يبدو أن الجدل حول معن هارون مؤنس، المعروف بـ"الشيخ هارون" والذي اتضحت مسؤوليته عن احتجاز الرهائن في مقهى بسيدني الاسترالية، لن يُحسم قريبا، وخاصة حول الخلفية الفكرية والدينية التي انطلق منها، فهل كان بالفعل رجل دين يعتنق المذهب الشيعي أم أنه كان مدعي
يبدو أن الجدل حول معن هارون مؤنس، المعروف بـ"الشيخ هارون" والذي اتضحت مسؤوليته عن احتجاز الرهائن في مقهى بسيدني الاسترالية، لن يُحسم قريبا، وخاصة حول الخلفية الفكرية والدينية التي انطلق منها، فهل كان بالفعل رجل دين يعتنق المذهب الشيعي أم أنه كان مدعيا كما يراه البعض؟ وهل تحوّل إلى المذهب السني لاحقا؟
وبحسب المعلومات التي توافرت لـCNN بناء على تحليل المواد التي كان ينشرها على حساباته الإلكترونية، فإن هارون تحول مؤخرا من المذهب الشيعي إلى المذهب السني، متبنيّا أفكارا متشددة ضمن ذلك المذهب، إذ كان يظهر في السابق وهو يلبس العمامة الخاصة برجال الدين الشيعة.
وبرز على مواقع التواصل الاجتماعي إشادة عدد كبير من المؤيدين لداعش بما قام به هارون، مطلقين عليه لقب "أسد الدولة الإسلامية" بسبب العملية التي نفذها.
صحيفة "غارديان" البريطانية من جانبها لفتت إلى أن الموقع الرسمي لهارون على الإنترنت، والذي جرى إغلاقه الاثنين، يحمل ما يشير إلى التحول المذهبي الذي جرى له، وصولا إلى إعلانه الولاء لتنظيم داعش.
وبحسب الصحفية، فإن المسؤولين الدينيين الشيعة في سيدني كانوا يتذمرون من نشاط هارون قبل تحوله المذهبي، وسبق لهم الطلب من السلطات في المدينة التحقيق في حقيقة ما يزعمه عن "رجل دين"، أما المجتمع السني في سيدني – وفقا للغارديان – فقد تجاهل هارون حتى بعد تحوله المذهبي وقيامه عبر موقعه الإلكتروني بوصف الشيعة بـ"الرافضة.
من جانب اخر قالت طهران إنها سبق أن أخطرت السلطات الاسترالية حول وضع اللاجئ الإيراني، المعروف باسم "الشيخ هارون" والذي اتضح أنه المسؤول عن حادث اختطاف الرهائن في سيدني، معتبرة أن المعلومات المنشورة حول القضية "غير دقيقة".
ونددت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، بحادث احتجاز الرهائن في استراليا، وقالت إن اللجوء إلى ما وصفتها بـ"الأساليب المعادية للإنسانية وبث الرعب والهلع باسم الإسلام" هو "أمر مرفوض مهما كانت الظروف."
وأعربت أفخم عن "استغرابها لبث أخبار غير دقيقة وناقصة حول هذا اللاجئ الإيراني" مضيفة أن ماضيه ووضعه النفسي "حيث لجأ إلى استراليا قبل أكثر من عقدين، قد تم طرحه مع المسؤولين الاستراليين، وقد كان وضعه واضحا للمسؤولين المعنيين هناك تماما."
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية شبه الرسمية أن هارون خرج من إيران عام 1996، وحصل على اللجوء السياسي في استراليا، وقد اتهم بقتل زوجته السابقة، كما انه كان متهما عام 2002 بـ50 حالة اعتداء جنسي، الا أن استراليا لم تتراجع عن منحه اللجوء السياسي، بل وتمكن من الحصول على الجنسية الاسترالية.
وذكرت الوكالة أنه ليس هناك "معلومات دقيقة" حول دوافع هارون، الذي يطلق على نفسه اسم "معن هارون مونس" للقيام بعملية احتجاز الرهائن، إلا أنها ذكرت بأنه قد سبق له الأسبوع الماضي أن أعلن عبر موقعه الإلكتروني عن بيعته غيابيا لأبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا بـ"داعش."