أظن أن أشدّنا تشاؤما لم يخطر بباله، قبل عشر سنوات على الأقل، أن يصبح للإرهاب دولة وتفعل بالعراق ما فعلت. من يعترض، ليته يدلني على قول أو مقالة أو تحذير، حتى وان كان فلكيا، من أن نساءنا ستسبى وأولادنا ستذبح بالجملة وثلث أرضنا أو أكثر سيحتلها ملتحون سود القلوب قجم الخشوم. وان كان ما حل بالعراق على يد الإرهابيين هو الأتعس مقارنة بدول المنطقة، لكنها قليلة تلك الدول العربية التي سلمت إلى اليوم من شرهم.
ما من جلسة صادفتني مع أصدقاء إلا وكان الحديث عن داعش هو الأول. سؤال بعد سؤال: كيف ومن أين أتى هؤلاء؟ ثم لماذا لم تخلصنا أمريكا منهم؟ هنا يكاد ان يتفق الجميع على ان أمريكا هي الأب الروحي للدعايشة وليس أبو بكر البغدادي أو حتى بن لادن! والخلاصة هي ان أمريكا لو أرادت القضاء على "الدولة الإسلامية" فستستطيع فعل ذلك خلال ساعة أو ساعتين على الأكثر. تتورط لو سألتهم: شلون؟ فجوابهم: يمعود هاي هم ينرادلها روحه للقاضي؟ في آخر جلسة قلت لهم لا والله اني أرى بانها بحاجة إلى روحة للقاضي ولكن ليس لمدحت المحمود قطعا. ولا أدري ان كان الراد علي جادا أم ساخرا حين سألني: وماذا ستقول للقاضي؟
صمتُّ لحظة من وقع المفاجأة ثم أجبته: سأسأله سؤالا واحدا ومحددا: لماذا عاث الإرهاب فسادا وقتلا وإجراما في الجمهوريات العربية ولم يستطع فعل ذلك في دول الممالك والإمارات؟ اعطني جمهورية عربية واحدة بدءا من العراق مرورا بسوريا ثم لبنان واليمن واعبر إلى مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر ثم أجبني. اعترف بأدب انه لا يعرف السبب. فاعترفت له إنني أيضا مثله لا يحضرني سبب. والحل؟ ان نذهب للقاضي رحيم العكيلي فلعل الظلم الذي وقع عليه من قبل من فتح الباب للدعايشة على مصراعيه قد علّمه السبب.