يعد فرانس يوزف هايدن (1732 – 1809) أحد أهم المؤلفين الموسيقيين على مر العصور، إذ ارتبط شكلا السيمفونية والسوناتا باسمه ارتباطاً وثيقاً. فقد ألف 104 سيمفونيات رائعة، وأكثر من 50 سوناتا للبيانو. لكن هذا المؤلف الكبير ألف كذلك عدداً كبيراً من الأغ
يعد فرانس يوزف هايدن (1732 – 1809) أحد أهم المؤلفين الموسيقيين على مر العصور، إذ ارتبط شكلا السيمفونية والسوناتا باسمه ارتباطاً وثيقاً. فقد ألف 104 سيمفونيات رائعة، وأكثر من 50 سوناتا للبيانو. لكن هذا المؤلف الكبير ألف كذلك عدداً كبيراً من الأغاني، ودون الأغاني الشعبية الألمانية/النمساوية والإنكليزية والأيرلندية، وعلى الخصوص الاسكتلندية. وقد أعاد هايدن توزيعها لصوت أو صوتين مع البيانو أو ثلاثي وتري أو لبيانو وتشلو وكمان أو مجموعات أخرى صغيرة من الأدوات الموسيقية، أي أنها ضمن ما يعرف بتراث موسيقى الحجرة الذي يؤديه عدد قليل من العازفين في بيوت الأثرياء والنبلاء.
قام ثلاثي البيانو النمساوي ثلاثي هايدن آيزنشتات بالتعاون مع المغنيين الاسكتلنديين لورنا أندرسون و جيمي مكدوغال بتسجيل كل الأغاني الاسكتلندية التي عمل عليها هايدن، وصدرت بستة أجزاء (تتألف من 18 أسطوانة مدمجة) في كانون الأول 2009 بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لوفاة هايدن.
من المعروف أن شعبية الأغاني الاسكتلندية كانت قد ازدادت خلال القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر، وبدأ تجميع الأغاني الشعبية الاسكتلندية حوالي سنة 1700 كما ذكرت في كتابتي عن أوسوالد ومكغيبون قبل نحو شهرين. نشرت أغاني هايدن التي زاد عددها على أربع مئة أغنية عند ثلاث دور نشر في إسكتلندا بين 1791 و 1805. ونلمس في هذه الأعمال تأثير أعمال هايدن الغنائية المتأخرة مثل اوراتوريو الفصول واوراتوريو الخليقة. لكن سبب عدم انتشار هذه الجواهر الموسيقية هو عدم توفرها في طبعات حديثة، ولم تنشر مدوناتها الموسيقية إلا في فترة متأخرة (أنجزت ضمن مشروع معهد هايدن في كولونيا وصدرت طبعة الأعمال الكاملة في سنة 2009 اليوبيلية).