TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عام جديد و"هروب" جديد!

عام جديد و"هروب" جديد!

نشر في: 30 ديسمبر, 2014: 09:01 م

في مثل هذا التوقيت وكما في كل مرة ، ترانا نعدو مسرعين من دون أن ندري إن كنا نسرع هرباً مما مضى أم بحثاً عن جديد أفضل يمكن أن تأتي به قادم الأيام.
قد تختلف الأسباب بين هذا وذاك ، في هذا المكان أم غيره ، لكننا نرى أن الأرجح بالنسبة لنا في العراق هو "الهروب" نعم الهروب من هذا الذي بات يبدو ثقيلاً في حمله بكل ما فيه من هموم وأحزان ومصائب ومصاعب لها أول وليس لها آخر وفي كل ميادين حياتنا التي تحوّلت بفعل أكثر من فاعل "نجس" الى ما يشبه الكابوس الذي لا يريد أن ينتهي!
مع إننا في الماضي كنا نقول دعونا من كل ما يمكن أن ينغص النفوس ولنذهب الى الرياضة التي يمكن أن تداوي الجراح ، إلا إننا اكتشفنا هذه المرة أن مَن يلجأ الى الرياضة انما هو كالمستجير من الرمضاء بالنار!
إذ لم تعد رياضتنا كما كانت عليه بالأمس .. انها اليوم بنت البيئة المريضة ذاتها.. وما يحدث في كل ميادين الحياة عندنا يحدث في الرياضة أيضا .. تراجع مرير، واخفاقات لا تنتهي ، وفساد ومحاصصة وطائفية مقيتة ومن ثم طارئون وطارئون لهم أول وليس لهم أخير!
هنا أسماء لم نسمع بها من قبل ، ووجوه لا علاقة لها بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد ، جاءت في غفلة من زمن أغبر وعن طريق ما يُسمى " ظلماً وبهتاناً " بصناديق الاقتراع .. تلك الصناديق التي صُممت خصيصاً لواقع غريب وعجيب بحيث يمكن أن تكون لها علاقة بأي شيء إلا بالديمقراطية الصادقة والنظيفة والخالية من الأدران .
هكذا هو الواقع وتلكم هي الحقيقة بلا رتوش أو مبالغة، فماذا أقول لزميلي الصالحي وهو يطلب مني أن اكتب لـ(المدى) عن عام مضى وآخر جديد في رياضتنا العراقية التي تئِن من وطأة ما أصابها ويصيبها من محن ومآسٍ ونكبات!
عن ماذا أكتب؟! عن قاعدة رياضية مهملة أنكمشت ثم تلاشت واضمحلـَّت بعد أن غادرتها جموع الشباب لتطرق أبواب البحث عن لقمة العيش في الزمن الصعب هذا أم عن أنديتنا التي تحولت الى مراتع فساد غير مسبوق في تاريخ الرياضة كلها أم عن اتحادات منخورة ركبت موجة الخراب الذي حوَّل العديد منها الى مكاتب سياحة واستجمام وسفر لبطون جائعة جاءت كما الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس ليترك الرياضة جرداء تستحي من واقعها المُــرّ والمرير هذا ؟!
كل ذلك وهناك من يقول انظر الى نصف الكأس الممتلىء .. ولكن أين هو هذا الكأس أصلاً .. أين هو نصفه الممتلىء الذي يمكن ان ننظر اليه .. هل هو في تلك الاسماء التي قادتها أخطاء التاريخ لتصبح في الخط الأول الذي يقود رياضتنا بمختلف العابها الى المجهول.. أم هو في هذا الغول الذي يأبى إلا أن يقضي على ما بقي من بقايا النزاهة والعفة وبياض الوجه واليد عبر ما بتنا نسمع عنه مؤخراً من خطابات التهديد التي طالت وتطال ابناء الرياضة المخلصين وتهدف الى تجريد رياضتنا حتى من ورقة التوت ..؟!
ذلك هو الواقع ياصديقي الصالحي، وتلك هي الحقيقة التي يجب ان نكتب عنها بلا تردد ، بل ونصرخ من خلالها إذ علّ وعسى أن يكون هناك من يسمعنا ويكون قادراً على إنقاذ ما يمكن إنقاذه وانتشال حبيبتنا الرياضة من بؤرة الفساد والفاسدين وخراب الطارئين..!!

Safa.alabed@hotmail.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"قوانين جديدة".. طالبان تعتبر وجه وصوت المرأة "عورة"

تشكيلة ريال مدريد المتوقعة لمباراة لاس بالماس اليوم في الليغا

اسقاط مسيرة تركية وسط كركوك

الضفة الغربية.. الاجتياح يتواصل لليوم الثاني وارتفاع حصيلة الشهداء

الصحة: لا توجد مبررات كافية لإدخال لقاح جدري القردة إلى البلاد

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram