أكد الأمين العام لوزارة البيشمركة، الفريق جبار ياور، يوم أمس الثلاثاء، أن تحرك القوات الكردية ضد (داعش) تم بالتنسيق مع بغداد وأن نشاطها يشمل خمس محافظات فضلاً عن المناطق المتنازع عليها، مبيناً أنها تحولت من الدفاع إلى الهجوم، وفي حين عدّ أن المبلغ ال
أكد الأمين العام لوزارة البيشمركة، الفريق جبار ياور، يوم أمس الثلاثاء، أن تحرك القوات الكردية ضد (داعش) تم بالتنسيق مع بغداد وأن نشاطها يشمل خمس محافظات فضلاً عن المناطق المتنازع عليها، مبيناً أنها تحولت من الدفاع إلى الهجوم، وفي حين عدّ أن المبلغ الذي ستخصصه الحكومة الاتحادية للبيشمركة ضمن موازنة 2015 "لا يكفي" لتغطية رواتب منتسبيها، عدّ أن مشروع قانون الحرس الوطني "لا ينطبق على الإقليم"، ورأى أن تحرير الموصل "لا بد" أن يتم بالتعاون مع أهالي نينوى.
وقال ياور في لقاء خاص مع برنامج "سجال" الذي سيبث من على شاشة قناة (المدى) الفضائية يوم غد الخميس، إن "قوات البيشمركة اضطرت للتحرك ضد داعش عندما انهارت قوات الجيش العراقي، لملء الفراغ الأمني الذي خلفته"، مشيراً إلى أن "تحرك البيشمركة تم بحسب اتفاق مع الحكومة الاتحادية للتنسيق المشترك في خمس محافظات عراقية، فضلاً عن المناطق المتنازع عليها، ولم يكن لديها أي تنسيق داخل الموصل".
وأضاف الأمين العام لوزارة البيشمركة، أن "تنظيم داعش في انحسار وتراجع مستمرين بالمحافظات الشمالية"، مبيناً أن "قوات البيشمركة تحولت من الدفاع إلى الهجوم وتمكنت من تحرير مناطق عديدة، منها ناحية زمار و15 قرية في أطرافها، ومناطق قريبة من مخمور وناحيتي السعدية وجلولاء، و50 قرية في جبال حمرين". وأوضح المسؤول الكردي، أن هنالك "غرفتين للعمليات المشتركة في إقليم كردستان، أولها مع وزارة الدفاع الاتحادية، والثانية مع قوات التحالف الدولي، برغم أن التنسيق مع التحالف الدولي يتم عبر بغداد، وكذلك الحال مع المساعدات العسكرية".
وذكر ياور، أن "عدد عناصر تنظيم داعش يتراوح بين عشرين إلى أربعين ألفاً في العراق، ما يشكل قوة لا يستهان بها لديها أسلحة خفيفة وثقيلة وتسيطر على مناطق واسعة، تبدأ من منطقة الرقة السورية وتنهي بمناطق الرمادي بالقرب من الحدود الأردنية".
وبشأن الاتفاق الأخير مع بغداد بخصوص رواتب قوات البيشمركة، قال الأمين العام لوزارة البيشمركة، أن "مبلغ الترليون و200 مليار دينار، التي تم الاتفاق عليها سترسل خلال عام 2015 المقبل، كونها جزءاً من النفقات السيادية ضمن الموازنة الاتحادية"، مستدركاً "لكن ذلك المبلغ لا يكفي حتى لرواتب قوات البيشمركة".
وذكر ياور، أن "التنسيق بين وزارتي البيشمركة والدفاع الاتحادية قائم على أعلى المستويات بعد تغيير الحكومة"، عازياً القطيعة التي كانت بين الطرفين في السنوات السابقة، إلى "مواقف سياسية وليست عسكرية، لاسيما أن ذلك التنسيق بدأ في عام 2011، بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق".
وأكد الأمين العام لوزارة البيشمركة، أن "رئيس الحكومة الاتحادية القائد العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، قادر على تحريك قوات البيشمركة بالتنسيق مع رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني".
وفي محور آخر من حديثه، رأى الأمين العام لوزارة البيشمركة، جبار ياور، أن "مشروع قانون الحرس الوطني لا ينطبق على الإقليم"، عاداً أنه "مهم جداً للمحافظات السُنية". وتابع ياور، أن "برلمان كردستان سيناقش قانون الحرس الوطني ويقرر كيفية التعامل معه، بعد أن يقره البرلمان الاتحادي، كونه صاحب الكلمة الفصل بالموضوع". وبشأن مشاركة قوات البيشمركة في تحرير الموصل، قال الأمين العام لوزارة البيشمركة، إن "قوات البيشمركة بدأت عملياً بتحرير الموصل كونها تقاتل حالياً في أطرافها، مثل سد الموصل وزمار وربيعة"، عاداً أن "الإقليم لا يمانع من الاشتراك في تحرير الموصل لكن ذلك ينبغي أن يتم بالتعاون مع قوات من عشائر نينوى وشرطتها".
ونفى ياور، وجود "خلاف بين البيشمركة وقوات الحشد الشعبي"، مستدركاً أن "البعض من أفراد تلك القوات لا يلتزمون بالقانون ما سبب بعض المشاكل معهم".
كما نفى الأمين العام لوزارة البيشمركة أيضاً، وجود "أية قوات أجنبية داخل إقليم كردستان"، مؤكداً أن "المتواجدين هم فقط مستشارون، بموافقة بغداد وعددهم لا يتجاوز المئة". وأكد ياور، أن "العلاقة بين إقليم كردستان وتركيا جيدة سواءً على الصعيد السياسي أم الأمني أم الاقتصادي، برغم الخلافات بين أنقرة وبعض دول التحالف الدولي الذي يحارب داعش".
يذكر أن رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أكد في مقابلة مع فضائية العربية، بثت في وقت سابق من يوم أمس ، أن قوات البيشمركة على استعداد للمشاركة في تحرير الموصل، مشدداً على أنها "لن تخوض" تلك المعركة بمفردها، لأن ذلك يعني "حرباً عربية كردية لن يقبل بها إقليم كردستان".
وعدّ بارزاني، أنه " لولا جهود قوات البيشمركة لسقطت كركوك بيد داعش"، متهماً رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، بالتسبب في "انهيار الجيش العراقي خلال ساعات، بعد سنوات طويلة من دعم المجتمع الدولي لتسليحه وتدريبه".
يذكر أن (داعش) استولى على الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران الماضي)، ومد نشاطه "الإرهابي" بعدها إلى مناطق تشكل قرابة ربع مساحة العراق.