المسؤولون العراقيون من صغيرهم الى كبيرهم ، وخصوصا من ارتدى منهم البدلات العسكرية بمختلف أنواعها المرقط والخاكي والزيتوني ،ووضع علم العراق فوق الجيب الأيسر قريبا من القلب ، اخذوا على عاتقهم مهمة شحذ المعنويات، عبر شاشات الفضائيات ، وبين فاصل وآخر تبث الفضائية الأغاني والأناشيد والأهازيج ، وتقارير تصور زيارة زعيم تنظيم سياسي ، صاحب الفضائية ومالكها الشرعي، الى احد قواطع مواجهة تنظيم داعش ، وبصحبته العشرات من عناصر الحماية المدججين بأحدث الأسلحة ..
اغلب المسؤولين العراقيين بمواقعهم ودرجاتهم الوظيفية المختلفة، بدءا من عضو مجلس البلدية الى درجات أعلى ، يرافقهم في جولاتهم ، عناصر حماية مدججين بالسلاح ويستقلون سيارات مدرعة ، ذات دفع رباعي ، تطلق زعيقها في الشوارع العامة لعبور السيطرات عندما يقرر "المسعول " زيارة موقع خارج المنطقة الخضراء او مقر مكتبه للاطلاع على اوضاع الرعية والوقوف على احتياجاتهم ، طبقا لاخبار اعتادت بثها الفضائيات الحزبية.
مظهر إحاطة المسؤول الكبير او الصغير برجال الحماية المسلحين من مرتدي النظارات السود اصحاب القامات الطويلة، سلوك اميركي ، انتقل الى العراقيين ، على الرغم من رفضهم كل مظاهر الاحتلال ، وإصرارهم على الغاء اي اثر لوجوده على الأرض العراقية ، حفاظا على المقدسات والثوابت الوطنية والقومية، وقبلها الاستقلالية والسيادة ، وهذا الموقف استثنى الشركات الامنية الأجنبية ،لأنها تقدم خدمة لقاء ثمن ، حتى هذه اللحظة لم يعرف بعد هل يصرف من نثرية المسؤولين ام من أموالهم الشخصية .
اختيار حماية المسؤول يخضع لاشتراطات كثيرة في مقدمتها ان يكون الحرس الشخصي متمتعا بمواصفات بدنية ، وقوة عضلية ، ومن اقارب المسؤول من الدرجة الاولى أو الثانية طويل القامة ، عابس الوجه ، صاحب نظرات ترعب الآخرين ، على استعداد للقتال بكل الظروف والاحوال، يجيد قيادة انواع السيارات والدراجات النارية ، وحين يركض يسبق الريح للقبض على من يحاول الاعتداء على سيده ، ويمتلك حاسة اكتشاف العبوات الناسفة عن بعد المزروعة على جانب طريق مرور موكب صاحب الفخامة والمعالي .
اعداد عناصر حمايات المسؤولين والنواب والوزراء والوكلاء والمديرين العامين ورؤساء الهيئات المستقلة والمستشارين ، وقادة القوى والاحزاب المشاركة في الحكومة ، الاعداد غير معروفة ، والجهات الرسمية التزمت الصمت وفضلت الابتعاد عن كشف تفاصيل هذا الملف ، لاعتقادها بانه يندرج ضمن ضرورات الحفاظ على الامن الوطني ،استنادا الى العمل بقاعدة تحريم الكشف عن اسرار الدولة لكي لا يستفيد منها اعداء الداخل والخارج ، علما ان قوى سياسية ممثلة في السلطتين التشريعية والتنفيذية اعلنت اكثر من مرة بان التدخل الخارجي بالشان العراقي وصل الى حد معرفة من يفضل من المسؤولين العراقيين تناول "الفسنجون" في فطوره الصباحي وهل يؤدي الصلاة باوقاتها وثروته المالية بعد توليه المنصب.
يقال ان عناصر حمايات المسؤولين والساسة سواء من كان منهم في صدارة المشهد او الهامش أعدادهم كبيرة جدا وبامكانهم ان يشكلوا فرقة مشاة او اكثر ، او قاطع جيش شعبي يكلف بمحاربة عناصر داعش بقيادة اسيادهم لتحقيق الانتصار التاريخي المنتظر ، الدعوة قابلة لبحث والمناقشة ، بعد الفاصل الإعلاني الاستعراضي.