اتحزرون اي حزن يبعث السفر؟!
ما لون الفجيعة ؟ ما طعمها في بلد حلمنا به قمة بين القمم ، وشهدناه منزلقا نحو الحضيض ؟
يوم كانت طائرات الخطوط الجوية العراقية — في الستينات والسبعينات — تضاهي اعرق الخطوط الجوية العالمية رسوخا وخبرة ... يوم لم تكن الخطوط الجوية الخليجية قد ترعرعت بعد …راحة ورفاهية خدمة ودقة مواعيد...
يومذاك ، كان اختيار السفر على متن الخطوط الجوية العراقية مثار زهو ومتعة وحسن اختيار، لما تتمتع به من سمعة حسنة : كفاءة القيادة والطاقم المدرب ، ودقة مواعيد . وأمان وخدمة ورفاهية مقاعد و…. وجبات شهية .
الاستهانة بالركاب عيب ومنقصة وقصر نظر ، هذا ما يلمسه المسافر . الذي يفجعه عدد الركاب الثلاثين على متن طائرة تستوعب تسعين مسافرا او أكثر .
أضرب صفحا عن الخسائر المادية المنظورة وغير المنظورة التي تتكبدها المنشأة بشح الركاب ، وامنح البعض العذر بتجنب السفر على متن الخطوط العراقية .
لا يمكن تجاهل أمر وجبات الطعام — التي تعتبر بعض متع الرحلة — حيث ترمى لهم الوجبة في قصعة بلاستيكية ، تضم صمونة باردة محشوة بشيء مبهم لا هو باللحم ولا هو بدجاج او خضار ، وجبة لو رميت لقطة جائعة لعافت الاقتراب منها .
على متن الخطوط العالمية التي تجاهد بالحفاظ على سمعة بلدانها . تسالك المضيفة بكل لطف: هل آنت نباتي ؟ هل تفضل أساس الوجبة لحما او دجاجا اوسمكا ؟ ماذا تفضل شرابا ؟
ما من شيء كهذا الترف على متن العراقية……
دأبت بعض الخطوط العريقة على عادة تقديم هدايا عينية بسيطة : قلم عليه وشم الخطوط ، حلقة مفاتيح مزينة بمعلم بارز من معالم البلد ، مفكرة للسنة الجديدة ، وشاح عليه شارة او علم البلد . إلخ إلخ…. ما من شئ كهذا تتأمله على العراقية .
قد يتناسى المسافر على متن العراقية كل ذاك ( العطب الفاضح) في وجبات الطعام . قد يتناسى الوسائد المتسخة، والشاشات التلفزيونية شبه المعطلة والشحيحة البرامج، و…و.. ولا يتذكر من الرحلة المتعبة إلا براعة القائد ( الكابتن ) والطاقم عند الإقلاع والهبوط ، فقد حلق بالطائرة كنسر متمكن ، ملك جناحيه الفضاء ، وحط على أرض صلبة كما تحط فراشة على صحن زبدة .
وجبة الخطوط العراقية.. علف
[post-views]
نشر في: 21 ديسمبر, 2014: 09:01 م