حلول ذكرى يوم السيادة ورحيل القوات الاميركية من العراق ورمي سبع حجارات وراءها ، كان مناسبة لاعتلاء المنابر والوقوف خلف الكاميرات ، والظهور عبر شاشات الفضائيات للاحتفال باليوم التاريخي العظيم ، يوم اجبر المفاوض العراقي الجانب الأميركي على الإذعان لمطالبه ورضخ لشروط ابناء "الملحة " وخرج من البلاد متجها نحو الجنوب ليعبر المحيطات ،تاركا نخبا سياسية ومسؤولين ينعمون بالديمقراطية بنسختها العراقية ، تضخمت أرصدتهم المالية في الخارج ، فجعلوا العراق يحتل المرتبة الاولى في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم ،وجعلوا من بغداد الأقذر بين العواصم ، ادعوا انهم رجال دولة من طراز خاص لم يشهد التاريخ مثيلا لهم ،لكنهم فشلوا حتى في إزالة ورفع النفايات ، هذه النماذج وغيرها احتفلت بيوم السيادة ، وشتمت مستر بريمر علنا ، وفي السابق كانت تقف أمام مكتبه من اجل لقاء لمناقشة اجراءات اجتثاث البعثيين ، وإنصاف ضحايا النظام السابق، وسبحان مغير الاحوال ،وحدوث الجقلبان بالمواقف والافكار والولاءات والسير على وفق قاعدة من "تزوج امي صار عمي" وبالرفاء والبنين .
ماذا جنينا من يوم السيادة ؟ سؤال يطرحه الكثير من العراقيين ، وهو لا يعني الرغبة في بقاء قوات الاميركية بقدر الاستفادة منها بتدريب الجيش وتزويده بالاسلحة والمعدات الحديثة طبقا للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن ، في دول المنطقة قواعد عسكرية اميركية ، وعلى فرضية لو طلب المفاوض العراقي من الجانب الاميركي اقامة قاعدة عسكرية على الحدود مع سوريا او الاردن هل يستطيع تنظيم داعش اعلان دولة الخلافة ، والسؤال افتراضي ، ولا يعني بالضرورة الدفاع عن المحتل الاميركي ، وماخلفه من تركة ثقيلة ، لم يحسن السياسيون ، والجهاز الحكومي معالجتها لكنه اضاف اليها حماقات اخرى ، من ابرز مظاهرها العجز بالموازنة ، والقضاء على القطاع الخاص بالضربة القاضية ، وملاحقة رجال الاعمال العراقيين من الميليشيات وعناصر العصابات المنظمة ، فتوجهوا مع اموالهم الى عواصم عربية لوجود بيئة استثمارية مناسبة افتقدوها في وطنهم .
في مجلس عزاء اقيم احد متطوعي الحشد الشعبي ، سأل احدهم الحاضرين "اسألكم بحظكم وبختكم" واثناء توجيه السؤال فرش شليل دشداشته وقال "شقبضنا من يوم السيادة؟" السؤال شجع اخرين ومعظمهم من كبار السن على طرح اسئلة اخرى تريد اجوبة خلال دقائق، عن حوادث مفصلية شهدها العراق "ياعمي شقبضنا من الجمهورية" و"شقبضنا من راح الزعيم عبد الكريم وصار عبد السلام عارف رئيس جمهورية " و "شقبضنا من سقوط صدام وتشكيل مجلس الحكم"؟ لا شك ان الكثيرين في مجلس العزاء احتفظوا بأسئلتهم بخصوص يوم السيادة ، ولا تكول سمسم حتى تلهم .
سيادة بالسمسم
[post-views]
نشر في: 3 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ام رشا
كلامك صحيح وأنا أضيف سؤال لاسئلة السادة ..شقبضنا من الديمقراطية ..!الديمقراطية التي تبجحنا بها وما الذي حققناه من خلالها ..؟ الديمقراطية سلوك وطريقة حياة تبدء في البيت وتنمو في المدرسة وتغدو نظام حياتي شامل لكل مفاصل المجتمع ،الديمقراطية لا يمكن تطبيقها ف
ام رشا
كلامك صحيح وأنا أضيف سؤال لاسئلة السادة ..شقبضنا من الديمقراطية ..!الديمقراطية التي تبجحنا بها وما الذي حققناه من خلالها ..؟ الديمقراطية سلوك وطريقة حياة تبدء في البيت وتنمو في المدرسة وتغدو نظام حياتي شامل لكل مفاصل المجتمع ،الديمقراطية لا يمكن تطبيقها ف