قالت صحيفة واشنطن بوست، إن تنظيم داعش الإرهابي المتطرف يقوم بتجنيد عائلات بأكملها على أمل إنشاء مجتمع جديد. وتحدثت الصحيفة عن سيد هارتا ذر، القادم من لندن مع عائلته إلى سوريا، وأوضحت أن أبناءه الأربعة الكبار قد ولدوا في لندن، المدينة التي ولد فيها، إ
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن تنظيم داعش الإرهابي المتطرف يقوم بتجنيد عائلات بأكملها على أمل إنشاء مجتمع جديد. وتحدثت الصحيفة عن سيد هارتا ذر، القادم من لندن مع عائلته إلى سوريا، وأوضحت أن أبناءه الأربعة الكبار قد ولدوا في لندن، المدينة التي ولد فيها، إلا أن طفله الجديد ولد في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش. وكان ذر قد هرب مع زوجته وأطفاله من بريطانيا ويعيشون الآن فيما يعتبره المسلحون دولة الخلافة الإسلامية التي ستسيطر يوما ما على العالم. وقالت الصحيفة إن وصول عائلة ذر إلى سوريا الشهر الماضي يمثل هدفا ستراتيجيا رئيسيا لداعش، وهو ليس فقط بناء جيش بل مجتمع، فقد تعهدت الجماعة بإنشاء دولة تحكمها الشريعة الإسلامية، وقد شجع قادتها ومجندوها عبر الإنترنت الأطباء والممرضين والمحامين والمهندسين والمحاسبين للانضمام إليهم في بناء مؤسسات "الأرض المقدسة الجديدة". وقد لبت عائلات بأكملها مكونة من آباء وأمهات وأبناء النداء بأعداد فاجأت وأثارت قلق المحللين الذين يدرسون الجماعة المتطرفة. ونقلت الصحيفة عن ميلانى سميث، الباحث بالمركز الدولي لدراسة التطرف التابع لكينجز كوليدج بلندن، قوله إن تلك العائلات تعتقد أنها تفعل الصواب لصالح أبنائها. ويعتقدون أنهم يأخذونهم إلى نوع من المدينة الفاضلة. ونقلت الصحيفة عن شقيقة ذر في لندن قولها إن قلبها انفطر عندما رأت صورته على توتير، فقد أصبح شقيقها الآن مسلحا إسلاميا يسمى نفسه أبو روميسة، فر مع عائلته إلى سوريا بينما كان مفرجا عنه بكفالة بعدما تم اعتقاله في تهم لها صلة بالإرهاب. وفى تغريداته التي بثها من سوريا، سخر من النظام الأمني البريطاني الذى سمح له بالهروب بكفالة. إلا أن كونيكا ذر، لا تزال تتذكر شقيقها وهو طفل بريطاني أنيق الذى واعد فتيات واستمع إلى نيرفانا ولنيكين بارك، وشجع فريق الآرسنال، وكان يحب مشاهدة أفلام الأكشن الأميركية. وتقول واشنطن بوست إن تنظيم داعش، وبخلاف القاعدة التي تعمل في عدة دول لكنها جيش بلا دولة، يسيطر على أراضٍ أخذها بالقوة في العراق وسوريا. ولإنشاء المجتمع الإسلامي الذى يتصوره، ذهبت الجماعة إلى مدى بعيد بالاستيلاء على المدارس والمستشفيات الموجودة أو بناء مؤسسات أخرى للحياة العائلية ليومية. وتقول مايا بلوم، أستاذة الدراسات الأمنية بجامعة ماسوشستس إنه كلما كانوا ناجحين في إنشاء مجتمع جديد كامل، كلما زادت قدرتهم على جذب عائلات بأكملها. وتشبه الأمر بالحلم الأميركى لكن برؤية داعش له. وفى مدينة الرقة السورية، المعقل الرئيس لداعش، أسس المتشددون مستشفى للنساء الحوامل تديرها طبيبات نساء تدربن في بريطانيا، ويذهب الصبية إلى المدارس ويدرسون الدين فقط، حتى يتموا الرابعة عشرة، حيث من المتوقع أن يبدأوا بالقتال. بينما تظل الفتيات في المدارس حتى الثامنة عشرة يتعلمن القرآن والشريعة وأيضا كيفية اللبس والاعتناء بالمنزل والطبخ والتنظيف والاعتناء بالرجال وفقا للشريعة. وتتابع بلوم قائلة إن داعش تجذب النساء بتوفير الكهرباء والطعام ومرتب يصل إلى أكثر من ألف دولا في الشهر لكل عائلة مقاتل، وهو مبلغ ضخم في سوريا. ويتم التمويل بالأموال التي تم نهبها من البنوك وتهريب النفط والاختطاف مقابل الفدى وابتزاز سائقي الشاحنات وآخرين ممن يمرون عبر أراضي داعش.