TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شماتة "الانبطاحيين"

شماتة "الانبطاحيين"

نشر في: 3 يناير, 2015: 09:01 م

تذكرت جلسة مع صديق عتيق مر عليها ستة أعوام. كان الصديق قد عاد تواً إلى لندن من عمّان التي زارها ليبيع شقته هناك. سألته: إن شاء الله ارتاحيت بسفرتك؟ جدا، وتونست حيل. وشبيها يوّنس؟ قال لأنه شاهد البعثيين هناك تبهذلهم دوائر منح اللجوء. ردّ عليه أحد الجالسين: لا تشمت يا أخي. ومن قال لك ان الشماتة غلط اشو اشمت واشمت للصبح. أنسيت كيف قضينا أعواما من التشرد والفقر نبحث عن مكان يؤوينا بزمن كان العراق كله لهم. المهم راحوا وها أنت أفضل حالا منهم تبيع وتشتري بالشقق. أصر صاحبي على ان الشماتة ليست عيبا وان حتى الكفر قد يكون عبادة لو جاء في محله.
أمس مررت بحالة شماتة مشابهة وانا اقرأ لبعض السياسيين والكتاب الممرودين بسبب سياسات حيدر العبادي. أحسست بشيء أقرب للعويل في تصريحاتهم وكتاباتهم. يبكون لا لشيء إلا لأنه يسعى لتصفير أكوام المشاكل التي ورثها من سلفه. يصفونه بانه "شيعي منبطح". ليش يابا؟ لأنه لم يحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية لنفسه، ولأنه فضح عشرات الآلاف من العساكر الفضائيين، ولأنه طالب سلم وليس عاشق مشاكل. وأيضا لأنه لا يعادي السنة حقا أو باطلا، ولا يكره الكرد إن راد الله وان ما راد. وهذه، حين يصلون إليها، ينقلب عويلهم وبكاءهم الى لطم بدون إيقاع. دك عيني دك.
ثّلة يبكيها الصلح وتنعشها المشاكل، ألا تجوز بحقها الشماتة؟ لا والله سأشمت بهم حتى مطلع الفجر. حتى الذي كان فيهم يهذي ليلا ونهارا ثم صمت اليوم سأشمت به رغم انه أراحنا بسكوته.
إن كان إطفاء نار الفتن والحرب الأهلية وقطع أرزاق الفاسدين يسمى انبطاحا، فمرحبا بهذا الانبطاح العظيم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram