا " اختفاء المناخ العدائي لبلاده، بسبب ادراك الغرب ان التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة يمكن ان تؤدي الى اتفاق"، فيما قال الرئيس حسن روحاني " ان العالم بات يعترف بان ايران دولة نووية" ،فهو وافق على مواصلتها تخصيب اليورانيوم على اراضيها ،ومواصلتها العمل في مفاعل آراك للماء الثقيل ومنشآة فوردو المحصنة للتخصيب".
وتعتقد القيادة الايرانية ان المتغيرات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وتزايد نفوذ الجماعات السنية العنفية المسلحة مع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث مساحة العراق، وتراجع نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة يجعلها بحاجة الى ايران وابرام اتفاق معها لكي تستطيع ان تتعامل مع المشكلات المستعصية التي تعم المنطقة وفي الحرب على الدولة الاسلامية ،على خلفية علاقاتها المتوترة مع روسيا حول اوكرانيا ،ومع بكين حول بحر الصين الجنوبي، وفقا لعميد "كلية الدراسات الدولية في جامعة طهران" محمد مرندي الذي اكد " ان قاعدة التوازن بين ايران والولايات المتحدة قد تغيرت، فايران لم تعد الآن دولة منزوية او معزولة".
ربما تكون ايران برأي مراقبين اكبر مستفيد من استمرار المفاوضات وتمديدها ،فبينما لا تفضي هذه المفاوضات الى تجميد الانشطة النووية بمقدار ما تهدأ وتيرة تطورها، فهي تحيد الخيار العسكري الذي طالما لوحت به واشنطن وتل ابيب لتقويض قدرات ايران النووية ،هذا في وقت تقلص فيه من حدة العقوبات الفردية و الدولية المفروضة تدريجيا" فلقد اعلن الاتحاد الاوروبي تمديد تجميد العقوبات و التدابير التي نصت عليها خطة العمل المشتركة واقرتها السداسية وايران في اتفاق جنيف المرحلي الى 30 حزيران العام 2015 ،وهي العقوبات التي تشمل حظر تمويل الصفقات مع طهران ،حظر الاستثمار في صناعاتها النفطية ،حظر تأمين ناقلاتها النفطية وحظر التجارة معها في مجال الاحجار والمعادن الثمينة ،كما اتفق على الافراج عن 700 مليون دولار شهريا من ارصدة ايران المجمدة في الخارج مع فوائدها ما يتيح لها خلال الشهور السبعة المقبلة استرداد نحو 5 مليارات دولار".
واختلفت التفسيرات حول اسباب فشل الجولة الاخيرة في فيينا بين اعتبار السفير الفرنسي في واشنطن جيراد آرود على حسابه في ( تويتر) بأن" الخط المتشدد في طهران هو من افشلها"، وقوله " بالنسبة لايران فأن التوصل الى اتفاقية يشكل خسارة لاخر علامة ايديولوجية للثورة ويمس بأمن النظام " ،وبين من حمل اسرائيل وتلويحها بالخيار العسكري عشية انفراط المحادثات، مسؤولية الفشل بحشرها الجانب الاميركي ومنعه من تقديم تنازلات اكبر.وبغض النظر عن الجهة التي تقف وراء الفشل ،يرى الخبير في معهد " مركز اميركا للتقدم" كين صوفر " ان هذه النتيجة ترسخ الواقع القائم وتصعب فرص الوصول الى اتفاق شامل لاحقا" ،فالروزنامة السياسية تحاصر البيت الابيض و الرئيس اوباما بنفس الاسلوب الذي يحاصر متشددو ايران الرئيس روحاني وظريف وقدرتهما على تقديم تنازلات في فيينا. الرئيس اوباما وبعد خسارته الكونغرس سيكون امام واقع مختلف تماما وغير مسبوق بعد 20 يناير المقبل يوم تولي الكونغرس السلطة اذ سيحد قدرته في المفاوضات النووية، والبداية كانت بتلويح الجمهوريين بفرض عقوبات جديدة سريعا على ايران وهو ما لم يحدث بسبب الديمقراطيين خلال السنوات الخمس الاخيرة. والجمهوريون لديهم 60 صوتا لتمرير هذه العقوبات،ما يضع اوباما امام خيار الفيتو وما سيلحقه من ثمن سياسي وردة فعل وخيمة في تشريعات اخرى عالقة مثل الهجرة والاصلاح الضريبي. وبذلك قد تتحول ايران الى ورقة بين البيت الابيض و الجمهوريين.
وفي تطور جديد من المتوقع أن تبدأ الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة 5+1 على مستوى مساعدي وزراء الخارجية يوم غد الاربعاء في جنيف، ومن المتوقع عقد اجتماع بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف على هامش الجولة الجديدة.
وتوجه الفريق الإيراني المفاوض في الشأن النووي برئاسة عباس عراقجي، الى جنيف، امس الاثنين، لإجراء محادثات ثنائية مع الوفد الاميركي، وسائر أعضاء 5+1 المشاركة في المفاوضات.
وحسب وكالة (فارس) الإيرانية، فإن الفريق الإيراني المفاوض في الشأن النووي، يضم عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية في الشؤون القانونية والدولية، مجيد تخت روانجي مساعد وزير الخارجية في شؤون اوروبا واميركا، حميد بعيدي نجاد المدير العام للادارة السياسية والدولية بوزارة الخارجية، داود محمد نيا مستشار وزير الخارجية، محمد اميري المدير العام لشؤون المعاهدات بمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وبجمان رحيميان المدير العام لمكتب رئيس منظمة الطاقة الذرية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

المالية النيابية: كلفة استخراج النفط من كردستان تصل 22 دولاراً

في رد رسمي.. محافظ بغداد يرفض قرار الإحالة إلى التقاعد

الدرجات الخاصة المصوت عليهم في البرلمان اليوم

نص قانون التعديل الأول للموازنة الذي أقره مجلس النواب

بالصور| أسواق الشورجة تستعد لإحياء "ليلة زكريا"

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

تقرير أمريكي: ترامب يشترط بقاء التعاون الأمني مع العراق بحل الفصائل

متابعة/ المدى أفادت تقارير صحفية أمريكية، بأن العراق قد يتعرض إلى خسارة التعاون الأمن مع إدارة ترامب، في حال فشلت بغداد في حل فصائل المقاومة.تقرير “فوكس نيوز”، الأمريكية أشار وفق خبراء في شؤون الشرق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram