قال وزير الخارجية الليبي محمد الدايري يوم الثلاثاء إن ليبيا التي يمزقها انقسام سياسي كبير يهدد بابتلاع حقولها النفطية قد تصبح مثل سوريا إذا لم توحد حكومتها المنقسمة وتتلقى المساعدة للتصدي للمتشددين الإسلاميين.
وأضاف الدايري في مقابلة مع رويترز "إذا
قال وزير الخارجية الليبي محمد الدايري يوم الثلاثاء إن ليبيا التي يمزقها انقسام سياسي كبير يهدد بابتلاع حقولها النفطية قد تصبح مثل سوريا إذا لم توحد حكومتها المنقسمة وتتلقى المساعدة للتصدي للمتشددين الإسلاميين.
وأضاف الدايري في مقابلة مع رويترز "إذا لم نفعل الشيء الصواب الآن فقد نشهد خلال عامين -وآمل ألا يحدث ذلك- تكرارا لما حدث في سوريا عام 2014 لأن المجتمع الدولي لا يتحرك على نحو ملائم."
ويمثل الدايري الحكومة المعترف بها دوليا في شرق ليبيا والتي تخوض صراعا يتزايد عنفا على السلطة مع فصيل منافس يعرف باسم فجر ليبيا والذي سيطر على العاصمة طرابلس في أغسطس آب.
وفي تحول ينذر بالسوء للأحداث تحركت قوة متحالفة مع حكومة طرابلس المعلنة من جانب واحد في وقت سابق هذا الشهر للسيطرة على اكبر مينائين لتصدير النفط في ليبيا وهما السدر وراس لانوف. وامتد القتال منذ ذلك الحين إلى ميناء نفطي ثالث.
وكرر الدايري اتهام حكومته بأن القوات التي تهاجم منشآت النفط تضم عناصر من أنصار الشريعة. وتصنف الولايات المتحدة أنصار الشريعة على انها جماعة إرهابية وتتهمها بالضلوع في هجوم سبتمبر أيلول 2012 المميت على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي.
وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم ينظرون إلى جماعة أنصار الشريعة على انها معضلة لكن الاسم أحيانا ما يستخدم على نحو فضفاض كرمز يشمل جماعات متشددة أخرى منها الدولة الإسلامية والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.ويقول المسؤولون إن متشددين إسلاميين من جماعات مختلفة وأيضا جماعات علمانية يحاولون الاستيلاء على المنشآت النفطية.
وسئل وزير الخارجية الليبي عما إذا كان يشعر بالقلق من ان ليبيا لا تحتل مكانة بارزة في قائمة أولويات الرئيس الأمريكي باراك أوباما فقال "أشعر بالقلق حقا من ذلك."
وأضاف أنه تحدث خلال جلسة في الأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة واجتمع مع مسؤولين في واشنطن "للفت انتباه المجتمع الدولي إلى تنامي اخطار الإرهاب الدولي في ليبيا وضرورة التصدي له."
وقال الدايري إن حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المتمركزة في شرق ليبيا تواجه ما وصفه "أزمة مالية خطيرة... أزمة تمويل" وقد تسعى للحصول على قروض دولية.
ولا يتاح لحكومة الثني الحصول على إيرادات النفط التي يتم تحويلها إلى البنك المركزي في طرابلس.
وقال الدايري "نستطيع الحصول على قروض وهذا ما قد نسعى لتحققه في الأيام والأسابيع القادمة" مضيفا أنه اجرى مناقشات في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ليل الاثنين.
وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا برنادينو ليون مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء بأن الفصائل المتنافسة في ليبيا اتفقت بشكل مبدئي على عقد جولة جديدة من محادثات السلام اوائل العام الجديد.
وأكد الدايري مجددا التزام حكومته بمحادثات السلام مضيفا "غني عن القول أن العملية ستكون صعبة."