بصراحة أقولها لكم، إنني عندما أسمع بالتقشف، لا ينكسر قلبي على الحكومة. فمثلما لم يدفع صدام ثمن الحصار الأسود على العراق بل دفعه الشعب بؤسا وفقرا وعناء، أنا على يقين بأن الشعب سيدفع ثمن التقشف. فأسوار الخضراء التي حمت صدام ثم الذي بعده ستظل محمية تفوح في أروقتها نسمات العطور الأجنبية وروائح شواء السمك المسكوف كل أربعاء مهما علت الخزينة أو نصت. لن تقع المصيبة إلا على رؤوس أولاد الخايبة مثل كل مرة. لا يكمن الخطر في التقشف بل في دواعش التقشف المنتشرين بأجهزة الدولة. سيقطع هؤلاء الحيتان أرزاق الفقراء التي هي بالنتيجة قطع لأعناقهم، وقد قطعوها بالفعل.
قبل أيام أقدمت السفارة العراقية بمصر بأمر من محاسبها وليس سفيرها بطرد اكثر من عشر كتاب محليين بذريعة التقشف. هؤلاء أفضلهم حالا لا يتسلم غير 500 دولار، واغلبهم يقبض نصف هذا المبلغ. أبهذه الدولارات تنتعش الخزينة؟ ماذا عن سفاراتنا المليئة بوزراء مفوضين ومستشارين ودبلوماسيين فضائيين يلهدون عشرات آلاف من الدولارات شهريا ولا نعرف ما هو عملهم! ما يتسلمه الكاتب العراقي المحلي المسكين خلال عام كامل قد لا يصل إلى مخصصات سكن أبسط موظف بالسفارة لشهر واحد.
ما كنت سأكتب ذلك لولا أني راجعت السفارة صدفة ووجدت عراقية دموعها نزلت إلى الأرض ،لأنها لا معيل لها ولديها طفلان تم طردها من العمل، مع مجموعة أخرى من المعوزين بدون سابق إنذار كي يوفر العراق 350 دولاراً شهريا من راتبها للخزينة! توسلتني ان اكتب عن همّها. وشرد أسوّي غير ألم ضيمي وروح اكتب عمود!
يا وزير الخارجية ليتك تفتح حسابات السفارات بنفسك لترى أنهارا من الدولارات تفيض على الفاضي. ليتك تمر بطريقك على المحاسبين في السفارات واحسب كم شقة لدى كل منهم في البلد الذي يعمل به ليؤجرها للآخرين ويسكن هو بالإيجار بمبلغ خرافي تدفعه له الخزينة.
ويا منظمات المجتمع المدني هذا يومكم. استحضروا تجربة الحصار المقيت في عهد النظام المباد وما حل بالعراقيين بسببه من جرائم أخلاقية، لتسعوا بحملات سريعة وفاعلة لحماية أعناق العراقيين من سكاكين دواعش التقشّف.
دواعش التقشّف
[post-views]
نشر في: 30 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
karim abraheem
جميل واتفق معاك استاذ العقابي بكلامك عن دواعش التقشف ولانك تشير لحالة مصر تعال لاوربا وشوف الوضع لا يختلف كثير ولا يمكن ان يختلف.. بكلامك تدعو وزير الخارجية الجعفري ان يرتب الامورويحاسب انا لا اتفق معك لان الرجل جزءمن المشكلة والوزير الذي سبقه ايضا, وتح
مصطفى قاسم
لافض فوك .... كلناها من زمان دور و دور وتوكع براسنا ميكدرون على الحيتان كدروا على المساكين بلشوا بالضرائب التي ترجع بالاخير على المواطن وعلى كارتات الموبايل التي اعتبرها السيد وزير الماليه بانها تستخدم من قبل المترفين وعلى تذاكر السفر وغيرها اين