أخطر وأهم تصريح لرئيس الوزراء منذ تسلمه المنصب، برأيي، هو ذلك الذي قال فيه انه قد بدأ بالحيتان الكبيرة في مكافحة المفسدين وتأكيده على أنه سيمضي قدما في حملته حتى لو كلفه الأمر حياته. لا اشك في صدق الرجل ولا في استعداده للتضحية لكن المحيّر هو ان هذا الشعب لم ير إلى اليوم مفسدا نال جزاءه ولا نعرف لحد اليوم أين ذهبت تلك الميزانيات الضخمة يوم كان سعر النفط بغلاء الذهب.
كلمنا العبادي وصدقناه عن الجنود الفضائيين. لكن السؤال: هل الفضائي هو فقط من يكون اسمه وهميا، أي لا وجود، أم ان كل من يتسلم مرتبا ولا يؤدي عملا ينفع البلد أو الناس فضائي؟
وزير يقضي نصف يومه في أخذ الخيرة أو لعب "الأزنيف" فضائي أم غير فضائي ؟
سفير لا يجيد قول جملة مفيدة ويده بجيبه 24 ساعة لا يحل ولا يربط ويتسلم "كواشر" من المخصصات والرواتب والمنافع فضائي أم لا؟
مستشار لا يميز بين البيض المقلي والمسلوق ويشتري فللا فارهة وشققا "ايروتيكية" بالجملة في هذا البلد أو ذاك ماذا تسمونه؟
رؤساء جامعات ومراكز بحوث ودراسات لا يعرفون معنى البحث العلمي ولا أصوله ويقضون ثلاثة أرباع حياتهم بالسفر وأداء الفروض "الشرعية" شتسمونهم بالخير؟
لا نريد من العبادي ان يضحي بحياته بل ليضحي بخجله وان يلوذ بالشعب فيكاشفه بالأسماء الفضائية كلها. ثم ان ينقل لنا اجتماعات مجلس الوزراء غير الأمنية والتي تخص الفساد على الهواء لنتعرف أولا على وزرائه وكيف يتكلمون وما الذي قدموه لهذا البلد المبتلى. ثم ليجر لنا أصحاب الدرجات الخاصة واحدا واحد لاجابة عن سؤال واحد:
بابا انت شكد قبضت وشقدمت للعراق مع كشف بما كان عليه قبل ان يتسلم المنصب وبعده؟
لا تستحِ منهم فوربك الذي خلق نص خراب هذا العراق، إن لم يكن كله، من المستحه!