نفترض أن مدير عام شبكة الإعلام العراقي بالوكالة ورئيس هيئة الأمناء في الشبكة المعيّن في "الوقت بدل الضائع" من عهد الحكومة السابقة، يعرفان بحكم عيشهما فترة لا يُستهان بطولها في البلاد الأوروبية الديمقراطية ذات التقاليد المهنية الراسخة في الإعلام والصحافة، يعرفان أن وسائل الإعلام هناك، لا تتردد عن نقل أخبار عن بعضها البعض، فحتى الصحف الكبرى تعيد في طبعاتها الثانية نشر أخبار من الطبعات الأولى لمنافساتها، فضلاً عن محطات الإذاعة والتلفزيون.. الشرطان الوحيدان هما مهنيان، الأول أن يكون الخبر مميزاً ويهمّ قطاعاً واسعاً من الرأي العام، والثاني أن يُشار صراحة الى المصدر.
نفترض ان أكبر مسؤولين في شبكة الإعلام يعرفان هذا، فان لم يعرفاه معنى ذلك انهما ما استفادا شيئاً من عيشهما في البلاد الأوروبية على صعيد مهنتهما، وإن كانا يعرفان ولم يفعلا الشيء نفسه بخصوص الحوار الذي أجرته "المدى" منذ أيام مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي فذلك يعكس نقصاً في مهنيتهما.
حوار هيئة تحرير "المدى" مع السيد العبادي الذي جرى بمناسبة مرور مئة يوم على تشكيل الحكومة الحالية، وهو الأول من نوعه في الصحافة المحلية، احتل صفحتين كاملتين من الصحيفة، وكان من الأهمية أن وسائل إعلام عربية تناقلت أخباراً عنه، وإحدى هذه الصحف خصته بصفحة كاملة، وهو كان يستحق ذلك لان رئيس مجلس الوزراء تحدث بصراحة عن كل شيء تقريباً ممّا يهم أوسع قطاعات الرأي العام العراقي والمهتمين بالشأن العراقي.. السيد العبادي حدد في الحوار خريطة طريق لحكومته وللخروج بالوضع العراقي المأزوم إلى برّ السلام والأمان.
شبكة الإعلام العراقي التي عادة ما تنشر تصريحات لمسؤولين في دول أخرى منقولة عن وسائل إعلام عربية وعالمية، تصرّفت مع حوار "المدى" مع السيد العبادي كما لو ان المسؤولين عنها لم يقرأوا الحوار أو كأنما السيد العبادي ليس رئيس الحكومة التي تدير البلد الذي تعمل فيه هذه الشبكة، أو كما لو ان الشبكة ليست شبكة الدولة المصروف عليها من المال العام وإنما شبكة خاصة بشخص لا يعجبه السيد العبادي وما يقوله بخصوص حال البلاد وخطط حكومته لتغيير هذه الحال وتحسينها.
يا سادة شبكة الإعلام العراقي.. اذا كنتم وصاحبكم مصابين بالحساسية تجاه "المدى" فكان يمكنكم أن تفعلوا ما يفعله صديقكم (من فلول نظام صدام) في فضائيته وصحيفته، بنقل الأخبار والتصريحات المنشورة في "المدى" برفع اسمها ووضع "في تصريحات صحفية" بدلاً عنه!. وأعلموا أيضاً ان مياهاً غزيرة جرت في دجلة والفرات خلال الأشهر الأربعة الماضية، وان صاحبكم الذي لديه حساسية من "المدى" والسيد العبادي على حدّ سواء، قد خرج ولن يعود، لا الآن ولا بعد أربع سنوات!
لا .. يا شبكة الإعلام!
[post-views]
نشر في: 28 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
مجيب حسن محمد
بعد التحية .. هذه ليست شبكة الاعلام العراقي، وانما شبكة الاعلام المالكي (هذا هو اسمها الحقيقي) الذي لابد ان تظهر به على الناس، والله لا استطيع ان اصنف مثل هذه الفضائيات والقائمين عليها؟؟؟؟.