TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وعليكم السلام سيادة الرئيس

وعليكم السلام سيادة الرئيس

نشر في: 20 ديسمبر, 2014: 09:01 م

عندما تساءلت في عمود الخميس الفائت عما إذا كان رئيس الوزراء يقرأ ما نكتب أو لا، وضعت في بالي انه قد لا يرى العمود أصلا بفعل انشغاله بالمصائب والكوارث التي ورثها من سلفه. كنت سألتمس له عذرا إن لم يجبني لأن الذي فيه مكفيه، كما يقول العراقيون.
في أحسن توقعاتي كنت أحسب ان أسمع جوابا منه بعد ان يخف وقع المصائب وتبدأ الدولة بالتعافي من الشلل الذي أوقعها به غياب العقل والضمير في العقد المنصرم. الرجل ابتلى بتركة مريرة والمبتلى معذور على كل حال.
لكني، في أشد حالاتي تفاؤلا، لم اكن أتوقع ان يأتيني الرد على سؤالي خلال ساعات وليس أياماً. ففي يوم الخميس ذاته الذي نشر به العمود، اتصل بي المدير الإعلامي لمكتب رئيس الوزراء الزميل قاسم محمد جبار لينقل لي سلام الدكتور حيدر العبادي مع رسالة خاصة منه تقول انه يتابع ويقرأ ما أكتب. أفرحتني الرسالة، لا لأنها تخصني، بل لما تحمله من معان أعمق وأبعد. نحن لسنا في زمن الانتخابات لنقول بأن الرجل يحوش نار الدعاية لقرص فوزه فيها كما يفعل الكثير من السياسيين. تذكروا كم هو عدد حمائمهم التي كانت تتودد للصحفيين في أيام الدعايات الانتخابية ثم تدير لهم ظهورها حالما تفوز. ثم أني اجد فيها مؤشرا على تغيير مهم في موقف الحكومة من الصحافة والصحفيين. لم نعهد تقاليد سابقة من هذا النوع من الاستجابة عند حكامنا السابقين. فنحن معاشر الكتاب والإعلاميين، عوملنا خلال السنوات الثماني الفائتة كما الأعداء لأننا دأبنا على وضع اليد على ""دنبلة الخضراء" المقيتة. لم يكتف "السابق" بإعطائنا أذناً طرشاء فقط، بل صار يطارد بعضنا بأوامر إلقاء قبض سبقتها "قواته الأمنية" بجلد شبابنا أمام أعين الناس في بادرة لم يسبقه إليها حتى صدام حسين.
من يجيب الصحفي يعني انه يستمع لهموم الناس ويهتم بها. ولا يفعل ذلك إلا من كان متحضراً وصاحب ضمير.
شكراً سيادة الرئيس لأنك تحترم الناس وتهتم بأسئلتهم رغم الظرف الذي يمر به البلد. جميل أن نسمع منك أنك تقرأ ما نكتب. والأجمل أن تجيب عن أسئلتنا بهذه السرعة. إننا سعداء حقاً بأن نسمع منك شخصياً أنك تقرأ "المدى" وما نكتبه فيها سواء كان لك أو عليك.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ام رشا

    حقيقة شئ مفرح يعني انه يقرأ المقالات والتعليقات وبمعنى انه على علم بآراء الناس ولعل ذلك يرشده إلى ما هو في صالح العراق والعراقيين.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram