في الحركة بركة.. والحركة النشيطة لرئيس الحكومة باتجاه الجيران وسائر دول الإقليم حفلت بالبركات التي يتعيّن المضي قدماً في تأمين الظروف الملائمة لزيادتها.
من هذه البركات ان دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، صارت شريكاً لنا في حربنا ضد داعش وسائر المنظمات الإرهابية بعد سنين من خراب علاقاتنا معها من دون داع أو مصلحة وطنية، فهي اتخذت إجراءات لمحاصرة داعش ومموليه الخليجيين بالمال والقتلة، وقدّمت لنا السلاح وانضمّت الى التحالف الدولي الذي يساعدنا في حربنا ضد داعش.
وتركيا التي ما كان لداعش أن يكون بما هو عليه اليوم من خطر ساحق ماحق لو لم تفتح حدودها له وتساعده لوجستياً بما مكّنه من أن يشكّل كل هذا الخطر الداهم لنا ولغيرنا، تعهدت الآن بأن تكون عوناً لنا في محاربة داعش. بالطبع لن نأخذ الكلام التركي على محمل الجدّ حتى نرى الأفعال تترجم الأقوال، ويتوجب الآن أن نراقب بدقة لنتثبت من صدقية الكلام الذي سمعه السيد العبادي في أنقرة.
على أية حال فان أقل ما تحققه لنا حركة السيد العبادي ان العالم أصبح الآن أكثر تفهماً لمحنتنا، وانه مستعد لطي الصفحة السابقة وفتح صفحة جديدة للتعاون معنا على كل صعيد.. أي انفتاح على أي دولة في العالم هو في مصلحتنا التي تكمن في قيام أوثق العلاقات مع كل الدول من دون استثناء، فنحن الآن رجل الشرق العليل الذي يحتاج إلى كل يدّ تمدّ اليه. الذين يعارضون حركة السيد العبادي موقفهم غريب.. يتحدثون عن "انبطاح".. نفتش عنه فلا نرى حتى ظلاً له .. نفطنا كما نفط غيرنا انحدرت أسعاره الى النصف تقريباً، والسيد العبادي لم يبع من نفطنا بسعر مخفّض كما فعل غيره، وهو لم يتنازل عن أراض وحقوق سيادية كما فعل صدام حسين في الماضي... هذا الكلام هو جزء من حملة تسعى لتعويق عملية الإصلاح والتغيير التي وعد بها العبادي وننتظر منه إنجازها.
اذا كان ثمة ما يؤاخذ عليه العبادي في حركته الخارجية النشيطة إنها لا تتوازى مع حركة بنفس النشاط والحيوية باتجاه أطراف الأزمة السياسية الداخلية، فمع بقاء هذه الأزمة على حالها لن تنفعنا حركة الخارج في شيء.
نحتاج من السيد العبادي الى حركة بنفس قوة الدفع لتحقيق المصالحة الوطنية، وهذا يبتدئ بتشكيل لجنة عالية المقام تعهد اليها مهمة وضع برنامج للمصالحة يحظى بأوسع توافق وطني.. هذا لن يكون بإعادة إنتاج ما قامت به من قبل وزارة المصالحة الوطنية ومستشارية المصالحة الوطنية اللتين أنفقتا من المال العام مئات ملايين الدولارات من دون أي نتيجة تذكر.
اللجنة المطلوبة مطلوب منها أن تعقد اجتماعات عمل لإعداد برنامج المصالحة .. اجتماعات لا تسبقها ولا تليها مآدب وجلسات تبويس لحى.. هذا شبعنا منه حدّ التخمة، ولم نعد بحاجة إليه، بل لم نكن في الأساس بحاجة إليه.
وماذا عن المصالحة؟
[post-views]
نشر في: 27 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
مصطفى قاسم
اخي العزيز لقد تم تكليف السيد نائب رئيس الجمهوريه لشؤون المصالحه بهذا الامر واخذ هذا النائب وعودا من السيد العبادي بأعطاءه كافة الصلاحيات لاجراء المصالحه المطلوبه لكن السؤال هو المصالحه المطلوبه ستكون على مقاس من من الكتل السياسيه التي ابتلانا الله بها
مصطفى قاسم
اخي العزيز لقد تم تكليف السيد نائب رئيس الجمهوريه لشؤون المصالحه بهذا الامر واخذ هذا النائب وعودا من السيد العبادي بأعطاءه كافة الصلاحيات لاجراء المصالحه المطلوبه لكن السؤال هو المصالحه المطلوبه ستكون على مقاس من من الكتل السياسيه التي ابتلانا الله بها