شنت مقاتلات الجيش الليبي امس (الأحد) لأول مرة منذ بداية النزاع، غارات على مدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم مقاتلي ميليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية، بعد ساعات من إغارة هذه الميليشيات على مرفأ السدرة النفطي، حيث تشتعل النار في خمسة خزانات للنفط.
وتبنت
شنت مقاتلات الجيش الليبي امس (الأحد) لأول مرة منذ بداية النزاع، غارات على مدينة مصراتة التي ينحدر منها معظم مقاتلي ميليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية، بعد ساعات من إغارة هذه الميليشيات على مرفأ السدرة النفطي، حيث تشتعل النار في خمسة خزانات للنفط.
وتبنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي هذه الغارات، وفق المتحدث الرسمي باسمها العقيد أحمد المسماري، الذي قال لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "هذه الغارات جاءت بعد محاولة ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية الإغارة على مرفأ السدرة النفطي في منطقة الهلال النفطي".
وقال مسؤول محلي في مصراتة الواقعة على بعد 200 كلم شرق ليبيا ان "غارات جوية استهدفت امس الأحد ثلاثة مواقع حيوية في مدينة مصراتة لأول مرة في تاريخ الصراع الليبي بعد سقوط معمر القذافي" اواخر؛2011، مؤكدا أن هذه الغارات "أخطأت أهدافها ولم توقع خسائر مادية أو بشرية"، حسب قوله.
وأفاد شهود عيان في المدينة أن "هدير الطائرات، التي حلقت على ارتفاع شاهق، سمع في المدينة قبل أن تطلق صواريخها باتجاه الكلية الجوية الملاصقة لمطار المدينة الدولي، إضافة إلى الميناء البحري، ومصنع الحديد والصلب".
وأوضح المسؤول، الذي طلب التكتم عن ذكر اسمه، أن "صواريخ المضادات الأرضية الكثيفة أطلقت باتجاه السماء وتعاملت مع الهجوم، ما منع الطائرات المغيرة من الاقتراب وإطلاق عبواتها بدقة على الأهداف التي هاجمتها".
وكانت غرفة عمليات الجيش الليبي في منطقة "الهلال النفطي" شرق البلاد هددت مليشيات فجر ليبيا باستهداف مواقع في مدينة مصراتة منبع هذه المليشيات، ما لم تعد إلى مدينتها في غرب ليبيا وتوقف هجماتها.
كما أوضح المسماري أن "ميليشيات فجر ليبيا أغارت صباح امس الاحد على مرفأ السدرة النفطي بمقاتلة ميغ 23 استخدمتها للمرة الأولى اليوم". وأشار إلى أن "هذه الطائرة التي استولت عليها هذه الميليشيات من تركة نظام معمر القذافي العسكرية، انطلقت لتنفيذ غارتها على السدرة من مطار الكلية الجوية في مصراتة وهو ما جعلنا نستهدفه، إضافة إلى مواقع أخرى تتمركز فيها هذه المليشيات".
وأضاف المسماري "أنهم حوروا طائرات تدريب إلى مهام قتالية وصانوا مقاتلات معطوبة من تركة النظام السابق"، مهددا بـ"تنفيذ غارات أخرى للجيش على أهداف في مدينة مصراتة ما لم تكف عن هجماتها". كما لفت إلى أن "غارة ميليشيات فجر ليبيا أخطأت أهدافها في السدرة، نتيجة للدخان الكثيف من الخزانات النفطية التي تسببوا في احتراقها منذ هجومهم على المرفأ الخميس الماضي"، معلنا أن "عدد الخزانات المحترقة بلغ حتى الآن سبعة خزانات".
وامتدت النيران المشتعلة منذ الخميس إلى سبعة خزانات نفطية الأحد في مرفأ السدرة، أكبر مرافئ النفط الليبية في منطقة "الهلال النفطي"، في حريق ضخم دفع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، إلى طلب مساعدة خارجية للسيطرة عليه.
واندلعت النار في أول صهريج الخميس جراء قذيفة صاروخية أطلقتها مليشيات "فجر ليبيا" الإسلامية من زورق بحري باتجاه المرفأ، ثم امتدت الى الخزانات المجاورة. وباتت النيران مشتعلة الآن في سبعة خزانات، من أصل 19 خزانا في منطقة "فارم تانك"، وفق مسؤول تقني في شركة الواحة للنفط التي تدير المرفأ.
من جانب اخر صرح وزير الخارجية الليبي محمد الدايري، بقلق للحكومة الليبية من وصول التنظيم الإرهابي المسمى بـ"داعش" إلى العاصمة طرابلس، قائلا "وصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى العاصمة يقلقنا بشدة". وأوضح وزير الخارجية الليبي، في تصريحات لفضائية سكاي نيوز، امس الأحد، أن قصف القوات الليبية لمصراتة والمناطق المجاورة لها يهدف إلى تخفيف الضغط على منطقة الهلال النفطية التي يحاول المتطرفون السيطرة عليها، مؤكدا أن استمرار الأزمة في ليبيا سيؤدى إلى الانعكاس السلبي على الدول المجاورة. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد استقبل صباح امس الأحد، وزير خارجية ليبيا محمد الدايري، حيث تم تناول الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين في مواجهة الإرهاب.