تذكرت جلسة مع صديق عتيق مر عليها ستة أعوام. كان الصديق قد عاد تواً إلى لندن من عمّان التي زارها ليبيع شقته هناك. سألته: إن شاء الله ارتاحيت بسفرتك؟ جدا، وتونست حيل. وشبيها يوّنس؟ قال لأنه شاهد البعثيين هناك تبهذلهم دوائر منح اللجوء. ردّ عليه أحد الجالسين: لا تشمت يا أخي. ومن قال لك ان الشماتة غلط اشو اشمت واشمت للصبح. أنسيت كيف قضينا أعواما من التشرد والفقر نبحث عن مكان يؤوينا بزمن كان العراق كله لهم. المهم راحوا وها أنت أفضل حالا منهم تبيع وتشتري بالشقق. أصر صاحبي على ان الشماتة ليست عيبا وان حتى الكفر قد يكون عبادة لو جاء في محله.
أمس مررت بحالة شماتة مشابهة وانا اقرأ لبعض السياسيين والكتاب الممرودين بسبب سياسات حيدر العبادي. أحسست بشيء أقرب للعويل في تصريحاتهم وكتاباتهم. يبكون لا لشيء إلا لأنه يسعى لتصفير أكوام المشاكل التي ورثها من سلفه. يصفونه بانه "شيعي منبطح". ليش يابا؟ لأنه لم يحتفظ بوزارتي الدفاع والداخلية لنفسه، ولأنه فضح عشرات الآلاف من العساكر الفضائيين، ولأنه طالب سلم وليس عاشق مشاكل. وأيضا لأنه لا يعادي السنة حقا أو باطلا، ولا يكره الكرد إن راد الله وان ما راد. وهذه، حين يصلون إليها، ينقلب عويلهم وبكاءهم الى لطم بدون إيقاع. دك عيني دك.
ثّلة يبكيها الصلح وتنعشها المشاكل، ألا تجوز بحقها الشماتة؟ لا والله سأشمت بهم حتى مطلع الفجر. حتى الذي كان فيهم يهذي ليلا ونهارا ثم صمت اليوم سأشمت به رغم انه أراحنا بسكوته.
إن كان إطفاء نار الفتن والحرب الأهلية وقطع أرزاق الفاسدين يسمى انبطاحا، فمرحبا بهذا الانبطاح العظيم.
شماتة "الانبطاحيين"
[post-views]
نشر في: 3 يناير, 2015: 09:01 م