TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قرار صائب لرئيس الحكومة

قرار صائب لرئيس الحكومة

نشر في: 19 ديسمبر, 2014: 09:01 م

يعكس القرار الذي اتخذه رئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي بسحب الدعاوى المتعلقة بقضايا النشر والاعلام المرفوعة الى القضاء من جانب رئاسة الحكومة السابقة، ثقة بالنفس من جانب السيد العبادي تحتاجها دولتنا في ظروفها الحرجة الراهنة، مثلما تعكس إيماناً بحرية التعبير التي كفلها الدستور، وتفهماً للدور السياسي والاجتماعي الوطني الذي يتعين ان تنهض به المؤسسات الاعلامية الوطنية في البلاد.
عانى الاعلام الوطني الكثير من اجراءات التضييق في عهد الحكومة السابقة، وجاء ذلك في سياق سياسة أظهرت تبرماً حيال تمتع المواطنين ومؤسسات الرأي بالحق في التعبير الحر. وشهدت تلك الاجراءات تفاقماً منذ انطلاق المظاهرات الشعبية في 25 شباط 2011 وبعده للمطالبة باصلاح العملية السياسية ونبذ نظام المحاصصة الطائفية والقومية ومكافحة الفساد الاداري والمالي والفقر والبطالة وتوفير الخدمات الأساسية للناس.
نهج التضييق بلغ ذروته في إغلاق عدد من المؤسسات الإعلامية واقتحام مقراتها وإساءة معاملة الصحفيين والاعلاميين، ثم في رفع قضايا كيدية ضد عدد من الإعلاميين ممن مارسوا حقهم في توجيه النقد الى السياسات الخاطئة المنتهجة التي أدت بنا الى الوضع الراهن حيث يحتل تنظيم داعش الارهابي مساحات واسعة من البلاد ومدنا مهمة فيها، مع كل ما رافق ذلك من ويلات انسانية حيث قتل المئات وجرى استعباد الالاف فيما نزح نحو مليوني مواطن من مناطقهم ليبقوا دونما مأوى ومصدر للعيش.
كانت "المدى" بين العديد من المؤسسات الإعلامية الوطنية التي لحقها الحيف، فقد اتخذت الحكومة السابقة إجراءات تعسفية في حق توزيع صحيفة "المدى"، وفي حق اطلاق فضائية "المدى" في الموعد المقرر لذلك، وفي حق عدد من الزملاء المسؤولين والمحررين فيها الذين رفعت ضدهم دعاوى استناداً الى قوانين موروثة من عهد صدام حسين الدكتاتوري.
قرار السيد العبادي خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح، نأمل ان تستكملها الحكومة ومجلس النواب بالسعي لاصدار تشريعات بديلة لقوانين وقرارات صدام، تضمن حرية التعبير بكل الأشكال والوسائل وحرية تدفق المعلومات، بما ينسجم مع مبادئ وأحكام دستورنا الدائم والمواثيق الدولية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

بغداد تصغي للكريسمس… الفن مساحة مشتركة للفرح

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram