أيام قليلة تفصل شعوب العالم عن الدخول الى العام الجديد ، وفيما تتواصل الاستعدادات في عواصم أجنبية للاحتفاء بالحدث بإقامة مهرجانات في الساحات العامة وسط أجواء من الفرح والبهجة، تعيش المنطقة العربية وخاصة في "العراق المنكوب" محنة داعش ، وتشهد نشاطا واسعا لملك الموت عزرائيل بحصد المزيد من الأرواح.
العراقي يتعرض ومنذ الغزو الأميركي الى مظاهر تهديد امنه الشخصي بشكل شبه يومي ، سواء عن طريق عبوة ناسفة او سيارة مفخخة ، او تصيبه رصاصة طائشة ، بموافقة عزرائيل لتساعده في قبض روح احدهم من دون عناء، و"ملك الموت" فضل المكوث في الأرض العراقية ، لتصفية حساباته ، وتدقيق سجلاته ، بمساعدة متبرعين ، من مختلف الأصناف والأشكال بعضهم حسم أمره بالانضمام الى جماعات مسلحة إرهابية ، ، واخر شغل منصبا حكوميا ، وأجاد مهنة إشعال الحرائق وإثارة الأزمات ، والصنف الثالث من "مساعدي عزرائيل" أصحاب التصريحات النارية من أعضاء مجلس النواب ، وهؤلاء في بعض الأحيان من خلال احاديثهم عبر شاشات الفضائيات الحزبية ، تكون تصريحاتهم أشبه بعبوات ناسفة او انفجار سيارة ملغمة تخلف خسائر بشرية ومادية ، بحسب تعبير من اكتوى هذه الأيام بلهجة التصعيد وتبادل الشتائم من العيار الثقيل لم يقدر أصحابها حجم تأثيرها وأضرارها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية طويلة الأمد .
مساعدو عزرائيل يستمدون قوتهم من نفوذ أحزابهم ودعم دول الجوار وجهات خارجية ومزاعمهم امتلاك الأغلبية وهنا تجدر الإشارة الى ان المقصود بالجهات الخارجية ما يقع خارج المنطقة الخضراء ، لإبعاد التصورات والأوهام بوجود دولة مجاورة للعراق تدعم مساعدي عزرائيل في أداء مهمته المعروفة.
يقال ان اقل من 20 نائبا من البرلمانيين الحاليين ، حصلوا على أصوات مقاعدهم بأصوات ناخبيهم ، أما الآخرون فوصلوا الى مجلس النواب بأصوات رؤساء قوائمهم ، او عن طريق المقاعد التعويضية ، وبابتكار هذا النظام الانتخابي الفريد من نوعه و المدعوم من الكتل الكبيرة المتنفذة في الدورة التشريعية السابقة اصبح المرشح بأصوات عشرة من أفراد من حمايته رئيس لجنة برلمانية ، ومن مساوئ هذا النظام انه رهن إرادة النواب برؤساء الكتل وقادتهم السياسيين ، ومنحهم حق الوقوف في المؤتمرات الصحفية أمام كاميرات الفضائيات ، أثناء قراءة البيانات ، ووجوههم تحمل ملامح جامدة خالية عن اي تعبير ، ولكن حينما تصدر الإشارة لهم بالتصريح بهذا الموضوع او غيره ، يشعلون الشارع بتصريحات نارية وتحذيرات من إقامة تحالف بعثي سنّي أميركي جديد يهدف الى الإطاحة بحكم الشيعة ، وإقامة مقابر جماعية جديدة . ولطالما سمع العراقيون من النائب صاحب المقعد التعويضي والمعروف بانه ماركة مسجلة باسم زعيم ائتلافه عبارات من قبيل سنضرب بيد من حديد ، كل أعداء العملية السياسية، وسنلقن دول الاستكبار درسا لن تنساه ، وهنا ينفجر "التصريح الناسف" ، وتنقل الفضائيات حديث الماركة المسجلة ، وتتجاهل الإشارة الى من كان وراء عام النكبة وإعلان دولة الخلافة ، وأعطى لـ "عزرائيل" جواز سفر دبلوماسيا ومساعدين من ذوي الماركة المسجلة .
عام النكبة
[post-views]
نشر في: 22 ديسمبر, 2014: 09:01 م