الانتخابات في إسرائيل هذه المرة اكثر اهمية من اي انتخابات اخرى، فهي لا تجري على قضية مركزية رغم تعدد القضايا المهمة موضع الخلاف في الساحة السياسية، وانما على زعامة نتنياهو وشخصه ،وقال المحلل عوزي برعام في جريدة "هآرتس" انه "ليس اكيدا ان زعامة نتنياهو ستنتهي.. والذي يبحث عن بديله في الانتخابات قد لا يجده". 

 

وكشف استطلاع للرأي ان "معظم الإسرائيليين يريدون استبداله، ولكنهم رأوا انه ما يزال الأنسب لادارة الدولة". فلقد اعلن 53% انهم لا يريدون اعادة انتخابه لولاية ثالثة، فيما رأى 34% انه الأكثر قدرة على ادارة اسرائيل متقدما بفارق كبير عن زعيم حزب العمل اسحق هيرتزوغ، الذي حل بالمرتبة الثانية بـ17%. ووفقا للاستطلاع الذي أجراه معهد "ديالوغ" فأن القائمة الانتخابية المشتركة بين حزبي "العمل" وحزب "الحركة" الوسطى الذي تقوده تسيبي ليفني ستتعادل مع لائحة "ليكود" وستحصل على 21 مقعدا في الكنيست من اصل 120.

إفلاس سياسي

وليست الأزمة السياسية التي تعصف بالحكومة الإسرائيلية، إلا دليلا واضحا على الإفلاس السياسي الذي وصل اليه نتنياهو، واعتبر مراقبون ان "الخطوة المسرحية بإقالته وزيرين من حكومته لم تتمكن من اخفاء المآزق الذي وصل اليه ائتلافه الحكومي الهجين بعد اكثر من سنة على تشكيله"، مشددين على انها تثبت "استحالة التوفيق بين اجندة احزاب اليمين القومي الذي يتزعمه نتنياهو والاحزاب الوسطية المشاركة في التحالف الحكومي".

ويجمع المحللون الإسرائيليون على ان الانتخابات المرتقبة مصيرية، ومن شأنها ترك بصماتها على مستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين في آن واحد حتى لو فاز بها نتنياهو، ذلك لان عودته الى الحكم ستكون مختلفة عن الدورتين السابقتين، فهو لن يعود زعيما لحزب الليكود في مواقفه الوسطية او الاقرب الى يمين الوسط، كما عبر عنها في خطابه المشهور في جامعة بار- ايلاند العام 2009 حين اعترف بحل الدولتين، بل سيعود زعيما لليكود في صيغته الصقرية التي تبلورت خاصة في السنة الاخيرة. ويرى مراقبون ان "الانتخابات ستكون مصيرية ايضا بالنسبة الى مستقبل احزاب الوسط و اليسار في إسرائيل، خاصة على خلفية حملات التحريض التي يشنها اليمين عليه، والتراجع الواضح في شعبية هذه الاحزاب وسط الناخبين الإسرائيليين". ويقول برعام "لا يوجد اليوم وجود لحزب يساري وسطي كبيرا يقدم بديلا واضحا". وقالت جريدة " يديعوت احرونوت" ان "كل هذه الاحزاب تمثل كل على طريقته قسما كبيرا من الجمهور الإسرائيلي الذي لا يريد دولة دينية، ولا التخلي عن الحداثة وحقوق الفرد ،ولا يريد العيش في بلد تتسبب سياسة حكومته بتحويل الرأي العام الدولي ضدها، وغالبيتهم تعي ان لديهم مشكلة لم تحل مع شعب آخر".

معسكر "ليس نتنياهو"

وتشير ( جيروزاليم بوست) الى وجود مساع جدية لتكوين ما بات يعرف بمعسكر" المهم ليس نتنياهو"، وهو يسعى لتبديد طموح نتنياهو في الفوز بولاية ثالثة، ولكن هذا المعسكر يقتصر حتى الآن على أوساط محدودة في اليسار واليمين ،وليس هناك ما يمنع في ظروف معينة من تمدده داخل معسكر اليمين". وهذا الخضم يحتدم الصراع على زعامة الليكود، والمنافسة شرسة بين داني دانون الذي يرأس مركز الليكود ،وموشي فايغلين من زعماء " زو ارتسينو"، الا ان خوف نتنياهو صار اشد بعدما سرت انباء عن احتمال دخول وزير الداخلية السابق جدعون ساعر المناسبة بعد ان ظل طوال كل هذه السنين الرجل الثاني في لائحة الحزب والأكثر فوزا بالأصوات من داخله.